عندما تعتقد أن الفراغ يخيم على عالمك، يتسلل داخلك، يحيطك ذلك السواد الحالك، يسكنك الألم ويحاصرك..
انظر ياصديقي حينها يميناً وشمالاً، افتح عينيك الجميلتين، ستجد قصصاً عن أشخاص تعرفهم أو لا تعرفهم ممن دهستهم عجلة الزمان، ممن عانوا كثيراً حتى أمطرت عليهم السماء بوابل من الاختبارات،
ومازالوا صامدين حامدين شاكرين للرحمن!
كالورود الجميلة بذلك الحقل،
تستقبل المطر بحب في المساء،
وفي الصباح تتفتح لتستقبل النحل والفرشات بكل عزم وعطاء،
زكية الرائحة رغم ما حصل وما سيحصل، رغماً عن الدموع،
فالحياة لا تقف أو تلتفت أياً ما كنت، وردة أو إنساناً..
فعندما تقرر أن تلتف على نفسك وتحاصرها بالأسوار والأشواك، لا يعنيك شيء..
رغماً عن المحاولات العديدة ممن حولك في فهم ما يحدث وعجزهم عنك..
حينها يمر الوقت لتبقى وحيداً مُجهداً من محاربة نفسك.. فعدوك الأول والأخطر هو أنت!
وخوفك الذي يسيطر عليك!
سيزداد الظلام الحالك داخلك ويمنعك من السير والخروج إلى النور.. أعلم أنك حزين،
فالحزن موجود لا يرحل بمجرد استسلامنا، هو بقلوبنا يسكنها ويستحلها، بل يستوطن أرواحنا!
ولكن ياصديقي افتح النافذة، واسمح للقليل من النور أن يزورك ويطل عليك!
أو ما رأيك أن تقف تحت المطر؟
أطلق الصرخات وأغرق الأرض بالدموع.. أعطِ أنين صدرك فرصة بالخروج قليلاً..
بعد ذلك اضحك وقل: غسلني المطر وبللني!
لا تندم أبداً على دموعك.. احضن نفسك،
أخبرها أنك تحبها وأنها قوية ومعطاءه،
أخبرها أنك بجانبها مهما حدث من حزن وفرح!
أكرمها، عظمها، افتخر بها!
أخبرها أنك فارس قد خسر معركة واحدة لكن سينهض ويتابع..
فهناك من يراك قدوته، يراك بوصلته، يراك قائداً ومنقذاً..
ياصديقي انظر خارج دائرتك،
خذ الأمور بهدوء، قف واسترح إن راودك التعب..
لكن لا تستسلم وتقتل قلبك النابض الجميل، ألا تعتقد أنك إن قتلته أجرمت بحقه؟!