ذكرت الصحف المصرية خبراً عن عزم الأمير سعود، الابن الأكبر للملك عبدالعزيز، زيارة مصر بصورة ودية لإزالة ما علق بالنفوس على إثر حادث المحمل الأخير في سنة (1344هـ/ 1926م).
نقلت لنا الصحافة المصرية تفصيلات كثيرة من هذه الزيارة والجوانب الاجتماعية والإنسانية المصاحبة لهذه الزيارة المهمة، ونقلت لنا بصورة تفصيلية بعض هذه الجوانب من الزيارة، حيث احتفلت مصر في شهر أغسطس سنة (1926م) باستقبال الأمير العربي الكريم ونجل السلطان العظيم، على متن السفينة المصرية المنصورة، التي وصلت إلى السويس في محاولة من المملكة العربية السعودية لتجنب مزيد من القطيعة والصدام مع المملكة المصرية، ووقف الصراع المحموم بين الملك فؤاد الأول والسلطان عبدالعزيز آل سعود ذي الخلفيات السياسية والدينية المتشعبة.
وبرهنت من خلال هذا الاحتفال وحفاوة الاستقبال على شدة تقديرها للأخلاق النبيلة والخصال الكريمة والمبادئ القويمة التي تحلى بها صاحب الجلالة عبدالعزيز بن سعود ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها، مع ما اتصف به من الشجاعة والرزانة والحزم والإقدام، وهي الصفات التي عني بتربية أنجاله الكرام عليها.
الروح القومية المصرية
قامت مجلة العالم التي تصدر عن مؤسسة دار الهلال الصحفية في مصر بعمل مقابلة صحفية مع الأمير سعود من خلال رئيس تحريرها كريم خليل ثابت بك في مقر إقامته بدار الضيافة التي استضافته طوال مدة إقامته في مصر وكانت في حي المنيرة بالقرب من سراي مصطفى منير بك أدهم الذي تولى مرافقته في كافة جولاته داخل مصر، ومن خلاله تعرف عن قرب على طبيعة المجتمع المصري وأبرز عاداته وتقاليده، وكانت أبرز نقاط الحوار تدور حول الأمور التي راقت له أكثر من غيرها وشاهدها وعاينها منذ أن وطئت قدماه أرض مصر، فأبدى الأمير سعود إعجابه بالنشاط وروح الحياة في المصريين، فقد كان يظن وهو في نجد أن جميع مرافق هذه البلاد تديرها أيدي الإفرنج، فما كاد يصل إلى السويس ويرى المهندسين المصريين يشرفون على المشروعات العظيمة حتى تبدل فكره هذا واغتبط بما رأى اغتباطاً عظيماً لأنه ليس أحب إليه وإلى والده الملك العظيم أن يريا الشرقيين يديرون شؤون الشرق بأنفسهم، وقد أعرب عن تمنياته هذه لدولة الرئيس الجليل سعد باشا زغلول لما زاره في مكتبه في مجلس النواب.
زعيم الشرق العربي
وقد أعرب الأمير سعود بن عبدالعزيز خلال حديثه مع دولة سعد باشا زغلول عن مدى تقدير شعب نجد لسيادته ونظرتهم إلى أعماله الجليلة كأنها مقتصرة على مصر بل يعتقدون أن سعد باشا يخدم الشرق كله.
وقد بادرت حاشية الأمير سعود بالتعبير عن مدى إعجاب أهل نجد وحبهم للزعيم سعد باشا زغلول، ومدى تقديرهم وإجلالهم لشخصه الكريم، وذكروا أن العرب يحبون الشجاعة وسعدكم شجاع، وليس من الضروري أن يعتلي الرجل صهوة الجواد وأن يعمل السيف في رقاب أعدائه ليكون شجاعاً، فقد أبدى سعد باشا في مواقف شتى من الشجاعة ما لا تبديه الجيوش المسلحة، وقد تلقى الأمير سعود منذ وصوله إلى مصر مئات من الرسائل والبرقيات تهنئه على سلامة الوصول.
