مجلة شهرية - العدد (580)  | يناير 2025 م- رجب 1446 هـ

الحراك المسرحي بالأحساء

 

ترجع بداية تاريخ المسرح بالأحساء إلى فترة الخمسينات والستينات الهجرية، من خلاله ما تقدمه المدارس من مشاهد مسرحية تمثيلية، ومن أشهر تلك المدارس مدرسة الفتح، وأيضاً المعهد العلمي بالأحساء، وكذلك ما قدمته الأندية الرياضية في منتصف التسعينات الهجرية، وبخاصة مع إقامة أول المسابقات المسرحية التي نظمتها وأشرفت عليها الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالرياض في العام 1395هـ. ومن أبرز تلك الأندية نادي الجيل ونادي هجر ونادي العدالة والقارة والطرف.
وعند تأسيس جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، وهي التي كانت في بدايتها تحت مسمى جمعية الفنون الشعبية في العام 1391هـ، وكان تأسيسها قبل تأسيس المركز الرئيس بالرياض، حيث تأسس عام 1393هـ؛ كانت الجمعية في الأحساء  تمارس وتجمع العديد من الفنون، منها التشكيلية والموسيقية والتراثية والثقافية، وأيضاً المسرحية، وما زالت الجمعية مع عمرها الذي امتد أكثر من 40 عاماً تقدم العديد من العروض والتجارب المسرحية. ومن الأمور التي تحسب للمسرح في الأحساء، بجانب ريادته في تأسيس أول جمعية للثقافة والفنون بالمملكة؛ إقامته أول عمل مسرحي للطفل عام 1396 من خلال مسرح نادي الجيل بالأحساء في مسرحية (ليلة النافلة) لمؤلفها ومخرجها عبدالرحمن المريخي -رحمه الله- الذي يعد رائد مسرح الطفل في المملكة والخليج.
وفي الأحساء  تأسست أول فرقة مسرحية للشباب من خلال المكتب الرئيس بالأحساء عام 1406هـ، وشاركت تلك الفرقة في مهرجان المسرح الخليجي للشباب في الشارقة عام 1407هـ، وحصد من خلالها الممثل سامي الجمعان جائزة أفضل ممثل مسرحي، واعتبرت تلك الجائزة أول جائزة مسرحية خليجية ودولية يحصل عليها (المسرح السعودي) خارجياً.
وحقق المسرح الأحسائي حضوراً لافتاً من خلال المهرجانات المسرحية المحلية، وذلك بحصوله على المراكز الأولى، وكان آخرها في مهرجان المسرح السعودي الرابع في الرياض، ومهرجان الفرق المسرحية لرعاية الشباب بالرياض، وكذلك تمثيله المسرح السعودي من خلال المهرجانات المسرحية الخليجية والعربية والدولية، وقد حصدت عروضه أكثر من 16 جائزة مسرحية دولية، أبرزها جائزة أفضل تأليف مسرحي في مهرجان الشباب الخليجي في البحرين عام 1994م، وفي الكويت عام 2013م، وكذلك جائزة أفضل عرض مسرحي ثانٍ في مهرجان الشباب الخليجي في البحرين عام 1994م، وفي قطر عام 2008م. وكذلك حصوله على السبق، على مستوى العروض المسرحية السعودية، بتحقيقه جوائز خليجية في السينوغرافيا المسرحية في مهرجانات المسرح الخليجي للشباب في كل من الكويت عام 2004م، وفي قطر عام 2008 م، وجائزة السينوغرافيا بمهرجان الفرق الأهلية الخليجية في قطر عام 2010م. كما تم تكريم الكثير من الأسماء المسرحية الأحسائية في عدد من المهرجانات المسرحية الخليجية وبمهرجان الرواد العرب، ومازال هذا المسرح الأحسائي حاضراً وبقوة في المشهد المسرحي السعودي من خلال عروضه المتنوعة المقدمة لجميع شرائح المجتمع من خلال العروض المسرحية الخاصة بمسرح الطفل ومسرح الشباب والمسرح الاجتماعي والنخبوي، وحتى المسرح النسائي الذي قدم دورات مسرحية خاصة بالنساء، حيث أنجز أول عرض مسرحي تقدمه جمعيات الثقافة والفنون، موجّه في تنفيذه وإعداده وتأليفه وإخراجه وحضوره من الجمهور النسائي عام 2013م. كما أقيمت في الأحساء  العديد من المهرجانات المسرحية المحلية، أبرزها ملتقى مسرح الطفل (6 دورات)، ومهرجان الأحساء  المسرحي (3 دورات)، ومهرجان الشباب المسرحي، ومهرجان هجر المسرحي، ومهرجان مسرح الطفل الثالث الذي نظمته وكالة الوزارة للشؤون الثقافية على مسرح جمعية الثقافة والفنون بالأحساء. كما استضاف المسرح الأحسائي العديد من الفرق المسرحية بالمملكة والخليج، وأيضاً أقام مجموعة من الدورات والورش المسرحية المتقدمة التي أشرف عليها أساتذة ومدربون معتمدون من دول الخليج والدول العربية.

 

ذو صلة