مجلة شهرية - العدد (581)  | فبراير 2025 م- شعبان 1446 هـ

شباك الذكريات - رجال من المدينة المنورة

تطور الكتابة الأدبية في جنس «تراجم الأعلام»، فهو جنس درج في الكتابة الأدبية العربية لأسباب عدة، بعضها سياسي وديني وثقافي.
وهو فن كتابة تطور نحو السيرة الذاتية والغيرية، غير أنه أسس على جنس «الخبر» بوصفه سردية تعريف وتكريس. وأفاد من تطور الكتابة العربية سواء الأدبية أو الصحافية تبعاً لاقتراحات جديدة في أساليب التعبير المبررة وغير المبررة.
وقد تمكن أكثر من مثقف عربي من إنتاج هذا الفن «الترجمة القصيرة» بموازاة «القصة القصيرة»، وتعتمد على شخصية عامة وسرد مكثف والاختزال التاريخي.
وعرف عن الشاعر صالح جودت (1912 - 1976) الذي عمل في الصحافة بداية من محرر في صحيفة الأهرام ورئاسة وإدارة تحرير مجلة الإذاعة، ثم الاثنين، ثم مجلة الهلال، بأنه من أنتج هذا الفن عبر كتابيه «بلابل في الشرق» (1966)، و»ملوك وصعاليك» (1964)، والصحفي مصطفى أمين (1914 - 1997) الذي وإن كتب الرواية إلا أنه أنجز في هذا الجنس الأدبي كتابه «مسائل شخصية» (1984)، وخصص الروائي والمفكر عبد الرحمن منيف (1933 - 2004) الذي حرر وأدار مجلة البلاغ، والنفط والتنمية، كتاباً جميلاً عن شخصيات ثقافية «لوعة الغياب» (2007)، وجاء الروائي خيري شلبي (1938 - 2011) ليقدم مجموعة متخصصة من الكتب بعضها تحولت إلى «استيهامات سردية» أفلت منها حقيقة الشخصية، وهي متوالية: «صحبة العشاق (1996) أعيان مصرية (1998) عمالقة ظرفاء (1998) أقمار النيل (2006) برج البلابل (2009) عناقيد النور (2009)».
وتبعه الصحفي يوسف الشريف (1945 - 2010) الذي حقق كتابين جميلين من هذا الفن، هما «صعاليك الزمن الجميل» (2008)، و»مما جرى في برّ مصر» (2008).
ويأتي هذا الكتاب عن تسعة وأربعين علماً من المدينة المنورة، ويقول مقدم الكتاب الأستاذ محمد علي حافظ:
«إن كل من يقرأ ويتابع هذه الشخصيات سيضع يده على نسيج من الثقافات التي تكونت بفضل كون المدينة المنورة دار هجرة، وجوار أتت إليها الثقافات من مختلف أرجاء العالم الإسلامي، وانصهرت جميعها في بوتقة المدينة». ويعلل بأن الدافع إلى كتابة هذه المادة الصحفية من ترجمة الأعلام في زاوية «من المحبرة» في صحيفة المدينة المنورة للمؤلف قبل جمعها في كتاب لأن المدينة «تعيش بلا ذاكرة، وهذه حقيقة مادية فقط، فالمدينة التي عرفها جيلي لم تعد موجودة كبيوت وشوارع لكنها موجودة من خلال الذكريات والأشخاص الذي عاشوا وأثروا تاريخها».
وهم المؤرخ السيد أمين عبد الله مدني، الشيخ إبراهيم شاكر، والسيد إبراهيم صالح العطاس، والكاتب إبراهيم محمد مظهر، والسيد إبراهيم حمزة الرفاعي، والشيخ إبراهيم حمزة جليدان، وإبراهيم عمر غلام، والشيخ حمزة مسلم الداوودي، والسيد حمزة إبراهيم غوث، والشيخ حسن إبراهيم الشاعر، والسيد حبيب محمود أحمد، والشيخ حمدان علي حمدان، والشيخ حليت عبد الله المسلم، والشاعر حسن مصطفى صيرفي، والشيخ جعفر إبراهيم فقيه، والجسيس حسن إبراهيم إدريس، وعم حسنين البائع الجوال، وجدته جميعة مدني، ورضا طالب حكيم، والشريف شاهين بن حسني الشقدمي، والأمير عبد المحسن بن عبد العزيز، والأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، والسيد عبد الله مكي بافقيه، والسيد علي عبد القادر حافز، والشيخ عبد العزيز بن صالح، والشيخ عبد المجيد حسن الجبرتي، والسيد عثمان حافظ، والسيد عبيد عبد الله مدني، وعبد العزيز ساب، والشيخ عبد الرحيم مبارك عويضة، والشيخ عباس علي قمقمجي، وعبد العزيز الخريجي، والشيخ عبد الحميد عباس، وعبد الرحمن عثمان، وعبد الرحيم أبو بكر، والشيخ عبيد الله محمد أمين كردي، ومؤذن الحرم الريس عبد الستار بخاري، والعبوسلي، والشيخ فالح حسن حجاج وسواهم.

الناشر: تارة الدولية 2016

ذو صلة