وأشارت الصحف المصرية إلى بعض من العادات والتقاليد المرعية من جانب الدولة السعودية، وعرضت لبعضها تعريفاً للمصريين بعادات السعوديين الاجتماعية والدينية التي كانت تبدو لهم من قبيل التعصب والتشدد الديني، ونذكر منها في هذا السبيل ما أشيع عنهم من تحريم التدخين، وهي عادة ثبت فقهياً مدى حرمتها وضررها صحياً على المدخنين ومن حولهم.
وعن مصطفى منير بك أدهم، الرجل وثيق الصلة والملازم للأمير سعود في زيارته للقاهرة، ومن خلال مروياته عن يوميات الأمير سعود عرفنا أن من أسباب زيارة الأمير سعود لمصر كذلك رغبته في إجراء عملية جراحية في عينيه حيث كان يعاني من صعوبة في الرؤية وحساسية بهما، وتولى الجراح المصري الشهير سالم بك الهنداوي مهمة إجراء جراحة عاجلة وناجحة له، ليعود إلى كامل عنفوانه وصحته بفضل الله.
بروتوكول الاستقبال الأميري في دار الضيافة
قابل الأمير سعود كثيراً من الزائرين، واستقبلهم في قاعة خاصة بقصر الضيافة، وكان يتولى تقديمهم له الشيخ حافظ وهبة، وربما كان يتولى مهمنداره مصطفى منير بك أدهم في حالة غياب الشيخ حافظ واجب تقديمهم أو ربما تولى ذلك أحد كبار رجال الحاشية.
ويتولى تقديمه للأمير ذاكراً له اسمه ووظيفته أو مقامه، فينهض الأمير برشاقة ويصافحه بيده اليمنى ثم يرفعها إلى رأسه مسلماً على الطريقة المصرية ويجلس، وبعد لحظة يلتفت إلى زائره ويقول له: (كيف الحال؟)، أو (كيف حالكم؟)، ويسكت لحظة أخرى ثم يلتفت إلى جهة الباب ويقول للحارس: (قهوة)، فيدخل خادم آخر ويدير القهوة على الحاضرين بادئاً كل مرة بالأمير، وإذا أطال الزائر الزيارة أمر له بالقهوة غير مرة، ومتى شاء الزائر أن ينصرف استأذن الأمير في الانصراف فينهض ويصافحه بيده اليمنى من دون أن يشيعه.
النجديون والقهوة
والنجديون يسمون القهوة (اقهوه)، لأنهم يسكنون فاء الاسم ويحركون العين إذا كانت ساكنة، أو بعبارة أخرى ينقلون حركة الفاء إلى العين فلا يقولون قهوة أو شجرة أو الدهناء، بل اقهوَه، واشْجَرَه، والدهنا.
مقابلة الملك فؤاد للأمير سعود
من المعروف أن بعض الملوك من يعانق زائره إذا كان ملكاً أو ولي عهد، في حين أن هناك من يكتفي بالمصافحة العادية، فكيف سلم الملك فؤاد على الأمير سعود عندما حظي بمقابلته في قصر رأس التين العامر، لقد استقبله الملك بالترحاب الشديد وقام بمصافحته عملاً بالسنة الشريفة.
وقد تحدث الأمير سعود كثيراً عن حفاوة اللقاء ولطف التعامل من الملك فؤاد مما كان له أعظم الأثر في نفسه، وقد أعرب الأمير عن رجائه أن تؤول زيارته إلى مصر إلى توثيق عرى الصداقة والألفة بين البلدين، ولا ينبغي أن يكون هناك ما يحول دون التأليف بين قلوب الشعبين.
وأعرب الأمير عما يكنه فؤاده من الشكر والعرفان لأهل طنطا الذين بالغوا في إكرامه والاحتفاء به، الذين خرجوا لتحيته وقت مروره بالقطار من القاهرة قاصداً الإسكندرية.
