رغم وجود اللهجات العامية المتعددة، سواء على مستوى البلدان العربية المختلفة أو داخل البلد الواحد، والتي تقطف في الأصل من الفُصحى الأم، وتُشكل لغة للتواصل والمعاملات غير الرسمية اليومية بين الناس؛ تظل العربية الفصحى الرحم الذي يصل بين أبنائها، لتكون الفصحى جزءاً لا يتجزأ من هويتهم الاجتماعية والثقافية، فهي لغة التخاطبات الرسمية والتعليم وغيره. واللهجات العامية موجودة منذ الأزل، وتتوسع باستمرار، وتتجدد مفرداتها، نظراً لعدم وجود قواعد تحدّها، وذلك تبعاً للعوامل الجغرافية والاجتماعية والسياسية، وتظل رغم ذلك قيد المحلية، بينما توحد الفصحى أبناءها مختلفي اللهجات من المحيط للخليج. ولا يخفى على مطلعٍ دور الإعلام الجديد في خدمة الفصحى، حيث يتم التواصل من خلالها بين حاملي اللهجات المتباينة من أبنائها عبر مواقع التواصل، مما يعزز حضورها، ويعيدها إلى تصدر التخاطبات اليومية، ويحافظ على صدارتها بجانب اللغات الأخرى.