ظلَّتْ تدورُ في المَدى
تدورْ...
فَيشْهَقُ البخورْ
أمَامَها حُرَّاسُه
وخَلفَها (مسرور)
وشعرُها خيولُه..
وقلبُها سرير..
في عينِه أسيافُه
في عينِها حرير..
والدِّيكُ يُعلي صوتَه: منْ ينقذُ النّحور؟!
في كلِّ فجرٍ أخرسٍ عذراءُ مثلُ النور
فوق الظلام نعيُها.. وشوقُها المبتور
يا شهريارُ: يا الذي..
يا أيُّها الموتورْ؟!
الدْيكُ يُعلِي صوتَه: منْ يُفهِمُ المغرور؟
***
ظلَّت تدور في المدَى
تدورْ..
فيشهَقُ البخور..
يا شهرزادُ: اختبئي في قصركِ المأسورْ...
يا شهرزادُ: حلّقي...ها قد بدا الزئيرْ
يا شهرزادُ: اقفزي من فوقِ ذاك السُّورْ
قالتْ وسرُّهَا مدىً يُعانقُ الطيورْ
وناعسٌ في جفنِها يخاتلُ المصيرْ:
يا شهريارُ: في يدي أُبقيكَ كالمسحور
وفي الحروف ترتقي وتسكنُ البلّلور
يا شهريار: ضُمَّني إنّي أنا الضمير
فمن دماك أختبئ، وفي دماك ها هنا أدور
يا أيّها الزندُ الذي أخشاهُ إذْ يثور
يا أيها الزندُ الذي لم يُدفئ العبيرْ
أنت انبعاثاتُ الأسى من عتمةِ العصور
أنتَ اختمارُ فتنتي..
أنا ك (نونِ) النور
أنتَ اشتعالُ ثورتي في وجه هذا السُّور
خُذني لزندك، استجبْ لديكيَ المَأمُور