وذكرت صحافة القاهرة في شيء من التفصيل جولات الأمير سعود العديدة حيث قام بزيارة إلى حديقة الأزبيكة وطاف في أرجائها ثم جلس لسماع الجوقة العسكرية التي قامت بعزف الأنغام الشرقية التي كانت تعزفها في كشك الحديقة.
ماذا أحب الأمير سعود في مصر وماذا كره؟
وكان من أسلوب الصحافة في تلك الفترة نقل كافة أحاديث الأمير مع طبيبه ومهمنداره ورجال حاشيته في دار الضيافة كنوع من الصحافة الاجتماعية التي نفتقدها في هذه الآونة، والتي كانت تنقل لنا كافة تحركات الأمير سعود وسكناته وغدواته وروحاته، وعن صحته وقضائه لوقته، عملاً بواجبات الصحافة في هذه الفترة، وتعبيراً عن كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال لهذا الضيف العزيز.
وأفردت الصحافة المصرية أخبار قيام الجراح المصري الشهير سالم بك هنداوي بإجراء عملية جراحية له في عينيه فأسفرت عن النجاح التام والحمد لله.
وصل الأمير سعود إلى عيادة الدكتور هنداوي في الجيزة يوم العملية الأولى في 22 أغسطس 1926م، ودخل غرفة العمليات. قال له الطبيب إنه سيضع له مخدراً موضعياً (بنج)، وطمأنه أن العملية ستكون على جانب عظيم من السهولة واليسر وأنه لن يشعر بألم كبير، فالتفت الأمير إليه وقال له باسماً: (افعل ما بدا لك، فإنك (سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللّهُ صَابِراً)).
ولم يتململ الأمير أو يتذمر أو يتأوه ولا تأفف طول مدة العملية فكان بمسلكه موضع إعجاب الحاضرين واندهاشهم، وفي اليوم التالي لعمل العملية اجتمع كبار رجال حاشية الأمير في غرفته الخاصة لمواساته وتجاذب أطراف الحديث معه، إذ إن الطبيب منعه عن النزول إلى الطابق الأرضي واستقبال زائريه ومريديه.
وفي سياق هذا الحديث التفت الأمير إلى مصطفى منير بك أدهم المهمندار المرافق له، وخاطبه قائلاً: (يا مصطفى لقد أحببت في بلادكم أمرين وكرهت فيها أمرين، أما الأمران اللذان أحببتهما فهما كرم المصريين نحو ضيوفهم، وحبهم للعرب ونصرة الدين، وأما الأمران اللذان كرهتهما فهما إقبال الأهلين على التوسلات، وتبرج النساء في الشوارع والطرقات).
وكان للأمير ميل خاص للشعر وذوق سليم في انتقاء جيده من رديئه، وهو يطرب عند سماع شاعر ينشد شعراً صافياً بليغاً كما يطرب الموسيقي الأصيل عندما يسمع لحناً جميلاً أو صوتاً رخيماً.
ومما يذكر في هذا الصدد أن محمد بك رضا سكرتير الوكالة العربية في مصر صعد إلى غرفة الأمير الخاصة في دار الضيافة وقدم إليه لوحات باسمه كتبها وزخرفها جماعة من أولئك الذين يتحينون الفرص لكتابة مثل هذه اللوحات بغية إهدائها إلى أحد الكبراء أو الأغنياء.
ورفع إليه رضا بك في الوقت عينه طائفة من القصائد نظمها بعضهم في الترحيب به والإشادة بكرم أخلاقه ونبل خصاله، وبعدما فرغ رضا بك من بسط ما عنده قال له الأمير: (اترك لي القصائد لأقدرها وأحكم فيها، وأعطوا أنتم أصحاب اللوحات ما تعتقدون أنهم يستحقونه مكافأة على هديتهم).
