مجلة شهرية - العدد (579)  | ديسمبر 2024 م- جمادى الثانية 1446 هـ

الموسيقى والغناء في مصر القديمة

تلعب الموسيقى دوراً مهماً في حياة الإنسان، لأنها لغة تخاطب العواطف الجياشة والانفعالات والحماس، كما أنها تغير من أحاسيس الإنسان تبعاً لنوع الأنغام سواء كانت هادئة أو صاخبة أو مرحة أو حزينة أو حتى تلك التي تدفع إلى الاستكانة والهدوء والتأمل، أو تدفعه للقيام متحمساً ومندفعاً بقوة وجرأة سواء أثناء الحرب أو الثورات. وقد استخدمت الموسيقى في مصر الفرعونية وسيلة للاتصالات، ولنقل الرسائل والأخبار وإرسال التعليمات بواسطة دقات الطبول والنفخ في القرون والأبواق ودق الأجراس، ومازالت هذه الوسيلة قائمة ومستخدمة حتى الآن كأجراس الكنائس وصفارات وأبواق الغارات الجوية وسيارات الإطفاء والشرطة والإسعاف وغيرها. 
تعرف الموسوعة الثقافية/الترجمة العربية  الموسيقى بأنها (فن صناعة الألحان والأنغام وما يحيط بها من نواحي العلم والمعرفة)، كما تعرفها النقوش المرسومة على جدران المعابد المصرية القديمة  بأنها (علم ضبط مشاعر الفرح والألم عند الإنسان). وقد مارس الإنسان منذ أزمان بعيدة حبه للموسيقى كأحد الأنشطة الحيوية بغض النظر عن مكانته الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية، وسواء أكان مستمعاً أم مؤدياً، أو محترفاً بمفرده أو مع الآخرين، لذلك استطاعت الموسيقى تحقيق التفاهم والتواصل بين مختلف الأفراد سواء باستخدام الصوت بتحكم دون عناء كثير وذلك عن طريق تلوينه أو تنغيمه.        
      
الموسيقى المصرية القديمة
عرف المصري القديم الموسيقى ومارسها وأقبل عليها يستوي في ذلك الأمراء والفقراء، وأدرك دورها في تخفيف أحزانه، وإزالة الهموم والمصاعب التي تنتابه أو تؤثر على حالته النفسية وترفع من حالته المعنوية، وفي ذلك يقول الدكتور سمير يحيى الجمال في كتابه القيم (تاريخ الموسيقى المصرية/أصولها وتطورها) ما نصه «تغلغلت الموسيقى في كل مرافق الحياة في مصر القديمة, حيث كانت الألحان من موسيقى وغناء في بيوت المترفين زخرفاً للحياة الناعمة، بينما كانت عوناً على الحياة الجادة عند الطبقات الوسطى والفقيرة»، كما كانت للموسيقى في مصر القديمة منزلتها في محاريب العبادة ومصليات القبور، وفي الأفراح والحفلات، وكان لكهنة المعابد المصرية الفضل في تقدم الموسيقى وإلزام كل مشتغل بها أن يدرس قواعدها لوقت محدد، إذ كانت الموسيقى تشكل عندهم  جانباً من المبدأ المقدس، وتدخل في صياغة كل تراتيلهم الدينية، وهذا يدل على ارتباط الموسيقى بالدين في مصر الفرعونية بدرجة كبيرة, حيث جعلوا من معبودهم أوزيريس إلها للموسيقى لأنه هو الذي علم الشعب المصري بنفسه كيف يفلح الأرض ويتقبل القوانين والشرائع، ويتخلص من الفاقة والحياة الوحشية، ويبجل الآلهة بالطرق السلمية، كما كانت له فرقة موسيقية تضم أمهر العازفين والعازفات والمغنيات، كما جعل المصريون أيضاً من ابنه حورس إله التوافق والنظام ومديراً للموسيقى والمشرف على العزف بالآلات، في حين اعتبروا الإله مانير مخترعاً للموسيقى وحامي فنونها، كما حدد هؤلاء الكهنة أوقات سماع الموسيقى أو عزفها، فمثلاً كانت هناك أوقات لسماع الموسيقى الهادئة والأغنيات الخفيفة، وأخرى للموسيقى الوقورة، أو التي تحث على الجد والنشاط والعمل، أو تحد من الإحساس بالمشقة والتعب وغيرها، كما خصصت موسيقى للمساء والسهرات والسمر واللهو، كما خصصت