والفُتُوَّة، بضم الفاء والتاء وفتح الواو، هي: الشباب، والقوة، والشجاعة، والنجدة، والنبل، والشهامة، والمروءة، والوفاء، والإيثار. والفتوة، كنمط اجتماعي، عريقة في القدم، راسخة الجذور، قوية البنيان، مرادفة لقيم البطولة والفروسية. وهي تسعى إلى تحقيق قيم الحق، والعدل، والخير. ولقد تغنى بها شعراء قدامي كـ(طرفة بن العبد) (86 - 60 ق.هـ / 539 - 564م) وغيره. فيشيرون لأخلاق تجتمع في (الفتى).. كرماً، وشجاعة، وفروسية، ونجدة. إضافة إلى أخرى سلبية، كاللهو والشراب وما إليهما. يقول (طرفة):
إذا القوم قالوا من فتى خلت
أنني عنيت فلم أكسل ولم أتبلد
أحلت عليها بالقطيع فأجذمت
وقد خب آل الأمعز المتوقد
فذالت كما ذالت وليدة مجلس
تري ربها أذيال سحل ممدد
ولست بحلال التلاع مخافةً
ولكن متى يسترفد القوم أرفد
فإن تبغني في حلقة القوم تلقني
وإن تلتمسني في الحوانيت تصطد
وإن يلتق الحي الجميع تلاقني
إلى ذروة البيت الشريف المصمد
ولما جاء الإسلام أقر كثيراً من أخلاق الفتوة تلك، وهذبها وحولها من فضائل فردية أو قبلية إلى التحلي بمكارم الأخلاق، والسعي نحو معالي الأمور. ولـ(ابن عمار البغدادي) حديث مطول (حققه د. فؤاد حسنين) عن (الفتوة). فكتب عن مدلولها، ونشأتها، وما قيل فيها، وشرائطها، وفيمن تصح فتوته ومن لا تصح، وخصالها والندب لها، والتدريب عليها، وحكاياتها، وما كان عليه الفتيان من الكرم والمروءة الخ. ولقد اشتهر الخليفة العباسي (الناصر لدين الله) (حكم ما بين 1180-1225م) باهتمامه الكبير بها. كونها (جمعت بين الدين والدنيا، ووسيلة لتحقيق الأغراض). فجعل نفسه (كبير الفتوات) وجعل للفتونة ملابس خاصة، ونظاماً شاملاً. وتميزت الفتوة باحتراف فرسانها توزيع الهبات والمغانم على البؤساء والمعدمين. ثم طرأت تغيرات على مظاهرها وعاد السلوك القديم سمة فيمن يتصفون بها. وأصبح اللهو والشراب والتشبيب بالنساء من أخلاق الفتيان وشمائلهم. كما أصبحت (العيارة)، و(الشطارة)، و(قطع الطريق)، و(ظلم الناس) مرادفات لها.
ولما لم تكن لمماليك مصر، في العصر التركي، حكومات قوية، ولا (سلطة مركزية) ظهر بطش (تشكيلات) تضم ما بين 300 - 400 فرد. وتقوم بنهب الأسواق والبيوت. وبالمقابل ظهر الفتوات، كوَّنوا فرقاً تتولى (مقابل إتاوات) حماية التجار والأموال وأهل الحواري والأزقة والشوارع. وكانوا يقومون بإغلاق البوابات مساء، وإنارة المصابيح والتفتيش عن الأغراب. وأصبح لكل حي أو مدينة في القاهرة والإسكندرية فتوة أو فتوات للحماية. ومع قدوم الحملة الفرنسية، اشتدت مقاومة الفتوات لها فبدأ جنود الحملة في هدم أبواب الحارات وفتح القاهرة على مصراعيها لإضعاف سلطات الفتوات. ومع بداية الاحتلال الإنجليزي، ترك المحتل الفتوات على حالتهم. حتى بدأ في بناء البوليس في مصر، فبدأ النزاع بين الجانبين، وكلما قوي البوليس ضعف أمر الفتوات.
