مجلة شهرية - العدد (578)  | نوفمبر 2024 م- جمادى الأولى 1446 هـ

أصبحتُ أرمق كل شيء شاحنة!

كلما تأخرتُ عن موعد ما، أركب سيارتي من دون أن ألتفت للشمسِ ولا حتى ألتفت لشامة سوداء عُلقت في وجهِ الصباح!
ولكن هناك حدث ما يحدثُ لي كلما تأخرت!
هل أخاله أن يكون سحراً أم طباً شعبياً قد تقصدهُ أحدهم عند المشعوذ، وربما قد يكون كُتب عليّ هذا الأمر في اللوح المحفوظ!
من يدري؟!
حتى الآن لم أخبركم ما الشيء الذي يحدثُ لي!
نفسي ليس طويلاً ولا حتى لساني!
تعرفونَ تماماً بأن الشاعرَ يلمحُ الساريةَ قبل أن تنطلق من طينها اللازب!
لن أطيل عليكم!
كلما تأخرتُ عن الموعدِ أنطلقُ بسرعة بسيارتي الذهبية ولكن ليس إلى الشمسِ وإنما إلى الشارع العام، وأصادف شاحنةً أتجاوزها وأرمُق أخرى أتجاوزها على مضض وغضب،
أما الشاحنة الثالثة الأكثر كسلاً!
بعدما تجاوزتها انسكبت عليّ القهوة التي كنت ممسكاً بها باليد اليسرى وأنا في الطريق إلى العملِ،
وليست مبالغةً أو حتى حلماً ولا تزويراً ولا خيالاً
يحدث لي هذا الأمر في كل تأخيرة ولا أدري ما السبب!!
بعد أمد أصبحتُ أرى كل شيء شاحنة!!
في البيت، المقهى، الشارع، حتى الطائرة وهي تطيرُ في السماء أراها شاحنةً!

ذو صلة