(لو لم يكتب صبري موسى غير «فساد الأمكنة» لاستحق مكانة مرموقة في المشهد الأدبي العربي بسببها، ذلك أنها الأولى التي أخذت السرد العربي خارج حدود المدن الضيقة والحارات وعلاقات الحب والصراع على النساء والنفوذ، إلى رحابة الصحراء وعلاقاتها المتشابكة وحدودها المفتوحة من جهة، وإلى علاقة البدو بالغربيين، البدو الذين يفترض أنهم الأقل تحضراً في ذلك الزمن، كل ذلك مع ابتكار قالب روائي جديد ينبني على قصة قصيرة صغيرة، ويصنع حولها شبكة من الدوائر والخطوط والمربعات والمستطيلات التي تتوازى وتتشابك وتتقاطع في دوامات لا تنتهي، لتصنع هذا العالم الفريد).. هكذا كتب سمير درويش في الصفحة الأخيرة في عدد مايو من مجلة (الثقافة الجديدة)، الموجود بالأسواق الآن، والذي خصص بالكامل لتقديم رؤية جديدة عن الروائي والقاص والرحالة والسيناريست الكبير صبري موسى.
انقسم العدد إلى ملفات: (الروايات) و(المجموعات القصصية) و(أدب الرحلات) و(سينما صبري موسى)، بالإضافة إلى مجموعة من (الشهادات) كتبها عنه مجموعة من الأدباء المعاصرين، و(نصوص لم تنشر) و(حوار) أجراه معه أحمد زحام.
في ملف (الروايات): كتب عن (فساد الأمكنة): د.أماني فؤاد ود.محمد عبد الباسط عيد وسعيد نوح ومحمد الدسوقي، وعن (حادث النصف متر): كتب سيد الوكيل ود.ممدوح فراج النابي وناصر خليل، وعن (السيد من حقل السبانخ) مقالات لكل من: عادل ضرغام وعمر شهريار وطلعت رضوان، فيما كتب د.محمد هندي عن مجمل الروايات، ود.محمود فرغلي عن (أنيسة ورجالها الأربعة)، ود.شيرين أبو النجا أثارت قضية علاقة الأدب بالبترول، بمناسبة حصول صبري موسى على جائزة من إحدى شركات النفط.
في ملف (المجموعات القصصية): كتب عن (السيدة التي.. والرجل الذي لم) كل من: عبد الله الطوخي ود.أيمن تعيلب ود.أحمد الصغير، وعن (مشروع قتل جارة) مقال للدكتور محمد السيد إسماعيل، وعن (القميص) كتب محمد عبد النبي محمد، وكتبت د.هويدا صالح عن كتاب (صبري موسى.. سيرة عطرة وإبداع شامخ) لشعبان يوسف.
في (أدب الرحلات): كتب شعبان يوسف بعنوان: صبري موسى.. أديب بين الصحافة وأدب الرحلات، وكتب د.عزوز علي إسماعيل مقالاً بعنوان: الرحلة في حياة صبري موسى.
أما ملف (الشهادات) فتضمن مقالات للأدباء: خيري شلبي، جار النبي الحلو، محمد عيد إبراهيم، سمير الفيل، محمد إبراهيم طه، أحمد أبو خنيجر، منير عتيبة، وفكري داود.
في ملف (سينما صبري موسى) ثلاث مقالات عن فيلم (البوسطجي)، فكتب د.وليد سيف مقالاً بعنوان: البوسطجي مازال يحمل رسائله بتوقيع صبري موسى، ومقال فؤاد مرسي بعنوان: سيناريو البوسطجي وثيقة فولكلورية، ومقال حمدي سليمان بعنوان: البوسطجي وأيكولوجيا السينما المصرية. فيما كتبت إسراء إمام عن (قنديل أم هاشم)، ومحمود الغيطاني عن (قاهر الظلام)، وكمال القاضي عن مهارة التطويع في القصة السينمائية، وهو رؤية في فيلمي (الشيماء) و(قاهر الظلام).
يرأس تحرير المجلة سمير درويش، وفي عضويتها شحاتة العريان وعزت إبراهيم وحمدي أبو جليل وصبحي موسى ود.جمال العسكري، أما مدير التحرير فهو عادل سميح، وتصميم الغلاف صابرين مهران، والماكيت الأساسي للفنان أحمد اللباد. صاحب العدد لوحات للفنان محسن منصور الذي رسم البورتريه الخاص لصبري موسى نشر على الغلاف الأول.