في الحديث عن رائد الاستعراب الروسي والمستشرقين الروس العلامة أغناطيوس كراتشكوفسكي، فقد أثنت عليه جميع دوائر الاستشراق الغربية على كتابه الأدب الجغرافي العربي، ومن العرب الدكتورة عائشة عبدالرحمن -بنت الشاطئ، إذ قالت عنه: من أحرص المستشرقين على ضبط قلمه من جموح الهوى وضلال التعصب، وآثاره تفيض بمحبة العرب واللغة العربية، وتخلو من الدس والغرض اللذين يشوبان كتابات كثير من المستشرقين.
كراتشكوفسكي في نشأته ومسيرة حياته العلمية
في مدينة (فلنا – Vilna) عاصمة (ليتوانية – Lithuania)، ولد أغناطيوس يوليا نوفيتش كراتشكوفسكي، بتاريخ 4/ 3/ 1883م، فوالده كان مديراً لمدرسة المعلمين فيها، وقد نقل عمل والده إلى بلاد ما وراء النهر، ليعين مديراً لمدرسة (طشقند)، وكان عمر كراتشكوفسكي سنتين، ثم عين بعد فترة ناظراً عاماً للمدارس في آسيا الوسطى، وأول لغة تكلمها، كانت اللغة الأوزبكية، لأن حاضنته كانت أوزبكية، ويبدو كما تكلم هو عن نفسه، بأن حياته الأولى كانت ذات صلة في مستقبل حياته، وذلك من خلال حبه وميوله للمجتمعات الشرقية، كميل غريزي، وفي عام (1888م)، عاد والده إلى (ظنا)، وصار مديراً للمكتبة العمومية، ورئيساً في لجنة البحث عن الآثار التاريخية القديمة، وكانت وفاة والده عام (1903م).
ففي بيت والده لفت نظر كراتشكوفسكي وجود مكتبة ضخمة، كان جده ووالده قد جمعاها، وضاع معظمها أيام الحرب العالمية الأولى، فتركت المكتبة في نفسه حب القراءة والوقوف على العلوم التي تقوم عليها هذه الكتب، فقد دخل المدرسة الثانوية (الجمنازيوم) في (فلنا) ومنها تخرج العديد من المستشرقين، كان منهم (سنكوفسكي – Senkovski)، المختص بالدراسات العربية، و(تورائيف – Turaev)، المختص بالدراسات المصرية القديمة، و(كوتفش – Kotvic)، المختص بالدراسات المنغولية، لكن كراتشكوفسكي اختص في اللغات اليونانية واللاتينية فأتقنها في هذه المدرسة، كما ذهب في تعلم اللغة العربية من خلال كتاب خاص في نحو اللغة العربية، من تأليف المستشرق (سلفستر دي ساسي – بالفرنسية)، فأخذ في تعلم اللغة العربية بنفسه بدون معلم، وفي عام (1901م)، التحق كراتشكوفسكي بكلية اللغات الشرقية في جامعة سان بطرس برج، فبدأ دراسته مع اللغة العبرية على يد (كولوفكوف – Kolovcov)، واللغة الحبشية على يد (تورائيف – Turaev)، ولم يقف عند هذا بل حضر دروساً في اللغتين الفارسية والتركية التتارية عند (زوكوفسكي – Zukovski)، ودرس تاريخ الشرق الإسلامي على يد المؤرخ الروسي العظيم (بارتولد –Barthld)، ودرس اللغة العبرية على يد (أنطون خشاب) بلغة التخاطب العبرية باللهجة الشامية، وكانت دراسة أجناتي في دراسته الجامعية (كخلافة المهدي العباسي)، قد حصل فيها على دبلوم من الطبقة الأولى، ومع هذه المرحلة التي قطعها، في سبر خصوصيات العلوم واللغات، ليبدأ من حياته العلمية مرحلة جديدة، ففي سنة (1907م)، اجتاز الامتحان الشفوي للتأهيل في التدريس بالجامعة، وعين في هيئة التدريس في الجامعة (سان بطرس برج)(1).
