مجلة شهرية - العدد (578)  | نوفمبر 2024 م- جمادى الأولى 1446 هـ

محمود الحمزة: هذا ما يميز الاستشراق الروسي عن الاستشراق الغربي

حوار/ عبد الرحمن مظهر الهلّوش: سوريا


ضيف هذا الحوار، الأكاديمي السوري الروسي الدكتور محمود الحمزة، من مواليد الحسكة بسوريا عام 1954، حصل على الدكتوراه في الرياضيات بموسكو، ودرّس في العديد من الجامعات العربية والأجنبية، وله أكثر من 70 بحثاً علمياً في الرياضيات البحتة، وفي تاريخ الرياضيات العربية في القرون الوسطى.
من مؤلفاته: (مقدمة في التحليل الحقيقي - 2002)، و(معجم مصطلحات الرياضيات، إنجليزي/عربي - 2002م)، و(قاموس المصطلحات الأساسية في الرياضيات، روسي/عربي - 2000م)، و(موجز في تاريخ الرياضيات - 2002)، و(الاستشراق الروسي والعالم الإسلامي - 2022)، و(تاريخ الرياضيات وتطورها الفلسفي - 2024). فإلى الحوار:

برأيكم ما هو الحدث التاريخي الذي بدأ معه الاستشراق الروسي؟
- العلاقات بين الروس والعرب قديمة، تعود إلى القرن السابع الميلادي، عندما دخل الإسلام من خلال مدينة باب الأبواب (دَرْبَند) في داغستان. وازدادت الرحلات بعد اعتناق الروس الديانة المسيحية في القرن الـ10م، في كييف، حيث كانت عاصمة للدولة الروسية في عهد الأمير فلاديمير، وكان يحاول تقوية علاقاته مع بيزنطة، حيث تزوج ابنة الإمبراطور البيزنطي، الذي اعتنق المسيحية وأجبر الروس بالقوّة على اعتناق الديانة المسيحية، عندها بدأت رحلات الحجاج الروس إلى القدس، والتي تعتبر من أقدم وأبرز الصلات بين الروس والعرب الروحية والثقافية، وكان التبادل التجاري أيضاً بين روسيا ومناطق بيزنطة وبلاد فارس، وكانت تلك الصلات محدودة.
أَمَّا في بداية القرن الـ18م، في عهد الإمبراطور بطرس الأول (1672 - 1725م)، فقد بدأ الاهتمام الجدي والواسع بالثقافة العربية والإسلامية، بعد أن قام الإمبراطور بطرس الأول برحلة إلى بقايا إمارة بلغار على نهر الفولغا القريبة من قازان في تتارستان، حيث وُجِدت آثار عمرانية على الحيطان وبعض الكتابات التي تُبينُ أنها مكتوبة باللغة العربية، فأمر بطرس الأول بترجمة كل ما كُتب، فترجموا له ما أراد، ومن ثمَّ طلب ترجمة القرآن الكريم للغة الروسية، فقال: (نريد أن نعرف ديانة أعدائنا العثمانيين الذين نحاربهم)، ومن هنا كانت البداية ونقطة الانطلاق، فأمر مساعده كنتيمير وهو مستشرق بالإشراف على الترجمة، كما أشرف كنتيمير على إعداد أوّل مطبعة باللغة العربية، وبعدها بدأت الطباعة باللغة العربية، هذا كان في النصف الأوّل من القرن الـ18م، وبعد ذلك تابعت الإمبراطورة كاترينا الثانية (1729-1796م)، ما بدأه الإمبراطور بطرس الأول، ولكن ترجمة القرآن هذه المرة كانت من اللغة العربية مباشرة، وظهر مستشرقون درسوا في العالم العربي وفي إيران وتركيا، كما تمَّ تدريس اللغة العربية في بعض المدارس والجامعات، وكان من أبرز المستعربين الروس أغناطيوس كراتشكوفسكي (1883-1951م)، الذي كان متخصصاً بكل ما يتعلق بالعربية، وبدأت مراكز الاستشراق تتوسع في طشقند وباكو وسان بطرسبورغ وموسكو. وقد تعرض كراتشكوفسكي إلى ضغوطات هائلة من قبل السلطات الشيوعية في عهد جوزيف ستالين (1878-1953م)، وعانى كثيراً من التوجه الإيديولوجي والسياسي، حيث كانت السلطة السوفيتية تريد أن تخضع أكاديمية العلوم الروسية لأهدافها السياسية الشيوعية، وهذا كان يزعج كراتشكوفوسكي لأنه لم يكن سياسياً إنما باحث علمي. وكان يعشق اللغة العربية والعرب، وقد تعرض لضغوطات كبيرة تتعلق باهتمامه بالأدب العربي القديم أو بالدراسات الإسلامية، وبالرغم من كل تلك الضغوطات المزعجة ظلَّ يدافع عن الاستعراب، وفي آخر أيامه كان ينقل اجتماعات قسم الاستعراب في شقته لأشهر ليتخلص من ضغوط ومراقبة السلطات له، إلى أن توفي عام 1951م.
