كل تغيير حدث على مستوى العالم كله، وجد أكابر ينبرون لمنعه، بل يقاتلون بشراسة كيلا ينجح، وكلما علا الهدف المطلوب تغييره كلما زادت المقاومة له، ومن ذلك الرسالات السماوية العظيمة، وجميع محاولات نشر الخير والعدالة في العالم، ترددت هذه الكلمات في صدري بقوة حينما قرأتُ مقال مبارك أباعزي بالعدد 439 من المجلة العربية الغراء بباب ميدان الكلمة وبخاصة قوله: (في سوريا أناس يقامرون بأرواحهم على مستقبل لن يعيشوه! وعلى ديمقراطية لن يعرفوها، في سوريا شعب يحلم بغد أفضل دون جدوى..) والحقيقة فليعذرني الأخ صاحب الكلمات الماضية في القول له: من أين أتيتَ بالقدرة على الحكم على ثورة طال أمد الظلم فيها، أولم تسمع القول الدارج المعروف: ولكل ظالم نهاية؟! أولم يخطر على بالك ولو للحظة قبل أن تكتب بيتي الشاعر الراحل الجميل أبي القاسم الشابي، وهو ابن للمغرب العربي مثلك:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر
ومن قبل ألم يسمع الأخ الفاضل بالحديث النبوي الشريف الذي رواه البخاري: عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. قال ثم قرأ قوله تعالى: (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد) من الآية 102 من سورة هود، ولِمَ لمْ تنتبه لسنن الله تعالى في كونه التي أوضحها رسوله، صلى الله عليه وسلم، فهل لأن الله أمهل بشار الأسد أكثر من سنتين مريرتين مرتا على السوريين وأصحاب الضمائر من العرب والمسلمين بل العالم كله كآلاف السنوات العجاف.. هل يعني هذا أن النصر لإخواننا الأعزاء السوريين غير قادم؟ وأن المستقبل الناصع لبلدهم لن يجيء؟ حاشا لله تعالى، بل إن نصرهم لقادم، أعانهم من أعانهم وحرض عليهم من يحرض وتقاعس من تقاعس، اقرأ أخي الكاتب كتب التاريخ واستنطق أحداثه الجسام تعلم أن التغيير سنة أصيلة من سنن الله في الكون، وكلما ازداد ظلام الليل كلما كان هذا إيذاناً بوشيك طلوع الفجر الصادق، والأمر ليس له علاقة بالاستعمار الصهيوني لفلسطين، اللهم عجل بتحرير ثراها، ولا بالهولوكوست!، كما أوردتَ، ولا بكون الثورات يجب أن تنتج من أعلى.. بل له علاقة بأكيد رغبة الشعوب في إجلاء الظالم وصدق موعود الله تعالى في علاه.. وإن أرعب الظالم شعبه فإن الأخير قادر على دحر رعبه.