ثم أمر لصاحب كل قصيدة من القصائد التي رفعت إليه بما يناسب قيمتها من حيث اللغة والمعنى والشعر.
وقد زار وفد من أعضاء نقابة المستخدمين الخارجين عن هيئة العمال غداة يوم العملية ولما علموا أنهم لن يتمكنوا من رؤيته والاجتماع به لأن طبيبه نهاه عن مغادرة غرفته احتشدوا في فناء الدار وهتفوا له هتافاً عالياً، ثم قال أحدهم بصوت جهوري: (إنه من هذه الدار ينبعث نور الهدى إلى الدين الحنيف). فلم يكد الأمير يسمع هذه العبارة وهو في غرفته، حتى أمر مهمنداره مصطفى بك منير أدهم بأن يطل على المحتشدين ويقول لهم: (الأمير سعود يرجو أن تكون قلوبكم هي البيت الذي ينبعث منه النور الذي تشيرون إليه).
ومن ألطف النوادر التي اتفقت في دار الضيافة أن الطاهي عزوز الشهير، وهو الطاهي الذي عهد إليه طعام الأمير ورجال حاشيته، سأل الأمير يوماً هل يريد أن يذوق طبق (فول مدمس) فقال له الأمير: (كلا إني لا أريد أن آكل فولاً)، فلم يثن هذا الجواب الطاهي عزوز عن عزمه، وأعد للأمير طبقاً متقناً من الفول المدمس، وأرسله إليه مع إفطاره فأكله بشهية، وفي اليوم التالي بعث إليه عزوز بطبق مثله، فأكله بمثل الشهية التي أكل بها طبق اليوم السابق، فأعاد عزوز الكرة في اليوم الثالث، ثم كف عنها في اليوم الرابع فدعاه الأمير إليه وقال له: (لماذا قطعت عني يا عزوز الطبق الذي أرسلته إليّ في الأيام الثلاثة الماضية)، فقال عزوز: (إنه كان فول مدمس يا سمو الأمير)، فقال الأمير: (هات فول مدمس).
في دار الضيافة قبل الشفاء وبعده (رتبة البكوية بأكلة)
ومن النوادر والحكايات الطريفة التي سردها الصحفيون عن زيارة الأمير وما كان يتمتع به من روح مرحة وقوة شخصية، أنه لما عاد الدكتور سالم بك الهنداوي وزميلاه الأمير سعود لإجراء الجراحة الثانية في عينيه، أخذ أولهم يقويه ويشجعه، فقال له الأمير: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ)، وأبدى في أثناء العملية الجراحية ما أبداه إبان العملية الجراحية الأولى من رباطة الجأش.
ودخل مصطفى بك منير أدهم المهمندار على الأمير بينما كان الطبيب ينزع له الرباط عن عينيه، فقال: (فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)، فقال الأمير:
الصبر كالصبر في مذاقته
وفي عواقبه أحلى من العسل
ومن الحكايات التي حكاها الأمير وهو محتجب في غرفته بإشارة من طبيبه، الحكاية التالية:
(خرج صياد إلى البرية ليصطاد ظبياً ومعه كلب له، فأبصر ظبياً فلحق به، وأخذ الكلب يطارده حتى اختفيا وتواريا عن الأنظار، فاقتفى الصياد آثارهما، وما لبث أن عثر عليهما ميتين على بعد نحو مترين الواحد من الآخر، فحفر لكل منهما حفره ودفنه فيها، ثم أنشد يقول:
أبت المروءة أن تفارق أهلها
وأبى العزيز لأن يكون ذليلاً
وكان يشير بذلك إلى مروءة الكلب وعزة نفس الظبي، وتحدث الأمير يوماً إلى مهمنداره عن صفة الرجل في نجد فقال: (إن الرجل لا يعد رجلاً إلا إذا كان متحلياً بأربع خصال، أولها: الدين، وثانيها: الشجاعة، وثالثها: الصدق، ورابعها: الكرم، وهب أن رجلاً تجرد من الخصال الثلاث الأخيرة فقد يغفر له ما عدا الخصلة الأولى فلا غفران له على فقدها).