هل غَلبَ الطابع السياسي عن الإسلام والعرب على اهتمامات المستشرقين الروس في فترة حكم بطرس الأول والإمبراطورة كاترينا الثانية؟ ولماذا تمَّ السماح بنشر واستنساخ كتاب (صحيح البخاري) الذي كان تم منعه بمرسوم رئاسي روسي سابقاً؟
- طبعاً تلك الخطوات كانت وراءها أهداف سياسية، حيث كانت أهداف بطرس الأول وكاترينا الثانية، تتعلق بالحرب بين الإمبراطورية العثمانية (المسلمة) والإمبراطورية الروسية، وكان هدف الروس التعرف على أفكار وديانة الطرف الآخر الذي يخوضون معه حرباً. أَمَّا المستشرقون الروس فإنهم بالرغم من التشجيع على دراسة الاستشراق، لكن الغالبية منهم أحبوا اللغة العربية والثقافة والتاريخ العربي وحتى التعاليم الإسلامية، وتعاملوا مع الموضوع في غالبيتهم ليس بخلفية سياسية، كما حصل مع الاستشراق الأوروبي، للتمهيد لاستعمار الشرق، بل كان هناك اهتمام روسي عبر المستشرقين من خلال الإعجاب بالقرآن الكريم وبسيرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ذلك انعكس بأشعار كبار الأدباء والشعراء الروس. وفي عهد الإمبراطورة كاترينا الثانية بدأت تتعامل مع الإسلام كدين أساسي، إضافة إلى ذلك كانت هناك أهداف سياسية إستراتيجية، لكن الاهتمامات المباشرة من المستشرقين تجاه الشرق كانت إيجابية وجديّة وليست سياسية، ففي فترة حكم الرئيس بوريس يلتسين (1991 - 1999)، تم إعطاء هامش كبير للمسلمين من خلال بناء المساجد بكثرة، وإعطاء حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية، حيث كانت تلك الفترة ذهبية بالنسبة للمسلمين في روسيا، مقارنة بعهد الاتحاد السوفيتي، حيث كانت فكرة محاربة الأديان هي السائدة. بينما في عهد الرئيس فلاديمير بوتين (يحكم روسيا منذ عام 2000م)، أراد الاستفادة من وجود شريحة كبيرة من المسلمين في روسيا، وحاول التقرب من منظمة المؤتمر الإسلامي، حيث أصبحت روسيا عضواً مراقباً في المؤتمر (2005)، وكان هناك اهتمام روسي بالعالم الإسلامي في آسيا والوطن العربي من الجانب السياسي والاقتصادي والجيوسياسي. وعلى الرغم من ذلك لا توجد حرية كاملة، فهناك أيضاً بعض القيود على بناء المساجد مقارنة ببناء الكنائس في روسيا، التي يعتبرها المسلمون في روسيا نوعاً من التضييق على الحريات الدينية، ومنها كتاب صحيح البخاري، إذ أعلنت وزارة العدل إدراجه ضمن قائمة الممنوعات، وقد أثار ذلك ردّة فعل كبيرة في روسيا والشيشان، لكن منذ فبراير/شباط عام 2022م، وبسبب الحرب الروسية في أوكرانيا يمكن القول بِأَنَّ هناك اهتماماً كبيراً من أعلى سلطة في روسيا بتقوية وتوطيد التعاون مع الدول الإسلامية، لذلك أمر الرئيس الروسي بالموافقة على طبع أو السماح بنشر كتاب صحيح البخاري، بترجمة روسية جديدة، وهذا ليس صدفة بلا شك.