وفي صيف (1908م)، بدأ كراتشكوفسكي مرحلة جديدة، عملاً بتوصية أستاذه (روزن)، الذي أدركته الوفاة في (يناير 1908م)، بالرحلة إلى أوروبا (جنوب روسيا)، ومنها قصد إسطمبول ثم أزمير، ومنها إلى لبنان وسوريا، حيث وجد فرصة الدراسة في كلية اليسوعيين في بيروت، حيث قضى فيها شتاءين، وفيها عقد أواصر صداقة مع أمين الريحاني، ومع الأب لويس شيخو اليسوعي، وهنري لامانس اليسوعي، و(رونزفال – Ronzevalle)، الذي كان يهتم باللغات العامية العربية، وفي دمشق تعرف على الأستاذ محمد كرد علي، وجرجي زيدان، ومن الشام انطلق إلى مصر حيث تتوافر فيها المخطوطات بدار الكتب المصرية، ومكتبة الجامع الأزهر، وقد اطلع على العديد من المخطوطات واستفاد منها، وقضى ما بين مصر والشام قرابة السنتين، وكان قد تعرف على العالم الفاضل أحمد تيمور باشا، وأحمد زكي باشا شيخ العربية، وأستاذ علم الفلك العالم الإيطالي (السنيور كرلو نلينو)، الذي كان يدرس علم الفلك في الجامعة المصرية، وفي فلسطين كان على صلة بالشاعر إسعاف النشاشيبي وخليل الكاكيني، ويعلق كراتشكوفسكي، في حديثه، عن شغفه في الشرق وحبه له، فيقول: (واستفدت في هاتين السنتين أكثر مما استفدت طول حياتي، ولا أزال أرجو أن يرزقني الله رؤية تلك البلاد المحبوبة، مسامرة أعيان علمائها مرة ثانية، تمم الله أمنيتي بالخير فهو السميع المجيب)(2).
وفي صيف (1910م)، عاد كراتشكوفسكي إلى روسيا، حاملاً ما في جعبته من علوم ومعلومات كان قد وقف عليها في زيارته المشرقية، وعين مديراً لمكتبة فرع اللغات الشرقية في كلية لينينغراد، وفي خريف العام نفسه، قد تم تعيينه أستاذاً فيها، وفي سنة (1914م)، قصد أوروبا للوقوف على العديد من المخطوطات الموجودة في ليبسك وليرن في هولندا، وقد اغترف من علوم هذه المخطوطات، وفي سنة (1917م)، عين مدرساً للعربية في المدرسة التي كان يدرس فيها، وفي سنة (1921م)، انتخب عضواً في أكاديمية العلوم الروسية في قسم التاريخ، فجلس على كرسي أستاذه البارون روزن المتوفي سنة (1908م)، وفي سنة (1923م) انتخب عضواً مراسلاً في المجتمع العلمي العربي في دمشق، ويعلق كراتشكوفسكي على انتخابه هذا، فيقول: (كان ذلك أكبر شرف نلته مدة عمري، وصار هذا التشريف مساعداً لي ومشجعاً في أحوالنا الصعبة، ورأيت فيه تقديراً أتفاخر به لأتعابي في التعليم والبحث والتأليف منذ عشرين سنة)(3).
وعلى سيرة العطاء عاش كراتشكوفسكي، في جميع المهام التي كلف بها، أستاذاً مدرساً، أم إدارياً ومشرفاً، فقد كان نبع عطاء في علومه، وما يمتاز فيه كراتشكوفسكي في موروثه العلمي، أنه في عطاءاته كان لا يعمل على محور علمي واحد، فكان على ما يبدو يعمل على العديد من المسائل على شكل مجموعات، وخير مثال على ذلك كتابه (تاريخ الأدب الجغرافي العربي)، والذي تبين على ما أشار له، بأن عمله في الكتاب أخذ منه قرابة (41) سنة، حتى اكتملت مجموعات الكتاب، والذي لم يبلغه أحد، ولن يبلغه من يفكر بالعمل على مثل هذا العمل، وقد توج حياته العلمية في كتابين سنة (1945 م)، الأول هو (مع المخطوطات العربية – Nadar abiskimi Rukoplsiami) والذي ترجم إلى العديد من اللغات، والآخر (من تاريخ الاستعراب الروسي – Ocherki Po istorii Russkoi Arabistiki) (1950 م) وفي الرابع والعشرين من شهر يناير لعام (1951م)، أدركت هذا الفاضل الوفاة، وبوفاته مات عميد مدرسة الاستشراق الروسي، والذي يمكننا أن نقول بأن هذا العالم الفاضل، كان صاحب دور مباشر في رفع مكانة وشأن مدرسة الاستشراق الروسية، أمام قريناتها من المدارس الغربية.
