كاتبة وروائية وناشطة اجتماعية، ولدت بمكة المكرمة، وتلقت تعليمها الأولي في المدينة المنورة. والدها هو الطبيب محمد خاشقجي (1889-1978) الذي عاش شبابه ودرس خارج البلاد جراء طرده من جماعة الاتحاد والترقي إلى بلاد الأناضول في أحداث تهجير الأتراك (سفر برلك)، لكون أخيه الأكبر عبد الله خاشقجي كان الحاكم الإداري للمدينة المنورة في العهد العثماني.
وعاد بعد أن أتم دراسته الطب في دمشق وصار جراحاً، ثم عاد إلى مكة المكرمة، وابتعث إلى باريس ليدرس اختصاص العلاج بالأشعة، وعاد ليفتتح عيادته الخاصة، فتزوج وكانت سميرة أولى مواليده.
انتقل إلى الرياض سكرتيراً لوزارة الصحة، وتعاقد مع أطباء مصريين للعمل في مستشفيات المملكة العربية السعودية.
ومن بعدها أسس شركة الجبس الأهلية التي تدير مصنعاً، وهاجر مطلع السبعينات من القرن العشرين إلى بيروت، وفي عام 1974 انتقل إلى لندن بسبب اشتعال الحرب الأهلية اللبنانية، وعاد إلى الرياض ثم توفي إثر عملية جراحية أجريت له في مستشفى الرياض المركزي (الشميسي)، ودفن في المدينة المنورة.
ابتعث هذا الطبيب أواسط الخمسينات كلاً من ولديه عدنان وسميرة إلى مصر فدرسا في جامعة الإسكندرية، وحصلت سميرة على شهادة في الاقتصاد من كلية التجارة.
وقد أصدرت أول كتبها وهي رواية «ودعت آمالي» (1958) بعد تخرجها واضعة اسماً مستعاراً «سميرة بنت الجزيرة العربية» ثم أتبعتها بـ «ذكريات دامعة» (1961)، وقد قدمها لها الأمير نواف بن عبدالعزيز آل سعود.
وقد توالى نشاطها الاجتماعي حين عودتها إلى المملكة. فقد أسست مع كل من السيدة مظفر أدهم والأميرة سارة الفيصل وشقيقتها الأميرة لطيفة الفيصل في مدينة الرياض «جمعية النهضة النسائية» (1962).
ومن بعده أسست «نادي فتيات الجزيرة الثقافي» الذي أنشئت فيه مكتبة مخصصة للفتيات، وقد ترأست الجمعية والنادي، وأصدرت كتابها الفكري «يقظة الفتاة العربية السعودية» (1963) الذي طرح قضايا اجتماعية وسياسية مختلفة، ثم انتخبت رئيسة للاتحاد النسائي العربي السعودي عام 1965.
ولم يقف نشاطها الثقافي، فقد أصدرت مجموعة من الكتب الأدبية بعضها مجموعات قصصية وروايات ومسرحيات، ولعل أشهرها رواية «بريق عينيك» (1963) التي تحولت إلى فيلم سينمائي عام 1974 قام ببطولته كل من حسين فهمي ومديحة كامل.
وألحقت أعمالها الأدبية بمجموعتها القصصية «وادي الدموع» (1965) التي تحتوي على اثنتي عشرة قصة، ثم رواية «قطرات من الدموع» (1967)، وتبعتها رواية «وراء الضباب» (1971)، وجمعت 30 قصة في مجموعة «وتمضي الأيام» (1971)، وعقبتها رواية « مأتم الورود» (1973).
وقد أسست عام 1974 مجلة الشرقية، حيث توزعت مكاتب تحريرها بين عواصم عربية وأوروبية، أي القاهرة وبيروت ومدريد وباريس. ونشطت بها محررة ومشرفة وكاتبة غير تحملها أعباء الإدارة المكتبية والمالية.
وحفلت المجلة بمقالاتها الاجتماعية والثقافية، ووضعت أجمل رسائل الأمومة، موجهة الكثير منها إلى ابنها وابنتها.
وصدرت آخر رواية لها بعنوان «تلال في رمال» (1983) عن دار الشرقية التي أسستها ضمن أقسام المجلة.
وقد شاركت سميرة في مؤتمرات، أقامتها وأدارتها كوادر الحركة النسائية الخليجية والعربية، حيث قدمت ملف «المرأة في الإسلام وتحديات العصر» لمؤتمر المرأة العالمي في كوبنهاجن (1980). وقد ارتبطت بصداقة مع رائدة العمل النسوي في الكويت السيدة نورية السداني، كما أنها تمتعت بصداقات في الوسط الإعلامي والأدبي العربي مثل الكاتب الصحفي المصري مصطفى أمين، والناشر اللبناني زهير بعلبكي.