مجلة شهرية - العدد (581)  | فبراير 2025 م- شعبان 1446 هـ

من أدب الإخوانيات

عرفت عبدالفتاح أبو مدين الكاتب والأديب المعروف -يرحمه الله- من خلال مجلته الثقافية (الرائد) التي أسسها في عهد صحافة الأفراد، وشرفت بالكتابة فيها حينذاك، وكانت بمثابة مدرسة تخرج فيها العديد من أصحاب المواهب والتخصصات الأدبية بشمولها الواسع؟
ويُعد من رواد العمل المؤسسي الثقافي بالمملكة، أصدر جريدة الأضواء وهي أول جريدة تصدر في جدة، خلال الحكم السعودي بالشراكة مع: محمد سعيد باعشن، ومحمد أمين يحيى، وكرم في مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث عام 2009م وصدرت له أكثر من (10) مؤلفات، وقد تقلد العديد من المناصب الأدبية والثقافية والإعلامية لا تتسع مساحة المكان لإيراد تفاصيلها.
وتوطدت علاقتي به أكثر عندما عين رئيساً لنادي جدة الأدبي الثقافي، ولقاءاتي به فيما بعد من خلال الزيارات ونشاطات الأندية الأدبية واجتماعاتها السنوية.
ولعل من عاصر الحركة الأدبية والثقافية بالمملكة خلال مسيرتها الطويلة المشرفة يثمِّن لمجلة الرائد وصاحبها الدور البارز في نهضة الأدب السعودي، والتي كانت وجهة جاذبة لكبار الكتاب والأدباء والمثقفين والباحثين والشعراء والنقاد والإعلاميين على مستوى المملكة والعالم العربي.
وقد قامت على صفحاتها العديد من (المعارك الأدبية) في مسائل علمية ولغوية بين كبار الأدباء والنقاد أشاد بها العديد من متابعيها، أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: أحمد عبدالغفور عطار، وأبو تراب الظاهري، وعلي دمّر والخطاط أحمد الذهب، وغيرهم رحمهم الله جميعاً.
ولأهمية تلك المناقشات في مجالها، فقد اقترحت على عبدالفتاح قبل وفاته -يرحمه الله- من خلال كلمة نشرتها بجريدة المدينة جمع تلك المناقشات وإصدارها في كتاب يكون في متناول الباحثين والدارسين في مجالها، حرصاً عليها من التشتت والضياع، فرد عليّ عبر رسالة هاتفية ضمنها قوله: (قرأت كلمتك المنصفة بجريدة المدينة عن مجلة الرائد، وما بُذلَ في مسيرتها ودورها في نهضة الأدب السعودي، أشكرك كأحد كتابها الأوفياء، وأطمئنك أن اقتراحك قد أخذته بعين الاعتبار والتقدير وسأحققه في قادم الأيام إن شاء الله).
خاتمة: ومرت الأيام، وكم في مرورها من عبر ودروس، وعاجله الأجل قبل إتمام المقترح، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما قدمه لوطنه وأمته خلال مسيرته المشرفة من إنجازات أدبية وثقافية ووطنية، تمثلت في مسيرة مجلته الرائد الطويلة المشرفة، ورئاسته لنادي جدة الأدبي الثقافي، وجعل ذلك في ميزان حسناته.

ذو صلة