وفي زيارة صحفية من صاحب جريدة العالم السيد كريم خليل ثابت إلى دار الضيافة التي نزل فيها الأمير، لتقديم التهنئة بشفائه، فقد استقبله بعد نزوله من غرفته الخاصة، وكان أول يوم غادر فيه الأمير غرفته ونزل إلى قاعة الاستقبال، فتوجه من فوره إلى الحجرة التي أعدت للصلاة ورفع آيات الشكر والحمد إلى الله عز وجل، ثم قصد إلى قاعة الاستقبال وقابل زائريه ومريديه، وتفضل بعد ذلك فاستبقى صاحب جريدة العالم لتناول الغداء معه على مائدته، فتقبل المحرر هذه الدعوة الكريمة بالشكر، ولما آن أوان الطعام دخل ومن معه إلى قاعة الأكل وجلس وإياهم إلى المائدة، ثم حانت منه التفاتة فلاحظ أن بعض كبار رجال الحاشية غير جالسين معه، فسأل عنهم بأسمائهم، وأرسل بعضاً من خدمه في طلبهم، ولما أقبلوا سألهم عن حالهم وصحتهم، وكان يتعهد الجالسين بجواره من آن إلى آخر ويسألهم عن حالهم.
وبعدما استقر المقام بالجميع على المائدة التفت الأمير إلى مدعويه، وقال: (أنا لا أحب أن آكل إلا مع إخواني، وقد قضيت الأيام الأربعة الماضية من دون أكل تقريباً لأني لا أتلذذ بالأكل وحدي). ثم دار الحديث بين الأمير والحاضرين على شؤون اجتماعية شتى، فكان يتكلم بما عرف عنه من الرزانة والتؤدة وبعد النظر، ويصغي بانتباه إلى كل ما يقال له ويبدي اهتمامه به.
وبينما نحن على المائدة نأكل الصنف الأول أو اللون الأول من ألوان الطعام، التفت مصطفى بك منير أدهم إلى الأمير، وقال له: (إننا نأكل الآن أكلة تسمى الشركسية بالدجاج، ولهذه الأكلة حكاية لطيفة في تاريخ عائلتنا، فإنه لما زار المغفور له الخديوي توفيق بلدة أبي في الصعيد وتسمى منهري في مركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا، أعدت له والدتي بنبا هانم البيرقدار كريمة محمد بك البيرقدار طبقاً من الأكلة التي تأكلها الآن، فطابت نفسه إليها، وتلذذ بها فأنعم على والدي برتبة البكوية)، وكانت هذه حكاية طريفة تبادلها الأمير مع مهمنداره.
وقد قام دولة رئيس الوزراء سعد باشا زغلول برد الزيارة للأمير سعود في دار الضيافة للاطمئنان على صحته بعد تماثله للشفاء وتعافيه بعد إجراء العملية الثانية الناجحة، وتبادل معه الحديث في حضور كبار رجال الدولة والوفد السعودي المرافق له، ثم قام الأمير في اليوم التالي بعد أن سمح له طبيبه الخاص بالخروج بزيارة النادي السعدي المصري، وهو ناد سياسي خاص بأعضاء الكتلة الوفدية والتي كانت أكبر حزب وطني يحظى بشعبية جماهيرية طاغية، وكان في استقباله إسماعيل شيرين بك محافظ مصر بالنيابة، و محمد فتح الله بركات باشا وزير الزراعة ورئيس النادي، ولفيف من السادة أعضاء النادي السعدي.
ثم لبى الأمير وحاشيته دعوة محمد فتح الله بركات لمأدبة العشاء في منزله تعبيراً عن تقدير كبراء ووجهاء مصر له.