مجلة شهرية - العدد (581)  | فبراير 2025 م- شعبان 1446 هـ

مهرجان موسيقى الشعوب

الموضوع الرئيس لمهرجان هذا العام هو الوحدة في إطار التنوع الموسيقي عبر دول أوروبا والبحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى الاحترام والاعتزاز بالثقافة الخاصة والتعلق بجذور وتقاليد الموسيقى التقليدية. وفي هذا الإطار، شاركت فرق تمثل بعضا من أعرق التقاليد الموسيقية التي وجدت حول شواطئ البحر المتوسط؛ مثل: «لي بوليت» من فرنسا، و«الكفافة» من مصر، و«فرانشيسكو سوتسيو» من إيطاليا، والفرقة الشعبية لمنطقة ألبا من رومانيا، و«سيبريدا فويس ليماسول» من قبرص، و«كيكلوس» للفنون الشعبية من اليونان، وغيرها من الفرق المصرية الشابة.
وقدم مهرجان موسيقى الشعوب -خلافًا لغيره من المهرجانات الموسيقية- أشكالاً من الموسيقى التي تمتع الجمهور، وتقدم له فرصة لاكتشاف الثقافات الموسيقية في العالم وما يصاحبها من فهم وقبول الآخر؛ حيث إن الذي يعطي هذه الأشكال الموسيقية على وجه الخصوص أهمية قصوى هو اكتشاف كيف يتم تعلمها ونقلها والحفاظ عليها، ولاسيما من خلال النقل الشفوي، من المعلم إلى المتلقي. ولا تنتمي الآلات الموسيقية المستخدمة في عروض المهرجان إلى تلك التي توجد عادة في الفرق الموسيقية الكلاسيكية الغربية.
يذكر أن مهرجان موسيقى الشعوب يعد بمثابة نافذة على مجموعة من الموسيقيات، والآلات، والأساليب والأنماط الموسيقية التي أبدعتها وحافظت عليها شعوب البحر المتوسط إلى يومنا هذا.
وترتبط موسيقى الشعوب تاريخيًّا بطقوس وسياقات اجتماعية معينة كالتراث الصحراوي والبدوي في جنوب الوادي في مصر، والأغاني الشعبية في جنوب فرنسا وإيطاليا. وتولي هذه الأشكال من الموسيقى -أيضا- أهمية خاصة للارتجال والعفوية والتي تمثل سمة مهمة جدا للموسيقى العربية.
وتتميز الأشكال التقليدية للموسيقى بصلتها الوثيقة بالرقص. والواقع أن طابع الموسيقى الذي قدمه مهرجان موسيقى الشعوب لعام 2010 ليس المقصود به التأمل السلبي، ولكن المشاركة الفعلية؛ لأن الألحان والإيقاعات التي قدمت من خلال هذا المهرجان تثير -حتماً- ضرورة ملحة للحركة -صاحبة والرقص والمشاركة في الاستجابة للإيقاع الموسيقي، وهذا أيضًا ما يجعل هذا المهرجان تجربة خاصة جدًّا.

pantoprazol 60mg oforsendelse.site pantoprazol iv
ذو صلة