زاد شيوع الألعاب الإلكترونية في الألفية الجديدة معلنة عن جيل جديد من الرياضيين يتمتع بأفق عالٍ من المواكبة ومجاراة العالم الإلكتروني بسرعة، وبرز ذلك بوضوح من خلال انتشار العديد من الألعاب الرياضية الإلكترونية القائمة على وسائل الابتكار المختلفة؛ مما زاد من حجم الاهتمام بها خصوصاً في الأجيال الناشئة التي بدأت شيئاً فشيئاً تتسرب إلى ميادين هذه الألعاب، وهي ميادين مختلفة تماماً عما جرت عليه العادة في جميع الألعاب الرياضية الأخرى، إذ إن الألعاب الإلكترونية يكاد ينحصر فيها الجهد من الناحية الذهنية على وجه الخصوص دون العضلية، وفي ذلك فرق كبير بينها وقريناتها من الألعاب الأخرى.
وما زاد من مساحة انتشار الألعاب الإلكترونية في السنوات الأخيرة الاهتمام بها الذي وصل إلى درجة إنشاء اتحاد معنيّ بهذه الألعاب، وكيفية تطويرها وتنظيمها، وإنشاء المسابقات الخاصة بها، فكانت السعودية رائدة في تنظيم البطولات والمسابقات، ابتداء من كأس العالم للرياضات الإلكترونية، الذي أسهم في تشجيع الممارسين المتميزين في هذه الألعاب على إبراز جل قدراتهم وإمكانياتهم التقنيّة والذهنية، وهو ما أسهم في تطور هذه الألعاب يوماً وراء آخر، كما أسهمت خطوة المملكة العربية السعودية في نشر هذه الألعاب الإلكترونية والعناية بها في إفراز أجيال صاعدة في جميع الدول العربية لم تتردد في السير في هذا المجال وصولاً إلى تكوين اتحادات بعدد من الدول معنية بهذه الألعاب وتطويرها بما يتماشى مع القفزة العالمية في الاهتمام برياضة الألعاب الإلكترونية
وبعكس ما يرى البعض فإن الألعاب الرياضية الإلكترونية انتقلت من مجرد ألعاب للتسلية إلى ألعاب ذات سلعة تجارية وتكنولوجيّة وترفيهية أيضاً، وذلك من خلال اتباع العديد من البرامج والنظم التي أسهمت في انتشارها بين الجيل الصاعد حالياً، أضف إلى ذلك فإن الألعاب الإلكترونية بمثابة توسيع للمجال المعرفي والإدراكي لدى ممارسيها، بالإضافة إلى زيادة البعد الثقافي واكتساب قدر كبير من المعلومات والثقة والفوائد الذهنية وسرعة اتخاذ القرار. وهذه عدد من الفوائد التي أسهمت في بناء جيل جديد يتمسك بهذه الألعاب ويمارسها، بل ويساعد في انتشارها كذلك.
ومؤخراً أصبح للرياضات الإلكترونية شعبية ومتابعون ورواد، ولم تعد الرياضات البدنية هي التي تجذب الأنظار والجماهير فقط، بل إن الصراع التقني والجهد الإلكتروني الذي يبذل في هذه الألعاب له تقدير واسع ومحل اهتمام من شريحة مجتمعية لا يستهان بها، خصوصاً على نطاق المدارس والأسر وكذلك الهيئات الترفيهية التي أصبحت تعتمد على هذه الألعاب في وسائل الجذب والترويج والابتكار، مما كان له بالغ الأثر في إنجاح العديد من المشاريع التسويقية، وهي قطعاً تؤكد ما ذكرناه آنفاً بأن هذه الرياضات ليست مجرد ألعاب وإنما سلعة تجارية وترفيهية رابحة ومفيدة.
وما يؤكد أن الألعاب الإلكترونية لم تعد مجرد تسلية ولهو وإنما أصبحت بمثابة قطاع وسوق اقتصادي متكامل تتنافس فيه عدد من الدول الأوروبية؛ بل إن عدداً من الدول العربية حققت قفزات كبيرة في التنافس الاقتصادي بهذه الألعاب، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية الرائدة كما أشرنا في هذه الألعاب، بالإضافة إلى جمهورية مصر العربية إلى جانب العراق الذي رغم ما يعانيه إلا أن الألعاب الإلكترونية بها منتشرة ولها من روادها الكثير، بينما هناك دول كذلك أصبحت تهتم برياضة الألعاب الإلكترونية مثل سلطنة عمان، وكل ذلك يؤكد بأن مستقبل هذه الألعاب عربياً في نمو دائم.