وتقديراً لما قدمه لمدرسة الاستشراق الروسية، من خدمات وأعمال علمية، ودراسات شرقية أثرت مكتبة الاستشراق الروسي؛ فقد قرر مجلس وزراء الاتحاد السوفيتي، بتاريخ (5/أبريل/1951 م)، وأكاديمية العلوم الروسية؛ طباعة مؤلفاته، في (13/أبريل) من العام نفسه، فطبع مجموعة أعمال له (منتخبات آثار الأكاديمي – lzbrannye Sochinenia Krachkovskogo)، فظهرت المجموعة في ستة أجزاء في الفترة ما بين (1955 – 1960 م)، وشارك في إخراجها طلبته ونخبة كبيرة من علماء الاستشراق السوفيتي، وكان من أهم آثارة فيها الجزء الرابع من منتخبات آثار كراتشكوفسكي، كتاب (تاريخ الأدب الجغرافي العربي)، وقد رأى النور لأول مرة عام (1957 م) بعد ست سنوات من وفاته.
أما مترجم كتاب (تاريخ الأدب الجغرافي العربي) الأستاذ الفاضل صلاح الدين عثمان، فعليه من الله الرحمة، على جهده وصبره على ترجمة الكتاب هذا، وإهدائه إلى المكتبة العربية والإسلامية، ولا أعتقد أن غيره سيقوم بترجمته، لضخامة الكتاب، الذي كما يقول كراتشكوفسكي أنه كان نتيجة عمل أربعة عقود، ويتكلم مترجم الكتاب، وكان على صلة صداقة وعلم وعمل مع المستشرقين الروس، فيقول السفير عثمان – المترجم: أثناء وجودي في موسكو حدثني كثيراً عن هذا الكتاب المستشرقان، (ذا خودر – Zachoder)، والأستاذ (بليايف – Y.A.Belieev) وحاضنته الجزء الرابع من مجلدات كراتشكوفسكي. وما أن صدر الكتاب، وقرؤه السيد عثمان حتى صح منه العزم على ترجمته، فله الشكر الخالص على هذا العمل العظيم الذي يحسب له رحمه الله.
المسلمون وعلم الجغرافية من خلال كتاب تاريخ الأدب الجغرافي العربي
علم الجغرافية هو علم من العلوم الإنسانية التي لازمت الإنسان في حياته على هذه الأرض، في ليله ونهاره، وفي حله وترحاله، أرضاً وسماءً وماءً وزماناً، ولهذا فالجغرافية معنية بالأرض مكاناً ككل، وبالإنسان كمجموع، فهو علم شمولي متعدد الأغراض والمواضيع، وهذا العلم من العلوم الإسلامية التي كانت ثمرة من ثمار عطاء حضارة الإسلام، على تنوع علومه وفنونه، وبخاصة منه علم الفلك(4)، الذي حرره علماء المسلمون وحتى العرب قبل الإسلام، من أمور الكهانة والسحر والكذب والتنجيم، فقد أهدت هذا العلم للحضارة الإنسانية، كواحدة من العلوم التي عرفتها هذه الحضارة، كالطب والحساب وعلوم الميكانيكيا والبيطرة والصيدلة وعلم الجبر، وغيرها من العلوم الإنسانية.
ومع التواصل الغربي مع المشرق الإسلامي، وولادة مدارس علم الاستشراق؛ كان لعلم الجغرافية شأن في هذه المدارس الاستشراقية، وخصوصاً الألمان والهولنديين، ومن هاتين المدرستين انتقل إلى المدرسة الروسية، وتبنى حمل حقيبة هذا العلم، المستشرق العلامة أغناطيوس كراتشكوفسكي الذي كان قد تعاقب على المدرسة الاستشراقية قرابة القرنين من الزمن على عمرها، فلم يذهب أحد من أبنائها على تناول هذا العلم والخوض فيه، وذلك لسعة بحره وتباعد شواطئه، وكان كراتشكوفسكي قد وجد في نفسه القدرة على ركوب سفينة هذا العلم الذي صعب على الكثير من المستشرقين، وبعد سنوات من شروعه في عمله هذا، كان قد وصل فيه إلى بر الأمان، ليفاجأَ عالم الاستشراق بعمله الجليل هذا، فكان له ما أراد.