في السير الشعبية
حفلت السير الشعبية، قديمها وحديثها، بصور وقيم الفتوة/ البطولة كما في سيرة (عنترة بن شداد)، و(سيف بن ذي يزن)، و(المهلهل عدي بن ربيعة)، و(تغريبة بني هلال)، وبطلهم (أبي زيد الهلالي سلامة)، وسيرة (الظاهر بيبرس)، وسيرة (ذات الهمة)، و(حمزة البهلوان) إلخ. ودوماً، كان، مفهوم (الفتوة/ البطولة)، والنصر (الفردي/ الجماعي) على الأعداء هو ما (تدندن) حوله أحداث هذه السير الشعبية.
كما قدمت السير الشعبية (الفتوة) كنموذج لـ(المستبد العادل) الذي يسعى لتحقيق العدل والحق حسب تكوينه الشخصي. وبما يتوافق مع طبيعة أهل الحارة التي يحكمها. فوجد الناس بديلاً محلياً، و(حاكماً شعبياً) من بينهم، وتنازلوا له عن بعض استقلالهم في مقابل حمايتهم. وهو يكرس (فتوته) سواء اختاره الناس أو فرض نفسه بالقوة عليهم. وليستمر في موقعه، كان عليه أن يضيف إلى قوته ما ينال به رضا الناس كأن ينصر الفقراء، ويقيم العدل. فهو يأخذ الإتاوة -مبلغ من المال- من القادر ليعطي الفقير/ المحتاج. كما يلعب دور الحكيم، ويرتب سبل الحياة في الحارة التي يحكمها بحيث يظل الجميع قانعين به
ومدينين لحمايته.
في الدراما
عديدة هي الأعمال الدرامية التي تناولت موضوع (الفتوة/ الفتوات). فلقد كان هذا الموضوع (سينما الفتوات)، وما يزال، مادة طيعة لأعمال السينما والتلفزيون. ولعقود متصلة.. نهلت السينما من نبع الأدب الدائر حول هذا الشأن. ولعل فيلم (العزيمة) (1939) لكمال سليم، رائد الواقعية في السينما المصرية، وتمثيل (حسين صدقي)، و(فاطمة رشدي) هو أول فيلم عن الحارة المصرية. لذا يعتبره كثيرون ضمن قائمة أفلام الفتوات. إذ استعان المخرج فيه بـ(فتوات) حقيقيين ليقوموا بمشاهد المعارك و(الخناقات) التي قدمها. وتدور حبكته حول الحب الذي جمع بين محمد، وفاطمة وتعاهدهما على الزواج. لكن محمد يعاني من عوز مالي، فيتشارك مع نزيه باشا (زكي رستم) والد صديقه عدلي (أنور وجدي) في شركة تجارية بمجهوده. ويسافر نزيه باشا تاركًا العمل لمحمد وابنه عدلي الذي يبدد المال ويكبد الشركة خسائر مالية شديدة. وحين يكتشف نزيه باشا ذلك بعد عودته يطرد الابن المستهتر من البيت. ويتزوج محمد بفاطمة، في حين يطمع فيها الجزار (العتر)، فيقوم الجزار بتلفيق تهمة لمحمد ويتم طرده من الشركة، ثم يكيد الجزار بين محمد وزوجته التي تطلب منه الطلاق ويتقدم هو للزواج منها. لكن نزيه باشا يكتشف براءة محمد من التهمة المنسوبة إليه ويصلح مع عدلي ما أفسده. وعلمت فاطمة بالحقيقة فتعود لحبيبها قبل إتمام زواجها من الجزار.
أما شريط (فتوات الحسينية) (1954) لنيازي مصطفى، بطولة (فريد شوقي)، و(محمود المليجي)، و(هدى سلطان)، فهي محطة أساسية في هذا المضمار. وقد كتبه (نجيب محفوظ) مباشرة للشاشة بمشاركة المخرج. وتضمن العديد من الأفكار والشخصيات والأجواء التي اعتمدت عليها قصص محفوظ فيما بعد، والأفلام المأخوذة عنها. وفي هذا العرض يسلم الوالد عصا الفتوة إلى ابنه. كما يعلمه الكثير من (أسرار الفتونة) ليكون فتوة، بل رئيس فتوات حي الحسينية. لكنه يدخل في (صراع عاطفي) مع فتوة آخر على حب فتاة.
