مجلة شهرية - العدد (581)  | فبراير 2025 م- شعبان 1446 هـ

من الأشجار المفيدة: شجرة المورينجا

يعتقد أن الموطن الأصلي لشجرة المورينجا الهند وجنوب آسيا، ولها عدة أسماء مختلفة باختلاف المواقع والبلاد التي توجد بها، فهي تسمى أوليفير أو (اليسار) أو (الحبة الغالية) أو (الثوم البري) أو (فجل الحصان) أو (عصا الطبلة)، وفي البلاد العربية تسمى (شجرة الحب) أو (غصن البان). واسمها العلمي بالأحرف اللاتينية (Moringa or oleifera). وتتنشر هذه الشجرة على نطاق واسع في معظم مناطق ومناخات العالم حتى أمكن زراعتها في الأراضي القاحلة والحارة على السواء، لأنها تتحمل الجفاف والحرارة العالية حتى وصلت زراعتها في المملكة العربية السعودية.
وتمتاز هذه الشجرة بسرعة النمو، حيث يصل ارتفاعها إلى أكثر من مترين في أقل من شهرين وأكثر من ثلاثة أمتار في أقل من عشرة أشهر من زراعتها. وقد يصل ارتفاعها ما بين 9 و12 متراً خلال ثلاث سنوات من زراعتها. ويكتسي لحاؤها اللون الرمادي، أما الأوراق فهي مركبة إما ثنائية أو ثلاثية، بالإضافة إلى ذلك تحمل النبتة عناقيد من الأزهار البيضاء اللون، تمتلك خمسة أسدية تكون مثبتة على جانب واحد. وهي طيبة الرائحة، وثمارها تكون على شكل قرون طويلة نوعاً ما ومقوسة تشبه الخنجر تحمل بداخلها البذور.
وتستخدم جميع أجزاء الشجرة كغذاء مكمل لعلاج عدد من الأمراض، منها سوء التغذية لكونها تحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات، فتحتوي سبعة أضعاف فيتامين سي الموجود في البرتقال، وأربعة أضعاف فيتامين أ الموجود في الجزر، وأربعة أضعاف الكالسيوم الموجود في الحليب. ويعتقد أن زيت هذه الشجرة يفوق في قيمته الغذائية زيت الزيتون. وبالتالي أصبح لها الكثير من الفوائد الصحية، مما يساعد على الوقاية من الأمراض المختلفة، لأنها تحتوي على عناصر غذائية مهمة من فيتامينات ومضادات الأكسدة.
وشجرة المورينجا استخدمت من قبل الهنود، والرومان، والفراعنة في مصر القديمة، واليونانيين في الطب القديم لعلاج عدد من الأمراض، وكان القدماء يستخدمون البذور للمساعدة في علاج ألم المعدة، والقرحة، وألم المفاصل، وضعف النظر، بينما كانوا يستخدمون الأوراق والسيقان في علاج فقر الدم، والتوتر، والتهاب الشعب الهوائية، والكوليرا.
وتستخدم حالياً لدى الكثير من متخصصي طب الأعشاب والطب البديل للمساعدة في إنقاص الوزن والتخلص من الدهون الزائدة بالجسم وفي علاج اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل: الإمساك، والتهاب المعدة، والتهاب القولون التقرحي، وتقوية العظام وحمايتها من الهشاشة، والمساعدة في التخلص من حالات التهاب المفاصل، وحماية القلب والأوعية الدموية من الأمراض، وذلك بفضل مضادات الأكسدة القوية الموجودة فيها.
ورغم فوائد هذه الشجرة العديدة يوجد لها آثار سلبية جانبية وبعض الأضرار لدى بعض الأشخاص في بعض الحالات والتي يجب معرفتها قبل استخدام أي جزء من هذه الشجرة كعلاج أو مكمل غذائي، منها على سبيل المثال لا الحصر: أنها قد تتسبب بخفض في ضغط الدم، وتباطؤ في معدل نبضات القلب للذين يعانون من انخفاض الضغط، واحتمالية تعرض الحوامل للإجهاض، لأن المواد الكيميائية الموجودة في جذور ولحاء وأزهار هذه الشجرة قد تؤدي إلى حدوث تقلصات في الرحم، مما يجعلها غير آمنة للحوامل، وكذلك خفض مستويات السكر في الدم عن المعدل الطبيعي لدى مرضى السكري، وزيادة أعراض مرض قصور الغدة الدرقية لدى الأشخاص المصابين بقصور في الغدة الدرقية، إذ إن أحد أضرار المورينجا أنها تزيد من هذا القصور، وتُضاعف أعراضه، بالإضافة إلى عدد من الآثار الجانبية السلبية بسبب التداخل مع بعض أنواع الأدوية، لذا يجب استشارة الطبيب المختص قبل تناولها خصوصاً للذين يعانون من الأمراض المزمنة.
وقد أحسنت أمانة منطقة الرياض في اختيار هذه الشجرة ضمن الأشجار التي تخطط لزراعتها بشوارع مدينة الرياض، لأن هذه الشجرة تناسب بيئة الرياض وسريعة النمو، وأرواقها وزهورها تعطي رائحة زكية، ولأنها مفيدة للبيئة والإنسان، وفعلاً بدأت زراعتها في بعض أجزاء شارع العليا بعد تطويره وتحسينه. وبالتالي أقترح على بلديات وأمانات مدننا الأخرى الاهتمام بهذه الشجرة وزراعتها في الشوارع، وبخاصة المتنزهات داخل الأحياء وتشجيع المواطنين على زراعتها في حدائق منازلهم.

ذو صلة