وها هو يصف علم الجغرافية الوصف العلمي اللائق فيه، فيقول: ذهب المسلمون بدراسة هذا العلم والوقوف عليه، فوجدوه في حقله العلمي الأَكاديمي، ينقسم إلى قسمين معرفيين، لكنهما متمايزان، فالحقل الأول اعتنى في الجغرافية التي تعنى بالأرض وسطحها المناخي والبيئي المتنوع، وما يقوم على الأَرض من بلدان وأَقاليم وأَنهار ومناطق طبيعية وبشرية، أما الحقل الثاني، وهو الأهم فقد اعتنى بعلوم الجغرافية الفلكية الفيزيائية الرياضية، والمعنية بدراسة القبة السماوية، وما تحتضنه من نجوم وأفلاك وأبراج ومجموعات من نجوم وأفلاك ومنازل، وهذا يدخل في علم الحساب والفيزياء. وإلى هذا يشير كراتشكوفسكي في كتابه (تاريخ الأدب الجغرافي العربي) بالقول: (أدرك العرب الطابع المزدوج لعلم الجغرافية، وبينوه بدقة في تصنيفهم للعلوم، ففي العهد الإسلامي، قسمت العلوم إلى قسمين العلوم القديمة والعلوم الحديثة، فالأولى أرجعوها إلى علوم اللغة وعلوم الكلام والفقه والتاريخ) إلى العهد الأموي، والثاني إنما كان مجموعة علوم منها علم الفلك(5) والحساب والجبر والكيمياء والطب والفيزياء، وهي التي تعرف بالعلوم الدقيقة، ومجموع هذه العلوم تنسب إلى العصر العباسي. ويمضي فيقول: فعلاً فهم على حق، ففي الواقع، نشأت علوم الجغرافية الفلكية الرياضية بين ظهرانيهم وعلى أيديهم، في نهاية القرن الثامن وبداية القرن التاسع للميلاد.
ومضى العرب في تطوير علم الجغرافية بسائر علومه وفنونه على مر العصور، حتى كان لكل عصر علمه في هذا العلم، فبدأت بالجغرافية الوصفية ثم الموسوعية ثم الخرائطية، وجغرافية الرحلات الوصفية، واستطاع الجغرافي المراكشي فصل الجغرافية عن التاريخ، وهو من أبناء القرن الثالث الهجري.
والذي يدخل على كتاب كراتشكوفسكي في تاريخ الأدب الجغرافي العربي سيجد العديد من المسائل العلمية توصل لها كراتشكوفسكي، في دراسته لعلم الجغرافية العربية، وبخاصة ما كان منها في علم الفلك، وفي دراسة الكتاب سيأتي الحديث عن علم الفلك وأصوله العربية، كما شهد بذلك كراتشكوفسكي، وجاءت مواصفات الكتاب على الشكل التالي:
-1 بلغت عدد صفحاته (1100) صفحة.
-2 جاءت فصول الكتاب في أربعة وعشرين فصلاً، جعل كل فصل من فصوله معنياً بعطاء كل قرن برجاله من الجغرافيين، ابتدأ في أول فصل من مطلع القرن الرابع الهجري، مع تمهيد ومقدمة وخاتمة، والأخير كان هو القرن الثامن عشر.
-3 ملاحق علمية وكشافات وفهارس للأماكن والأشخاص، مع بيان في أسماء المؤلفين الروس والأوروبيين والشرقيين.