يتميّز الاستشراق الروسي بالاعتدال في الطرح والموضوعية (إلى حدٍّ ما) تجاه العالمين العربي والإسلامي، بسبب عدم خضوعه للتأثير الكنسي، هل هناك تيار متطرف حاول تغيير نهج المستشرقين الروس؟
- يُعدّ الاستشراق الروسي، مقارنة بتيارات الاستشراق الغربي؛ معتدلاً، ويقدِّم طرحاً موضوعياً ومنصفاً للحضارة العربية والإسلامية، وبخاصة عند دراسته للمخطوطات العربية والإسلامية. وأعتقد أنَّ المستشرقين الروس من المسيحيين كانوا يعتبرون أنّ العالم الإسلامي قريبٌ منهم، فالروس الأرثوذوكس يختلفون عن البروتستانت، حيث يعتبر الأرثوذوكس شرقيين وثقافتهم ليست بعيدة عن الثقافة الشرقية، أصلاً هم اعتنقوا المسيحية التي جاءتهم من بلاد بيزنطة من سوريا آنذاك. لذلك لديهم شعور خاص تجاه بلاد الشام والمشرق، وأيضاً الإسلام وصل إلى روسيا عن طريق داغستان، في عهد الخليفة عمر بن الخطاب (23 هـ) -بداية من القرن السابع الميلادي- وكذلك كانت رحلة المستكشف والجغرافي والدبلوماسي أحمد بن فضلان (877 - 960) إلى بلاد الروس (ق 10م)، وهي مهمة دينية، أي أنّ هناك تاريخاً يربط بين روسيا القيصرية والعالم العربي، منذ ذلك التاريخ، وقد عثر مؤخراً على قطع نقدية إسلامية في شمال غربي روسيا تعود للحقبة العباسية. وقد ظهرت في فترات سابقة بعض الأصوات التي يمكن اعتبارها معادية للعرب والإسلام في القرن 19م، ولكنها جوبهت بقوّة من القائمين على الاستشراق، وكان طرح هؤلاء المتطرفين يتمحور حول أنَّ اللغة العربية ليست أساسية ويجب الاهتمام باللهجات المحلية، وظهرت أفكار لتشويه صورة الإسلام، حيث كانت هناك شخصيات متأثرة ببعض الكتاب اليونانيين والبيزنطيين واليهود الغربيين الذين يعادون الإسلام والعرب ويصورنهم بشكل سلبي، ولكن تلك الأصوات كانت محدودة جداً بين المستشرقين الروس.
هل يُعدُّ عمل المستشرقين الروس عملاً بحثياً علمياً، أم هناك ارتباط مع الدوائر السياسية الروسية؟
- يُعدُّ عمل المستشرقين الروس عملاً علمياً موضوعياً ومنصفاً للحضارة العربية والإسلامية، مع أنّه في أيام الإمبراطور بطرس الأول ولاحقاً كل السلطات القيصرية، كانت تكلف المستشرقين الرَّحالة الروس الذين يذهبون إلى المشرق والدبلوماسيين والعسكريين والتجار بكتابة تقارير عن مشاهداتهم في رحلاتهم إلى الشرق، وبخاصة وزارة الخارجية الروسية، حيث كانت تستفيد من المستشرقين في رحلاتهم إلى الشرق.
