لقد نشأنا ونحن نعتقد بأننا حين نمرض فإن هذا بسبب جيناتنا على الأغلب، أو فقط لأن حظنا سيئ، وبأن الأطباء هم الوحيدون الذين يملكون المفاتيح لصحتنا المثالية. ولسنوات عدة آمنت الدكتورة ليسا رانكين بذات المعتقد. ولكن عندما بدأت هي تعاني من تدهور في صحتها التفتت إلى العلاجات الغربية واكتشفت بأنها لم تفشل في علاجها فقط، وإنما جعلت حالتها تسوء. عندها، قررت أن تتولى الأمر بنفسها.
خلال بحثها الطويل، اكتشفت الدكتورة رانكين بأن الرعاية الصحية التي تعلمتها في الجامعات الرسمية كانت تفتقد شيئاً جوهرياً، ألا وهو قدرة الجسد الداخلية على إعادة ترميم ذاته وتقبل مدى قدرتنا في السيطرة على آليات الشفاء الذاتي هذه بقدرة العقل. وفي محاولة لفهم هذه النظرية بشكل أفضل بحثت في كتابات طبية لنظرائها من الأطباء ووجدت أدلة بأن الطب قد أثبت قدرة الجسد على شفاء ذاته لأكثر من 50 عاماً.
من خلال اللجوء إلى حالات استثنائية للشفاء الذاتي، تبين لنا الدكتورة رانكين كيف أن الأفكار، المشاعر، والمعتقدات يمكنها أن تعدل وظائف الجسد بشكل ملحوظ. كما تعرض الدكتورة رانكين المعلومات العلمية التي تثبت بأن الوحدة، التشاؤم، الكآبة، الخوف، والقلق كلها تؤذي الجسد، بينما تنشط العلاقات الحميمة، التأمل، والرضا عمليات الشفاء الذاتي في الجسد.
وفي القسم الأخير من الكتاب سوف يتم تعريف القارئ على نموذج جديد للصحة الجيدة مستنداً إلى استنتاجات رانكين العلمية. كما سوف يساعد برنامجها الفريد ذو الخطوات الستة على اكتشاف مواقع الخلل في حياتنا، سواء كانت روحية، إبداعية، بيئية، غذائية، أو ضمن علاقاتنا المهنية، لكي نتمكن من خلق خطة علاجية مخصصة تهدف إلى تعزيز هذه الأجزاء من حياتنا المفيدة للصحة.
يهدف كتاب (العقل فوق الدواء) إلى مساعدة القارئ على سماع همسات جسده قبل أن تتحول إلى صيحات مهددة للحياة كان من الممكن تجنبها بعناية جيدة للذات، كما يمكن أن يتعلم القارئ كيف يثق بحدسه الداخلي ويتتبعه حين اتخاذ قرارات قد تكون مصيرية تتعلق بالصحة وبالحياة. ومع الانتهاء من الكتاب، سوف يكوّن القارئ على الأغلب تشخيصه الخاص، ويتمكن من كتابة وصفته الدوائية الخاصة به، ويضع خطة واضحة مصممة لمساعدة جسده على تقبل المعجزات بسهولة.
الناشر: هاي هاوس 2013