لا يأتي التهديد الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية من الخارج، بل من الداخل، وهذه هي الرسالة غير المتوقعة لرئيس مجلس العلاقات العامة، ريتشارد هاس، في هذا الكتاب.
نهضة في الصين، تغير في المناخ، إرهاب، نووي في إيران، اضطراب في الشرق الأوسط، وتهور في كوريا شمالية، كلها تقدم تحديات جدية. غير أن الأمن الوطني الأمريكي يعتمد أكثر فأكثر على اهتمام الولايات المتحدة بعجزها وديونها، انهيار البنية التحتية، وعلى مدارس من الدرجة الثانية، وعلى نظام هجرة قديم يحتاج إلى تطوير حقيقي.
يشرح لنا هذا الكتاب، (السياسة الخارجية في الداخل)، القرن الواحد والعشرين الذي انتشرت فيه القوة على نطاق واسع. وقد خلقت العولمة وصعود وانهيار القوى الجديدة والقديمة عالماً بدون أقطاب، بزعامة أمريكية، ولكن بدون هيمنة. إلى الآن، كان عالمنا نوعاً ما متسامحاً، مع انعدام المنافس والند الذي يهدد أمريكا بشكل مباشر. ولكن إلى متى سوف تطول هذه المهلة الإستراتيجية؟ هذا الأمر يعتمد بشكل كبير على مدى تنظيم الولايات المتحدة لنفسها.
ويطالب هاس بسياسة خارجية جديدة للولايات المتحدة الأمريكية، تعتمد على الترميم. محلياً، سوف تدفع هذه العقيدة الجديدة البلاد إلى التركيز على ترميم القواعد والأساسات الاقتصادية للقوة الأمريكية. خارجياً، سوف تتوقف الولايات المتحدة عن محاولة إعادة صنع وتشكيل منطقة الشرق الأوسط بالقوة العسكرية، وتبقي على توازن القوة في آسيا، مما يؤدي إلى تكامل اقتصادي واكتفاء ذاتي للطاقة في أمريكا الشمالية، والعمل على إيجاد ردود موحدة تجاه التحديات العالمية.
ويرفض هاس كلاً من العزلة ونظرية تدهور أمريكا، ويؤكد بأن الولايات المتحدة مقصرة في أدائها على الصعيد الداخلي في الوقت الذي تبدي مبالغة كبيرة في اهتمامها بالأمور الخارجية. هذا الكتاب يعرض لنا رؤية قهرية لاستعادة قوة أمريكا، تأثيرها، وقدرتها على قيادة العالم.
الناشر: بيسيك بوكس 2013