|ما تبحث عنه يبحث عنك|
جلال الدين الرومي
كلانا تذوق كأسها
تمر ثقيلةً وكأنها صخرةٌ تجثم فجأةً على صدرِك
فلا هواء يحرك ثيابك
أو طرقاً يهز أضلاعك
الهدوء يتحول إلى ضجيج
وسريرُكَ الواسعُ يتحول إلى مرقد ترابي
وكل ما فيك يصارع نفسه
السقف تراه منخفضاً
روحُك تسكن أسفلَ العالم
ووجهُك يستقبل جهة دموعِك، ويتوسل من فارقك وودعك
لكنَّ خدراً ما يتسلل إلى ذرات جسدك
تُقذَف إلى مكان بعيد
وتشعر بوهج غريب
ربما تكونُ نجمةً ولدت للتو
أو صوتاً قديماً عاد فلمس جُرحَك
تمر الليلةُ
طويلةً وباردةً
تشعر بعدها بأن الحياة لم تكن عدوةً لك
الدموع غسلتك ولم تحرقك
وجهك الضاحكُ ألقى عليك تحيته
وصوت أمِّك الحزينُ تبِعك
ووضع أمامك كلَّ هذه الطمأنينة
تقطع الشارع وأنت تدرك بأنك لست وحيداً
فجميعنا مرت من خلاله الليلةُ الأولى
تجاوزناها
أو اجتازتنا
ووهبتنا الأيام واللحظة التي ستجمعنا..