أيضاً أوقات تعزف فيها الموسيقى الصاخبة، وقد اعتنى الكهنة في المعابد المصرية بتقدم الموسيقى وأخضعوها لرقابتهم وسيطرتم المستمرة، كما أبعدوا عنها كافة المؤثرات الأجنبية الدخيلة عليهم حفاظاً على روح وطابع الموسيقى المصرية، وفي ذلك يقول علماء الحملة الفرنسية في دراساتهم الموسيقية القيمة التى يضمها كتاب وصف مصر «إن القوانين الموسيقية المصرية لم تكن تتقبل إلا ما كان من طبيعته أن يتسامى بالروح وأن يعودها على المشاعر النبيلة، وأن ينشئ النفوس على الفضيلة، وهذه القوانين كانت تحظر الزيادة البالغة والتنوع الشديد في الأنغام باعتبارها لا تستطيع أن تصور إلا حالة نفس الإنسان العاقل والمعتدل والمتسامح والقوى والشجاع»، لهذه الأسباب القانونية رفض الكهنة المصريون الموسيقى الآسيوية لأنها كانت شديدة التنوع، كثيرة الأنات، باعثة للشهوات والملذات، رخوة متراخية، تدعو للفسوق وتحض على الرذيلة، وعلى الرغم من هذه الإجراءات الصارمة تمكنت هذه الموسيقى المرفوضة من دخول مصر عن طريق الفرس، كما سعى الكهنة إلى تكوين الفرق الموسيقية اعتباراً من الأسرة الرابعة (الدولة القديمة) حيث اعتمدت الفرقة في هذه الفترة التاريخية على المغني والعازف للجنك (الهارب) وعازف الناي، بينما زاد عدد أعضاء الفرقة الموسيقية اعتباراً من عصور الأسرات الوسطى والحديثة, حيث ضمت عدداً من العازفين والمغنين والمصفقين، واعتمدت على آلات أكثر مثل العيدان والجنوك والكنارات والمزامير، وكانت للمعابد الدينية الكبيرة فرقها الموسيقية الخاصة والتي ضمـت المئـات من العازفين لآلات الجنك (الهارب) والمزامير المزدوجة والطنابير (العيدان ذوات الرقبة الطويلة) والنايات والأبواق والدفوف والطبول والصنوج والصاجات والمصفقات بالإضافة إلى المغنين والمصفقين، وكان أغلبهم من طبقة الكهنة الذين يقومون على خدمة الآلهة، وقد ملأت حناجرهم دهاليز المعابد وأروقتها. ويتضح مما سبق أن الموسيقى المصرية القديمة قد تميزت بجماعية الأداء وذلك نتيجة للارتباط  بين الموسيقى والطقوس الدينية والسحرية لأنها كانت في مصر شأنها في هذا شأن الفلك تدخل في عداد العلوم المقدسة والتي كانت تقتصر دراستها ومعرفتها وتعليمها في كل فروعها على طبقة الكهان بصفة خاصة، وكان لقب المرتل أو المنشد في هذه الطبقة يدل على مكانته الرفيعة والمنزلة التي ارتقى إليها بين رجال الكهنوت، ومع ذلك لابد للكاهن كي يحصل على هذا التشريف أن يتعلم ويحفظ عن ظهر قلب اثنين من الكتب المقدسة المنسوبة إلى عطارد، يضم أحدهما ابتهالات وضراعات ترتل على شرف الآلهة، ويتضمن الآخر قواعد السلوك الخاص بالملوك، وفي الاحتفالات المهيبة الكبرى يكون هذا المرتل أو المنشد على رأس كبار رجالات المدرسة الكهنوتية، وكان يحمل على الدوام واحداً من الرموز الموسيقية كعلامة مميزة لمكانته البارزة، كما ارتبطت الموسيقى بالعمل، وقام الإيقاع بتنظيم ذلك الارتباط بمساعدة النص الإلقائي، وتولى ذلك العمل قديماً الكاهن أو الساحر أو زعيم القبيلة في عصور ما قبل التاريخ عن طريق تنظيم أداء الأفراد المشتركين فيه وضبط الإيقاع، وعلى الرغم من هذه الجماعية ظهر مع مرور الوقت أفراد متميزون عن الآخرين من حيث إجادتهم للأداء والإبداع الفني وفاقوا رفاقهم، وأصبح لهؤلاء أهمية خاصة ومقدرة غير عادية مما جعلهم يتفرغون لأداء أدوارهم وصقل مواهبهم باستمرار، وهكذا ظهرت طائــفة الفنانـين المحترفين.