وأمام هذه المكانة العلمية العالمية لعلم الجغرافية الإسلامية والعربية، في تاريخ الحضارة الإسلامية، وما قدمه هذا العلم من فضاء علمي للحضارة الإنسانية؛ فقد مضت إدارة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة بمعالي مديرها الدكتور عبدالله عبدالمحسن التركي، بإقامة مؤتمر دولي عالمي لعلم الجغرافية الإسلامي، وما قدمه هذا العلم من عظيم عطائه العلمي للحضارة الإنسانية، فجاء لقاء هذا المؤتمر ليكون المؤتمر الأول عربياً وإسلامياً، وشارك فيه أَكثر من مئة وخمسين عالماً من علماء الجغرافية، عرباً ومسلمين وغربيين، وقد عقد المؤتمر الدولي هذا في رحاب الجامعة، في الفترة الواقعة من 21/ 2/ 1933، لمدة أسبوع كامل، كانت الندوات فيه تقام صباحاً ومساءً، في عدد كبير من المحاور العلمية في علم الجغرافية، وقد خرج بتوصيات علمية كثيرة أوصى المؤتمر في بيانه الختامي بالعمل عليها، وقد جمعت بحوث المؤتمر بأكثر من خمسة مجلدات ضخمة تم نشرها، وكان من ثمرات هذا المؤتمر ترجمة كتاب (وصف أفريقيا) من لغته الفرنسية إلى العربية، على يد الأستاذ الدكتور عبدالرحمن حميدة، حيث كان الكتاب في أصوله، على الحال الذي نقل عن الإيطالية، أشبه بملازم متفرقة، فجمعه المترجم في الكتاب الموسوم (وصف أفريقيا)، وترجم الكتاب من قبل خريجي جامعة السوربون الفرنسية، وهو من أساتذة الجغرافية في جامعة دمشق، وقد وصف الكتاب ومؤلفه ضيف الترجمة (كراتشكوفسكي) في كتابه (تاريخ الأدب الجغرافي العربي)، بالقول بأَن مؤلف الكتاب (الحسن بن الوزان الزياتي)، والذي يعرف بـ(ليون الأفريقي) آخر العمالقة العرب في علم الجغرافية، من خلال وقوفه على كتاب (وصف أفريقيا)(6)، فالكتاب وصاحب الكتاب كان لهما قدر كبير في الأوساط العلمية الغربية، وبخاصة في كنيسة البابوية ومدرسة الاستشراق الإيطالية، التي طبعت الكتاب سنة (1550م)، ثم ترجم إلى اللاتينية وطبع بها، ونقل للفرنسية وطبع بها (1550 – 1554م)، وفي هولندا عام (1665م)، ونشر بالإنجليزية عام (1600م)، والألمانية عام (1896م)، حتى إذا كان مؤتمر جامعة الإمام الذي سبق ذكره، جاءت ترجمته للعربية، فكانت الطبعة الأولى له في تاريخ تعريب الكتاب، على يد الدكتور عبدالرحمن حميدة.
(1) د/عبد الرحمن بدوي ، مرجع سبق ذكره ، ص (321)
(2)أغناطيوس كراتشكوفسكي، تاريخ الأدب الجغرافي العربي، ترجمة صلاح الدين عثمان هاشم، منشورات دار الغرب الإسلامي، بيروت – لبنان ، طبعة ثانية (1408 – 1987 م ) ص (4)
(3)المصدر السابق – كراتشكوفسكي ، ص (4)
(4) إن خير من تحدث عن علم الفلك المستشرق الإيطالي الذي أشار كرانشكوفسكي إلى التعرف عليه في مصر من خلال زيارته الأولى إليها، وهو الأستاذ المحاضر في الجامعة المصرية (السنيور كرلو نلينو) ، كتاب علم الفلك تاريخه عند العرب في القرون الوسطى ، يحتوي ملخص (40) محاضرة ألقاها (كرلو نلينو) وقد برع في محاضراته في تأصيل علم الفلك الإسلامي، والمحاضرات جميعها توثق أسبقية العرب المسلمين في هذا العلم، ص (20)
(5)عن تصنيف علم الفلك على أنه من العلوم الدقيقة. انظر (تاريخ الأدب الجغرافي العربي)، كراتشكوفسكي، مرجع سبق ذكره، ص (20)
(6) للتوسع في التعرف على (جان ليو) الذي هو الحسن الوزان الزياتي، وكان قد خطف من البحر، وأهدي إلى البابا (ليون العاشر) ملك رومية، وقد كان مولد (ليو الأفريقي) (894هـ - 1988م). ولمزيد من التوسع انظر الكتاب (وصف أفريقيا) مطبوعات الهيئة المصرية للكتاب، مصورة عن الكتاب المطبوع في المؤتمر الجغرافي الإسلامي الأول. وكذلك انظر د/عبد الكريم إبراهيم السمك، مجلة أحوال المعرفة، العدد (83) السنة (20 /شوال/1437 هـ - يوليو 2016 م)، الصفحة (52) المادة دراسة لكتاب (وصف أفريقيا) الجغرافي الحسن الوزان الزياتي المتوفي (957هـ - 1552م) في تونس، وكان قد ألزم باعتناق النصرانية ولما هرب بعد 11 سنة، ووصل تونس عاد للإسلام، وقد كتب عنه رواية عظيمة الأديب اللبناني (أمين معلوف) تحت عنوان (ليون الأفريقي)، وكانت رواية رائعة ترجمها للفرنسية، وحصل فيها على جائزة الصداقة الفرنسية العربية، وذلك عام (1988م) في باريس.