ويعد فيلم (الفتوة) (1957)، لصلاح أبو سيف، وتمثيل (فريد شوقي) و(تحية كاريوكا) علامة فنية بارزة تؤرخ لسينما الفتوات. حيث يبحث (هريدي) الصعيدي عن مصدر للرزق في سوق الخضار. فيستقبل بالصفع على قفاه، ويتم استخدامه في الجر بديلاً عن حمار مريض. وبعد محاولات عدة، ينجح في العمل لدى المعلم (أبو زيد) كبير تجار السوق بمساعدة المعلمة (حسنية). ويتقرب (هريدي) من رئيسه، ويعرف أسراره وطرق حصوله على الرشاوي والمزادات والاستعانة بذوي النفوذ. ثم ينفصل (هريدي) عن المعلم ويتزوج (حسنية). ويصبح من كبار التجار بمساعدة منافسي (أبو زيد) الذين عانوا من طغيانه. يشك (أبو زيد) في أن (هريدي) يخونه، لكن كل محاولاته للبحث عن الحقيقة تبوء بالفشل. يدخل (أبو زيد) السجن ويصبح هريدي سيد السوق، ويحصل على رتبة البكوية بنفس أساليب (أبو زيد)، ويتحول إلى طاغية مثله، يخرج (أبو زيد) من السجن، وتدور منافسة بينه وبين (هريدي) حول أحد المزادات الكبيرة، تقوم مواجهة ساخنة، يموت فيها (أبو زيد)، ويتم القبض على (هريدي). ويبقى على السوق استقبال وافد جديد.
ويسرد الشريط السينمائي (امتثال) (1972) لحسن الإمام وتمثيل (عادل أدهم)، و(ماجدة الخطيب) قصة الراقصة (امتثال) التي ترفض دفع (الإتاوة) لفؤاد فتوة شارع (عماد الدين). فيدور صراع بينهما.
عندما ينضم (محروس) لأعوان المعلم (عباس) فتوة حي (بولاق) يطلب منه الأخير قتل خطيبته (حميده). وذلك ليأد فيه كل مشاعر التعاطف، لكنه يرفض ويهرب. وتتوالى أحداث (فتوات بولاق) (1981) ليحيى العلمي، بطولة (نور الشريف)، و(بوسي) على خلفية العنف الناجم عن صراع الفتوات من أجل السيطرة على الحارة. والعمل يعد أنموذجاً واضحاً للسينما التجارية التي استثمرت الأجواء الشعبية.
ويحكي (الشيطان يعظ) (1981) لأشرف فهمي، وتمثيل (فريد شوقي)، و(نور الشريف)، و(نبيلة عبيد) قصة هروب (شطا) مع (وداد) خطيبة (الديناري) فتوة المنطقة. ويلجأ إلى (الشبلي) عدو (الديناري) ليحميهما، ويتزوجان. لكن (الشبلي) يخون (شطا) ويغتصب زوجته. فيصمم (شطا) على الانتقام منه. ويستمر الشريط ليعرض تصارع الثلاثة. وفي (فتوة الجبل) (1982) لنادر جلال، وبطولة (فريد شوقي)، و(بوسي)، و(فاروق الفيشاوي).. تبرز شخصية الشرير (حسن الوحش). الذي يتزوج فتاته رغماً عنها. وفي تطور ميلودرامي يقتل على يديها ثم يقتل حبيبها في النهاية.
