الموقع : منتدى جسد الثقافة
الكاتب : سماء ..!
النص : وجوه , بلا هوية !
الرابط :
http://www.aljsad.net/t145947.html
إنني على الطرف الآخر من الهاتف ..
أكتب رسائل، إلى صديقات قديمات .. أدس بها نكهة الشوق، بخط الحنين ..
ها قد أصبحت في هذا الفجر التالف .. عابثة متسكعة على سطور الذكريات ..
بدءاً من مراهقتي، إلى أن أحدودب بي النضج، بعدما تذوقت ثمر العاطفة !
وطردت من جنة الخلود!
....... أنا الآن حواء ٌ وحيدة، تجوع تركيزها.. الكتب، وتشتهيها الأحلام المُدلسة,
لا أجيد الثرثرة مع الرجال رغم أن لدي أظافر مطلية بالأحمر، وشفتين ورديتين.. متشبعتين..، وصوتاً كنسيم البحر،!
أترك فوق هالات الأرق خطوط كحل سوداء وزرقاء، ويخيّل إليّ أنني الموج تارة، والسماء ألف ألف تارة، وأتصادق جداً مع الأقراص المنومة، حينما أمسح في آخر الليل أمواجي المكحولة..!
وأصلي على الأحلام، ويؤسفني أني نسيت أن أقول في صلاتي.. دعاء الميّت ..
فأفعل ذلك كل ليلة، ويضحك عليّ إبليس كذلك كل ليلة..
.. أغني «كلما قيل النهاية بين الأحباب الرحيل، قلت أحبّه حييييل، أحبّه حييييل، قلت: أحبـــّه حيـــل»..
وينقض عليّ نومي، وأصحو مذعورة / موجوعة ..
تشرق عليّ آثار الهدم !
أربت على كتفي، وأنسى أن أنفث على يساري ثلاثاً،
فيحل عليّ الفراق، وإبليس مازال يضحك.. على وجعي !
إني نسيت أن استعيذ منه في آخر حلم ..
عندما غفوت آخر مرّة .. قبيل الفراق !
أعلم أن لديّ ذاكرة هرمة، موبوءة بالصدأ..
وقلباً مثقوباً بخيبات حلم مرة تلو الأخرى..
وكتباً مصابة بإنيميا تركيزي إليها..
ولكني أحتاج إلى أن أكتب، كي ينمو حزني .. كي يترعرع، لـيهرم .. ويموت !
فأبكي عليه !
وأرجو ألاّ تنبت ثانية ياصديقي الحزن .. !
إن أحسنت الموت، كخاتمة طيبة بقلبي، سأجيد خيانتك ..
فافعلها ياصديقي الحزن، افعلها !
أحتاج إلى أن أخونك فعلاً ..