هناك من يرى بأنّه تمَّ استخدام الاستشراق الروسي من قبل بعض الدوائر الروسية لتحقيق أهداف سياسية في الشرق عموماً، وخصوصاً في قازان؟
- بدايات الاستشراق الروسي كانت في قازان، حيث كانت هي عاصمة للاستشراق الروسي، وكان يعمل هناك كبار المستشرقين الروس، وكان حينها رئيس جامعة قازان عالم الرياضيات الكبير نيكولاي لوباتشيفسكي، الذي أبدى اهتماماً بالمخطوطات الرياضية العربية، وبخاصة مخطوطة الفيلسوف نصير الدين الطوسي (1201 - 1274م)، المتعلقة بمحاولة برهان المسلمة الخامسة لإقليدس (مسلمة المتوازيات)، حيث قام بترجمة تلك المخطوطة المستشرق الإيراني/الروسي ميرزا كاظم بيك (1802 - 1870)، خصيصاً للعالم الروسي نيكولاي لوباتشيفسكي (1792-1856)، وكان الطوسي قد أسهم إسهاماً جدياً، في محاولة البرهان على هذه المسلمة، والتي استفاد منها لوباتشيفسكي بلا شك فيما بعد وبرهن نظريته واكتشف نظريته الجديدة في الهندسة اللاإقليدية. وقد تمَّ نقل مركز الاستشراق من مدينة قازان إلى مدينة سان بطرسبورغ في القرن التاسع عشر، ربما لكون بطرسبورغ هي عاصمة القيصرية الروسية ومركز البطريركية الأرثوذكسية الروسية، وربما أيضاً لأنّ قازان مدينة إسلامية وعاصمة للتتار المسلمين. وبذلك أصبحت بطرسبورغ عاصمة الاستشراق الروسي.
وهناك جانب آخر مهم وهو أنّ القيادة السوفيتية في عهد ستالين وضعت أهدافاً أيديولوجية أمام مراكز الاستشراق، وطلبت منها تقديم تقارير ودراسات عن الأوضاع السياسية والاقتصادية المعاصرة لبلدان المشرق العربي والإسلامي، لذلك أصبح معهد الاستشراق في موسكو مهتماً بالدراسات المعاصرة، ويخدم أهدافاً سياسية وأيديولوجية مباشرة للكريملين، بينما حافظ معهد الاستشراق في سان بطرسبورغ، وذلك بالدرجة الأولى بفضل جهود المستشرق كراتشكوفسكي، على توجهاته العلمية والبحثية التي تركز على دراسة كل ما يتعلق باللغة والأدب والتاريخ والجغرافيا والفلسفة العربية والإسلامية دون خلفية سياسية.
هناك من يؤكد بأَنَّ الاستشراق الروسي لم يكن بعيداً عن الاستشراق الغربي، فمثلاً صدر كتاب (القرآن أو لغة طنجة)، حاول مؤلّف الكتاب تشويه الحرف العربي الراهن، كما هاجم عميد جامعة قازان براتشكوفسكي آنذاك الحضارة العربية-الإسلامية. بشكل عام. هل تركت تلك التصريحات والآراء آثاراً سلبية على تطور حركة الاستعراب الروسية؟
- الاستشراق الروسي مختلف كلياً عن الاستشراق الغربي، فلم يكن هناك خطط روسية لاستعمار الشرق، ولكن كانت خطط غربية لاستعمار المشرق، كما أنّ الروس كانت لديهم ميول للتعرف على الشرق وليس لاستعماره، لأنهم يعتبرون أنفسهم جزءاً من الشرق، فالاهتمام الروسي طبيعي وغير مصطنع وليس وراءه أهداف خبيثة، وهناك استثناءات في الحالة الروسية مثل رئيس جامعة قازان الذي طرح بعض الآراء السلبية تجاه الثقافة العربية والإسلامية، ولكن لم تؤثر تلك الأصوات على مسيرة الاستعراب الروسية أو رؤية المستشرقين الروس الإيجابية للشرق. بل أعطت زخماً للاستعراب وجعلت المستعربين يتمسكون أكثر بالتعامل الإيجابي والصادق مع التاريخ والثقافة العربية.