كما تميزت الموسيقى القديمة بأساليب معينة في الصياغة والبناء والتركيب اللحني وفي أسلوب وكيفية الأداء وفي وظيفة ممارسة هذا الفن، فظهرت التراتيل والطقوس الدينية والأدعية والرقصات والأهازيج، وكان أداؤها فردياً أو جماعياً، وقامت هذه الألحان على نموذج لحني مكون من عبارة واحدة صغيرة كانت تكرر باستمرار ولمدة قد تقصر أو تطول حسب نصها اللغوي أو حسب طول الرقصة أو قصرها، وأيضاً حسب طول مدة الطقوس المؤداة، وبعد عدة سنوات ضم الإنسان المصري القديم عبارتين أو أكثر لتكونا جملة واحدة بعد عمل تعديل لفتح نهاية العبارة الأولى وجعلها قفلة، ثم ألحق بها العبارة الثانية فنتج عنهما قفلة تامة وما يلزمها من تون، وقد ساهم ذلك في إثراء الحركة اللحنية والعبارة الموسيقية، كما نجح المصريون القدماء في تسجيل وتدوين موسيقاهم حيث عثر على كتابات بردية ورسوم عديدة على جدران المعابد المصرية القديمة تحوي قصص المصريين الفراعنة ونصوصهم الغنائية التي شملت مختلف الموضوعات الدينية من مدح الآلهة إلى الحث على عمل الخير واتباع السلوك القويم والنهي على إتيان الشرور، بالإضافة إلى حب الوطن وتقدير الملوك وأغنيات الأفراح والحب والمسرات وغيرها من المواضيع الدنيوية.     
وقد أشاد الفيلسوف اليوناني الشهير أفلاطون في محاورته القيمة (الجمهورية) ترجمة وتقديم وتعليق الدكتور فؤاد زكريا، وفي محاورته المعروفة (القوانين)  بتفوق الموسيقى المصرية على الموسيقى اليونانية، واعتبرها النموذج الأفضل والأكثر اكتمالاً بسبب تدفقها وحيويتها وسمو تعبيرها وروعة وجمال ألحانها والاحتفاظ بحالتها الأولى البعيدة عن التحريف، كما أشار أيضاً إلى تفوق الموسيقى المصرية وتميزها بالروعة على الشعر والعمارة والنحت والكثير من العلوم والفنون بسبب أن المصريين كان لهم ذوق أكثر رقة ومبادئ أكثر رسوخاً من باقي الشعوب المجاورة، كما أشارت الوثائق التاريخية إلى تأثر الإغريق بالموسيقى المصرية القديمة، والدليل على ذلك نقل قواعدها ومحاورها الفنية إلى ثقافتهم لاعتقادهم في قدرتها السحرية على طباع البشر وأمزجتهم.     
