تبقى (دمشق) هي الأحلى بفتنتها
تبقى هي الروح والدنيا لها جسدُ
ما جئتها ظامئاً إلا ارتوت كبدي
فليس يشكو الظما قلبي ولا الكبد
بالكبرياء الذي قد صان حرمتها
وبالفتون الذي كالسحر يتقد
وبالنسيم إذا ما هبّ في سحرٍ
وبالصبايا التي تمشي وتتئد
وبالجوامع إذ تعلو مآذنها
وبالبساتين فيها الحور والولد
وبالسحاب الذي (قاسيون) يلثمه
وبالرفاق.. وبالشوق الذي أجد
وبالغرام الذي مازلت أحفظه
يروي حكايا الهوى.. بالروح يتحد
وبالذي أبدع الدنيا وصورها
ولم يزل مبدعاً.. سبحانه الصمد..
ما شاهد الطرف حسناً زاهياً ألقا
إلا (دمشق) التي ما مثلها بلد
من لامني في هواها لست أسمعه
إذ في ملامه يغفو الغبن والكمد
ومن يشاركني في حب فاتنتي
فما أغار.. ولا من طبعيَ الحسد
الحب ديني ولا أخفيه عن أحد
إن كان غيري بالإخفاء يعتقد!