لَعِبَ بعض العلماء العرب، الذين قدموا إلى روسيا منذ القرن 19م، دوراً في نشر الثقافة العربية، إلاَّ إنَّ بعضهم لَعِبَ دوراً سلبياً في ذلك، حيث هاجم الإسلام والرسول محمد-صلى الله عليه وسلم- في كتبهم، برأيكم إلامَ يعود ذلك؟ وهل يندرج ذلك ضمن تيار مناهض للعرب والمسلمين في روسيا؟
- بالفعل كان الروس يستجلبون بعض الأساتذة العرب المختصين باللغة العربية، ويعتمدون خصوصاً في وزارة الخارجية الروسية على بعض المثقفين والأكاديميين العرب لتعليم اللغة العربية والتعريف بالثقافة العربية، وكان هناك شخصيات عربية مهمة مثل: محمد المكي من المملكة العربية السعودية (عمل في قازان في القرن التاسع عشر)، والشيخ محمد عيّاد الطنطاوي الشيخ الأزهري الذي جاء إلى روسيا بطلب من وزارة الخارجية الروسية، وكان يعمل في جامعة سان بطرسبورغ، وله مؤلفات عدّة، حظي برعاية روسية مهمّة ومنح وسام الإمبراطورة آنا، وتوفي عام 1860م في سان بطرسبورغ ودُفنّ هناك، وجورجي بطرس الدمشقي، الذي لَعِبَ دوراً كبيراً في تعليم الروس اللغة العربية، وقام بترجمة كتاب رحلة البطريرك مكاريوس (القرن السابع عشر) المرتبطة بالمسيحية، من اللهجة الحلبية، التي كتب بها ابن البطريرك بولص الحلبي، إلى اللغة الروسية، وكان الروس يرجعون في دراسة تاريخهم إلى ما ورد في رحلة أحمد ابن فضلان في القرن 10م المرتبطة بالإسلام، إضافة إلى مصادر المؤرخ والرّحالة المسعودي (283 - 346هـ)، الذي كتب فيها عن تاريخ الروس، وكانت هناك أصوات معادية للعرب ومنهم سليم نوفل، من طرابلس، وكان يتهجم على الإسلام والرسول، حيث كانت ثقافته فرنسيةـ ولكن أفكاره لم تلقَ رواجاً، وتوفي في سان بطرسبورغ، وترك مكتبة ضخمة. وفي كتابه مع المخطوطات العربية يروي كراتشكوفسكي قصة بِأنّه (جاءت فتاة إليه في معهد الاستشراق في سان بطرسبورغ وقالت لديّ نسخة من القرآن الكريم بالخط الكوفي، حيث اكتشف كراتشكوفسكي أنها تابعة لمكتبة سليم نوفل، لأنّه كان يوقع كتبه باسم مستعار يسمي نفسه إيريني نوفل، وكانت تلك الفتاة حفيدته).
برأيكم هل من دوافع استعمارية للاستشراق الروسي؟
- بلا شك هناك أهداف سياسية من وراء الاستشراق، ولكن البحث عن المعرفة ودراسة ومعرفة الشرق كانت تطغى على الأهداف السياسية، بالتأكيد كان السياسيون الروس يستفيدون من الاستشراق، وهذا أيام حكم القياصرة، وفي أيام الاتحاد السوفيتي كانوا يكلفون المستشرقين بكتابة دراسات عن الشرق وتقارير مطولة ومفصلة لكي يعرفوا كيف يتعاملون مع شعوب الشرق، فالاتحاد السوفيتي كان ينشر نفوذه في المشرق العربي والإسلامي والعالم فكرياً وأيديولوجياً. بالإضافة إلى وجود حالة حرب بين الإمبراطورية الروسية والإمبراطورية العثمانية في تلك الحقب، وبالتالي كانت هناك أهداف لخدمة الحرب والانتصار على العثمانيين، ومحاولة استرجاع أراضٍ واحتلال أراضٍ أخرى، نعم كان الاستشراق الروسي في بعض جوانبه يخدم السياسة الروسية، بشكل مباشر أو غير مباشر.

ذو صلة