            
الغناء في مصر القديمة 
يعد الغناء من أهم وسائل التعبير، والغناء هو الكلمة المنغمة أو الملحنة، وقد ارتبط منذ نشأته بفني الخطابة والشعر، واعتمد الغناء في مصر القديمة على الشفاهية التي نالت تقديراً كبيراً من المصريين القدماء، وانتقلت إلى الشعوب المجاورة عن طريق البعثات المصرية أو عن طريق طلاب العلم الأجانب الذين نزلوا أرض مصر طلباً لمختلف أنواع العلوم والفنون والقوانين والثقافة الدينية وفي مقدمتهم أفلاطون وفيثاغورس، لذا يمكننا القول بأن الأغنية قد استخدمت كوسيلة تعليمية لشرح أحكام القوانين واللوائح الحكومية الرسمية وأحكام الديانة وأصول الفلسفة والتاريخ والعلوم والفنون فضلاً عن كونها وسيلة من وسائل الترفيه والتخفيف من متاعب الحياة وغيرها، وقد أنتج الشعراء أغاني متعددة ومتنوعة، من أمثلتها الأغاني المخصصة للبشر مثل أناشيد المديح والأغاني الجماعية، وأغاني الحفـلات والمـوائـد، وأغنيــات الغزل، وأناشيد الزفاف، وأنواع الهجائيات والبكائيات (المراثي وأناشيد الجنازات)، وأغاني الميلاد وبعضها مخصص للنساء اللاتي يلدن لأول مرة، والأغاني التي تغنيها المرضعات لجلب النوم إلى عيون الأطفال، والأغاني المخصصة لرعاة البقر والأغنام، ولنازحي المياه، ولحلاجي الصوف والنساجين، والقائمين على حصاد المحاصيل من الحقول، وأخرى لمن يخضن اللبن ويصنعن الزبد، وأغنيات خاصة بالنساء اللاتي يسحقن الثمار، كما وجدت أغنيات خاصة بكل مهنة من المهن التي انتشرت في المجتمع المصري القديم، مثل الأغاني الخاصة بالحمامين وبائعي الطيور، وحملة عناقيد العنب، والشحاذين والمتسولين وغيرهم، كما وجدت أغاني موجهة للآلهة تضرعاً، ومن أمثلتها أناشيد الحروب والانتصارات والمديح والتراتيل الدينية، ولكل نوع طريقة وأسلوب في أدائه، فبعض الأغاني تؤدى بمصاحبة الصوت وحده أو بمصاحبة الناي، وبعضها الآخر يؤدى بمصاحبة العديد من الآلات الموسيقية مثل الهارب والكنار والمصفقات والصنوج، أما الصلاصل فكانت تستخدم بصفة خاصة في الطقوس الدينية وكانت لها يد أو مقبض من الخشب أو النحاس ومحلاة عادة برأس حتحور، وكانت شخللة القضبان المعدنية داخل هذه الصلاصل يعتقد أنها تبعد الأرواح الشريرة، كما أن شكل القضبان وهي مثنية كان لها معنى سحري مميز، بالإضافة إلى العود وآلة الليرا التي ظهرت في عهد الدولة الوسطى، وكان الرجال وحدهم في مصر القديمة يعزفون على الآلات الموسيقية أثناء الغناء وفي الحفلات، بينما كانت النساء في مصر القديمة تغني خلال الحفلات الخاصة بدون آية آلات مصاحبة، لأن أصوات النساء كانت تعد مبهجة للأسماع بمفردها، بينما كان يفضل سماع أصوات الرجال بمصاحبة آلتي الهارب (الحنك) والناي، وكان الرجال يعدون كفنانين، بينما كانت النساء تغني بمصاحبة الراقصين، وفي ذلك يقول الدكتور سمير الجمال في كتابه الذى ذكرناه فيما سبق «كان لكل ضرب من ضروب الغناء قانونه الخاص به، فهناك قانون نظم وأداء التراتيل أو الترانيم، وقانون آخر لأغنيات الصلوات والتضرع والمديح التي كان الناس يتوجهون بها إلى الآلهة وإلى موتاهم فقط دون الأحياء وبخاصة من كان منهم