وكان الأديب الروائي (نجيب محفوظ) (1911-2006) أكثر من لفت الانتباه للفتوات في الأدب والرواية العربية. فملحمته (الحرافيش) (1977) رواية تحكي عشر قصص لأجيال عائلة سكنت حارة مصرية غير محددة الزمان ولا المكان (يعتقد أنها بحي الحسين في بداية فترة الأسرة العلوية بمصر). وتتشعب أحداثها وشخصياتها لتبلور أفكاراً عديدة. وتدور حول تواتر الأجيال، وضياع الأصول من جيل إلى آخر واندساس العرق، وفلسفة الحكم، وتعاقبه، ودور الناس فيه. هي رواية تحتوي كل الحياة تكتسي كل الطوابع وتسرد جل القيم بسخاء. وتعزف على أوتار تختلط فيها القوة بالضعف، والعدل بالظلم، والخير بالشر، والأمل باليأس إلخ.
وأنجبت (الحرافيش) عدة أعمال درامية سينمائية وتلفزيونية منها: (المطارد) (1985) لسمير سيف، وبطولة (نور الشريف)، و(تحية كاريوكا)، و(شهد الملكة) (1985) لحسام الدين مصطفى، وتمثيل (فريد شوقي)، و(نادية الجندي)، و(الحرافيش) (1986) لحسام الدين مصطفى، وبطولة (محمود ياسين)، و(صفية العمري) و(الجوع) (1986) لعلي بدرخان، وبطولة (محمود عبد العزيز)، و(سعاد حسني) و(التوت والنبوت) (1986) لنيازي مصطفي بطولة (عزت العلايلي)، و(أمينة رزق)، وحولت إلى مسلسل من بطولة (نور الشريف)، و(معالي زايد).
ففي (المطارد) يحدد (سماحة الناجي) موعد زواجه من (مهلبية). لكنه يفاجأ بأن (القللي) فتوة الحي قرر الزواج منها. يحاول (سماحة) و(مهلبية) الهرب، لكن أعوان الفتوة يتمكنون من قتل (مهلبية) وإلصاق التهمة (بسماحة). فيختفي في الصعيد غير أنه يعود إلى القاهرة عندما يكتشف وصول رجال (القللي) إلى بلدته. ويتنكر في شخصية شيخ ويفتح محلاً للعطارة ويتزوج من (محاسن). ويكاشفها بحقيقته. ويتشاجر مع (دحروج) فتوة الحي ويتمكن من قهره فيصبح هو الفتوة. لكنه يشعر بمتابعة الشرطة فيهرب ويختبئ عن طريق (محاسن). ثم يطلب من عمه (خضر) وأخيه (رضوان) الاتصال بأعوانه الحرافيش لتشكيل القوة التي ستتحدى (القللي). يقتل (رضوان) ويصاب (خضر) بالشلل، ويتغلب (سماحة) على خصمه الذي يتمكن من طعنه. وتتزوج (محاسن) من (حلمي) بعد أن يخبرها أن (سماحة) قد مات. لكن الأخير يقتل (حلمي) ويتمكن من الهرب.
ومن الدراما التلفزيونية: (السيرة العاشورية) (الحرافيش 2) (2002) بطولة (نور الشريف)، والسيرة العاشورية (الحرافيش 2) (2005) بطولة (هشام سليم)، والسيرة العاشورية (الحرافيش 3) (2006) بطولة (كمال أبو رية)، والسيرة العاشورية (الحرافيش 4) (2012) بطولة (نور الشريف).
ومن الدراما السينمائية التي تناولت موضوع الفتوات، بعيداً عن أعمال (نجيب محفوظ)، فيلم (سعد اليتيم) (1985) لأشرف فهمي، تمثيل (أحمد زكي)، و(محمود مرسي)، و(نجلاء فتحي). وفيه يختلف المعلم (فاضل) مع أخيه المعلم (بدران) فيقتله هو وزوجته. ويهرب (عبد الدايم) بالمولود (سعد). ويكبر (سعد) ويثور على ظلم المعلم (الهلباوي) فتوة الحي، وعدو المعلم (بدران).
