مجلة شهرية - العدد (576)  | سبتمبر 2024 م- ربيع الأول 1446 هـ

التنمر الثقافي

يمارس بعض الأسماء في الوسط الصحفي والثقافي عموماً ما يمكن تسميته بـ(التنمّر الثقافي) عبر طرق وأساليب مختلفة تنتصر للأنا والذات وسلطتهما القميئة التي لا علاقة لها بالنقد أو العمل الثقافي العام.
- لا شيء يعجبهم.
- لا شيء يحمل جمالية معينة.
- لا شيء قابل لاختلاف الآراء والأذواق.
- لا يرون إلا الجزء الفارغ من الكأس.
- ترى أحدهم ينسف مرحلة أو جيلاً بأكمله، وآخر يلغي تجربة مبدع في أحد مجالات الإبداع المختلفة، وثالث يسخر زاويته أو الصحيفة التي يعمل بها لتصفية حساباته الخاصة مع المؤسسات أو الأفراد، ورابع يكرس حضوره في وسائل التواصل الاجتماعي لأهداف ومصالح خاصة لأنه لا حسيب ولا رقيب عليها.
- آخرون جيشوا رفاقهم لدعم أصوات معينة تجمعهم الشلة أو الإقليم أو المنطقة أو القبيلة أو أي سبب آخر عبر أساليب كثيرة منها الندوات والأمسيات والمهرجانات والطباعة والنشر والقراءات النقدية والاستضافات المنظمة والحضور الدائم في وسائل التواصل الاجتماعي، والوقوف إزاء أي نقد لتجاربهم أو إشارة إلى أخطائهم وتجمعاتهم الخاصة، واستعداء الآخرين ذوي النوايا الحسنة ضد كل صوت مناهض أو مختلف معهم.
ونتيجة لكل ذلك العمل الممنهج (تحت الطاولة) يلاحظ المتابع والمهتم تكرار الحضور لأسماء معينة في الفعاليات الثقافية والفنية المختلفة في مختلف الدول وفي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ورقياً وإلكترونياً، وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الجوائز المختلفة والتكريم الشرفي في مناسبات مختلفة دولياً (استثني من ذلك عدداً من النجوم الفاعلين والمؤثرين في مختلف المجالات الإبداعية لأن حضورهم يضيف للفعاليات ويثريها ويسلط الأضواء عليها، وليس العكس).
والنتيجة النهائية هي:
- تكريس أسماء قد لا تكون الأفضل في مجالها، وتهميش أسماء ربما تكون أفضل وأجدر من غيرها، وغالباً هي كذلك.
- التقليل من جهود جهات ومؤسسات وأفراد يعملون لخدمة العمل الثقافي ولكنهم لا يحققون مطالب تلك الأسماء المتنمرة ورغباتهم الأنانية أو توجهاتهم المحدودة وقدراتهم الضعيفة.
- حرمان أصوات حقيقية وأسماء مبدعة من حقوقها المشروعة.
- الإساءة لأدب وفنون وثقافة هذا البلد أو ذاك، بإظهار أصوات وأسماء معينة وتهميش أصوات وأسماء أخرى لا تناسب رغباتهم وتوجهاتهم.
- طباعة ونشر وترجمة أعمال معينة وإغفال أعمال أخرى ربما تكون أفضل وأرقى منها.
- خلق أجواء غير صحية وربما عدائية وعدم رضا في الأوساط الأدبية والثقافية والفنية.
- الإسهام في ضعف المنتجات المختلفة الأشكال التي تصل للمتلقي.
- استخدام العلاقات والأموال في دعم منتجات عادية والترويج لها في المنابر والوسائط والمنصات المختلفة.
- إحجام كثير من المواهب والأصوات المتميزة عن خوض تجاربهم الإبداعية الأدبية أو الفنية، وعدم حضور الفعاليات المختلفة، خوفاً من تلك الأصوات (الأسواط) أو لعدم مقدرتهم على مواجهتها، وبعضهم يفضل العزلة أو الانزواء.

ذو صلة