يتميز أثناء حياته بالفضائل والأعمال الخيرة، وقد كان من يخرق أصول وقوانين الأغاني المصرية القديمة يتعرض لعقوبة مبرحة». وقد أشاد أفلاطون في كتاباته الفلسفية خاصة محاورته الجمهورية بالغناء المصري القديم، فانظره يقول «إن الموسيقى والغناء المصري القديم كانا محاكين للتقاليد والممارسات القويمة، ومطابقة لها تماماً، لذلك حظيت بقدر كبير من العناية والتقدير»، وفي ذلك يقول أيضاً علماء الحملة الفرنسية في آثرهم الخالد (وصف مصر) ما نصه «لم يكن يعترف في مصر القديمة بأغنيات جميلة إلا تلك التي كانت تتفق مع الفضيلة، أما الأغنيات الأخرى فكانت تلفظ وتنحى, وكان مؤلفوها ينالون العقوبة التي يستحقونها». ويؤكد محمد حامد في كتابه القيم (الجذور الفرعونية للأغنية) على أن الأغنية المصرية القديمة قد عكست فلسفات وعقائد معاصريها في كل مرحلة من مراحل تطورهم الذي ترابط فكرياً ودينياً واجتماعياً بدءاً من الفلسفة البدائية الأولى وانتهاء إلى فلسفة التوحيد ومحاسبة الذات، مروراً بما توسطها من فلسفات التشاؤم والتشكيك. ونضيف قولنا بأن الكثير من جدران المعابد والآثار المصرية في جنوب مصر (الصعيد) تحفل بمشاهد كثيرة من الآلات الموسيقية والنصوص الغنائية وصور العازفين والمطربين والمطربات.                     
الرقص الفرعوني
ارتبط الرقص في مصر القديمة بالموسيقى والغناء، ولم يكن الرقص عند قدماء المصريين أداة لهو وترف، ولم ينظر إليه كشيء مزرٍ، بل كان له احترامه وتقاليده حسب الحدود المرسومة له وبالشكل الواجب اتباعه وممارسته، وهو أيضاً رمز للمسرات والأفراح وركن أساس في مظاهر الأعياد بالمعابد, وبخاصة الاحتفال بأعياد الآلهة وفي طقوس العبادة وشعائرها، لأن الرقص المصري القديم عبارة عن طقوس دينية، كما أن الرقص يعبر عن عواطف الإنسان ومشاعره التي كان يشكر بها الآلهة التي دأب على عبادتها، ففي الأسرة الأولى كان الملك يرقص في الاحتفالات الرسمية أمام الآلهة، كما كان الرجل الذي يجيد رقصة الإله يكرم ويحظى بالتبجيل الكبير، كذلك كانت هناك رقصات تؤدى عند بلوغ الصبية سن الحلم  أو عند بداية سن التعليم، في حفلات الزفاف والحرب، وكانت ملابس الراقصين والراقصات تكاد تستر عوراتهم، بينما كانت خطواتهم تتكون من مجموعة من الهزات الجادة والقصيرة للأرجل والأذرع، كما كانوا يقفزون كثيراً في الهواء، وقد أدى شغف المصري القديم خصوصاً في الطبقات الشعبية بالمرح والبهجة إلى انتشار فئة الراقصات المحترفات اللواتي كن يتجولن بين ربوع القرى والمدن مع لاعبي الأكروبات يعرضون فنونهم أمام النظارة، أيضاً كانت هناك فرق خاصة لكل مجتمع منها، وكانت تستخدم لإحياء حفلات الزفاف والأعياد، كما كانت تصاحب الجنازات حتى باب المقبرة، وخلالها كانوا يظهرون براعتهم في تسلية المعزين من أصدقاء وأقارب المتوفى، وكذلك أثناء إجراء طقوس إنزال الميت إلى قبره، وكان الرقص يؤدى على إيقاع الطبلة أو الدربكة ويصاحبه التصفيق بالأيدي، كما كان لكل قصر من قصور النبلاء حريم خاص به نساء متخصصات في الرقص لإمتاع صاحب القصر وضيوفه خلال الاحتفالات سواء كانت دينية أو شعبية. 
ذو صلة