مجلة شهرية - العدد (580)  | يناير 2025 م- رجب 1446 هـ

ورقة تبوكية

طائراً فوق عش العصافير
ما تبقى من السفح والرمل
منحدر الحي
هنالك حيث كنا نعد حبائلنا للطيور
أرنو إلى الفخ والطعم
أرى صبية يكمنون على السفح يرتقبون انطباق الفخاخ وأم تفتش عن ابنها في الجوار
هل أنا ذلك الطفل
حين رأى البحر أول مرة
فارتفعت قدماه معاً
فتبدى له الموج كالخيل
نازلاً من علٍ
من عتبات الشرف
وحزيز النجوم
النوارس كانت تحوم
بيضاء بيضاء من غير سوء
والماء شف، يحرر في الصخر ما عنّ في باله من هموم
**
نضى الشارع العام شرشفه وصحا
كم جلست بناصية منه حتى استوى في يدي مسرحا
أتأمل فيه الوجوه
واستتبع اللهجات
**
سوق الطواحين
ينحدر البدو فيه ضحى
نازلين من البر
يحملون مزاودهم
قرب السمن والبقل والهيجنات
نكهة الشاوري وقد خلطت بأغاني الفرات
الحنين الذي يتسلل بين الدكاكين في خفة الأغنيات
أمر به
لم يزل فيه من تمتمات الطحين غبار
وغيم أناشيد مدرسة عالق بسقوف المكان
قلعة الترك جاثمة كطلسم جن على صولجان
كنا نمر بها في طفولتنا ونشيح بأبصارنا..
قيل لنا إنها كانت السجن وباحتها شجر الخيزران
والناس يمضون
شبوا عن الطوق
لم يعد يسمعون كلام كبيرهم الذي خانه السحر
لم يعد يذكرون سوى السيل في سنوات الغرق
أيام نصحو من النوم، نسأل من مات فينا ومن ذا تهدم حطين غريفاته أمس
يا لذاك الزمان
يا لذاك الزمان الذي ما انمحى

ذو صلة