(إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ)
(وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)
آيتان كريمتان تعنيان منهج سلوك حياتي اجتماعي لا يجوز تجاوزه ولا الإقلال من شأنه بدافع التفاخر والمباهاة.. ولا بدافع التقليد والمحاكاة..
كلاهما مرض نفسي سلوكي اقتصادي مثير للمشاعر يفضي إلى الاختلال في البنية الاجتماعية وتماسكها ورفضها لمظاهر التبذير والإسراف بكل الأساليب بما فيها الكراهية والعنف.. وما هو أخطر..
الإسراف والتبذير نذيرا شؤم لأنهما كُفران بالنعمة جديران بالنقمة.. وبالصدمة..
قالها شاعر من قبل.. كان يتغنى بجمال مدينته دمشق، ووطنه سوريا، وهو يطل بشوق من جبل قاسيون:
من قاسيون أطل يا وطني..
فأرى دمشق تعانق الشهبا
انعدمت الرؤية، الضباب والهباب حال بينه وبين ما يشتهي، لم يجد ذلك المسكين السائل الجواب.. أكثر من صوت راعد يزلزل جبل قاسيون وفي فمه هذا البيت:
من قاسيون أطل يا وطني
فأرى دمشق تعانق اللهبا
انتصرت نار اللهب على نور الشهب.. يا للمأساة..