وعبر سنوات متلاحقة تتوالى الأفلام السينمائية التي تتناول الفتوة، و(الفتونة) فتظهر أعمال: (فتوة الناس الغلابة) (1984) لنيازي مصطفى، تمثيل (فريد شوقي)، و(بوسي). و(فتوة درب العسال) (1985) لأحمد ثروت، وبطولة (سعيد صالح)، و(يوسف شعبان)، و(إسعاد يونس). و(فتوات السلخانة) (1989) لناصر حسين، وتمثيل (سعيد صالح)، و(هياتم). و(الفتى الشرير) (1989) لمحمد عبد العزيز، وبطولة (نور الشريف)، و(نورا). فيحكي (فتوة الناس الغلابة) صورة أخرى غرقت في (الرمزية). فحاولت إبراز الصراع الدائر بين قيم الثقافة والأصالة، وبين القيم المادية الجشعة. والفتوة في هذا الفيلم هو بائع كتب قديمة يتصدى لهذا الصراع. أما (فتوات درب العسال) فيدور في أجواء العصابات والمخدرات.. وهي نفس الأجواء التي صنعت فيلم (فتوات السلخانة).
المرأة الفتوة
يأتي على رأس الفنانين البارزين الذين أدوا ببراعة دور (الفتوة/ الشرير) في السينما المصرية والعربية: (زكي رستم) (1903 - 1972)، و(محمود المليجي) (1910 - 1983م)، و(وحش الشاشة/ ملك الترسو) (فريد شوقي) (1921 - 1998)، و(توفيق الدقن) (1924 - 1988م)، و(عادل أدهم) (1928-1996م) وغيرهم. كما أن مصطلح (الفتونة) لم يكن يقتصر درامياً على عالم الرجال فقط بل كانت هناك (المرأة الفتوة) أيضاً. وهي بذلك تكرس أن موضوع (الفتونة) لا يقتصر فقط على فكرة (البطل الفردي) الذي يعتمد على عضلاته وقوته البدنية فلا يقهره أحد. بل يتعدى ذلك التفكير والتدبير والمكر والخديعة واستعمال كافة الأسلحة التي تبرع فيها
المرأة الفتوة.
ومن أهم بطلات أفلام الفتوات: (نادية الجندي) في (شهد الملكة)، و(صفية العمري) في (الحرافيش)، و(نبيلة عبيد) في (الشيطان يعظ)، و(نجلاء فتحي) في (سعد اليتيم). وقمن بأدوارهن المتميزة، مساندة أو مستقلة، عن أدوار الفتوات من الرجال. ففي بعض النماذج تبدو المرأة فيها فاعلة ومحركة للأحداث كما في (فتوات بولاق) فهي الدافع الأكبر لـ(محروس) مبيض النحاس كي يغامر ويسعى للفتونة، ثم كانت أيضاً سبب نهايته المأسوية. كذلك المرأة في (المطارد) كانت سبباً في شقاء دائم لزوجها.
الفتوة مقابل (البلطجة)
في مقابل ذلك المشهد التاريخي والفني الدرامي للفتوة وأخلاقياتها نجد، في عقود أخيرة، تنامي ظواهر سلبية غريبة عن مجتمعاتنا العربية. فمع تنامي معدلات ومظاهر العنف العالمية، تحولت بعض أخلاقيات (الفتوة) إلى أعمال خارجة عن القانون، والعرف، والتقاليد المجتمعية الراسخة. وتم استبدال (الفتوة) بـ(البلطجية)، أو (البلاطجة)، أو (الشبيحة). وهذه الظواهر ترتبط بأسباب اقتصادية واجتماعية كالفقر، والجهل، والفساد، والإفساد، وانتشار العشوائيات. لكن تبقى أخلاقيات الفتوة الأولى مصباحاً منيراً لمن يتنكب عن هذا الطريق القويم. وبين ما كان وما هو كائن.. يبقي أن الفتوة هي (أجمل ما تزين به المرء من زينة).
خلاصة القول: شكلت قيم وأخلاقيات الفتوة معلماً ثقافياً واجتماعياً وتاريخياً بارزاً في حضارتنا العربية الإسلامية. وعلى الجانب الدرامي.. عدت أفلام (الفتوات) أحد الملامح التي تخص الميراث الطويل للسينما المصرية والعربية، وجزءاً أصيلاً من واقعها وتاريخها، وسمة تميزها دون غيرها.