ليلة سينمائية ممتعة عاشتها مدينة الرياض، وسط حضور كبير لعشاق السينما من كلا الجنسين، في الدورة الثانية من فعالية ليالي الأفلام القصيرة.. 2600 شخص حضروا واستمتعوا بمشاهدة أفلام سعودية الإنتاج والإخراج والإبداع، بتنظيم متميز من مركز الملك فهد الثقافي الذي أحدث حراكاً مميزاً عني بحقول الثقافة والأدب والفنون والموهوبين.
المشرف على مركز الملك فهد الثقافي الأستاذ محمد السيف أكد في كلمته على الاحتفاء بمبدعي صناعة الأفلام السعودية وبالجمال الذي صنعوه للجميع.. وأن السينما من أهم الفنون المعاصرة وتأتي ضمن جدول البرامج المتنوعة التي يهتم بها المركز.. مشيراً إلى أن برنامج (ليالي الأفلام القصيرة) يستمر على مدى خمسة أشهر يتخلله لقاء واحد كل شهر، يُعرض فيه فيلمان من أحدث الأفلام السعودية..
وأشاد السيف بالدعم الكبير من معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد لخدمة شباب الوطن في كافة مجالات الإبداع والحرص على المواهب الوطنية وتوفير السبل لتطويرها.. كما ذكر أن مركز الملك فهد سيُنتج فيلماً قصيراً يشارك في المناسبات المحلية والدولية وسيتم اختيار فريقه الفني من المميزين الذين سيشاركون في مسابقة الأفلام القصيرة.
خلال الفعالية تم عرض فيلم تعريفي لمسابقة الأفلام القصيرة وطريقة المشاركة فيها، ثم بدأ عرض فيلم (فضيلة أن تكون لا أحد) للمخرج المبدع بدر الحمود من بطولة إبراهيم الحساوي ومشعل المطيري، حيث تناول محتوى الفيلم مفهوم الغربة ورغبة الشخص المبتعد عن وسائل التواصل الاجتماعي بالالتقاء مع أشخاص للحديث معهم، والاستماع إلى مآسيهم للخوض في الحديث عن الحياة وما يخافه كل شخص وعن الفقد المحزن ونحوها..
السؤال الذي تردد ثلاث مرات في هذا العمل وحظي بتركيز واضح تمثل في: (وش أكثر شيء تخاف منه؟) وكان لكل شخص جواب، الأول (كنت أظن أن فقد زوجتي هو أكثر شيء أخاف منه لكن أكثر ما يخيفني هو فقدان أبي)، والثاني (أخاف أن يفوتني الباص الذي قطعت تذكرته).. خوف من الفقد المستقبلي والحزن الذي سيلازمه طيلة عمره.. وخوف وقتي قصير بالعيش بلا مبالاة بما سيحدث مستقبلاً وعدم الاهتمام إلا باللحظة التي يحياها الآن..
مخرج الفيلم الفنان بدر الحمود استعرض قصة فيلم (فضيلة أن تكون لا أحد) كاشفاً أنها تشكلت عبر موقف شخصي حصل له سابقاً.. ليحاول بعدها بلورة هذا الموقف عبر عمل سينمائي يفلسف رؤيته لهذه الحالة الإنسانية العامة..
أما الفيلم الآخر الذي عرض ليلتها ليلطف أجواء الرياض اللاهبة بجمال الفن فحمل عنوان: (وسطي) للمخرج الفنان علي الكلثمي وبطولة مؤيد النفيعي ومحمد الحمدان، واستعرض حادثة حصلت في جامعة اليمامة قبل سنوات أثناء عرض لمسرحية وما صاحبها من معارضات وتجاذبات ثقافية فكرية واسعة، إلا أن المفارقة الإبداعية التي اعتمدها العمل هي انتقاله من هذا المدخل عبر حادثة المسرحية ليربطها بحدث إنساني عاطفي آخر.. وهنا يكمن الإبداع في الانتقال من قصة إلى حبكة فنية أخرى.. عن شخص ذكر له الأطباء أنه بعد فترة سيصيبه العمى ولن يرى بعد ذلك، هنا بدأ الوقت ليستغل كل دقيقة قبل الإصابة بالعمى بالسفر لعدة أماكن، وللاستماع إلى أن العمى ليس نهاية الطريق، ولقراءة القرآن والكتب والمواضيع الأساسية والمفيدة.. كما تطرّق العمل لمكانة الصديق الحقيقي الذي تجده في جميع الأوقات بجانبك..
نهاية الفيلم كانت بطريقة إبداعية كوميدية لاقت تصفيقاً كبيراً من الحضور.
الليلة السينمائية شهدت قراءات نقدية عقب كل عمل.. قدمها الدكتور فهد اليحيا، الذي كان غالبية حديثه إشادة بالعملين من ناحية الإخراج والإنتاج والألوان التي جعلت المشاهد معجباً بما يعرض دون أن يشعر بالملل.. والقراءة النقدية دائماً ما تثري المخرج وتجعله أكثر حرصاً على ما يقدمه.. كما أنها تمنح المستمع جرعة تثقيفية تحليلية وتفتح له آفاقاً واسعة وتجعله أكثر دقة بكل عمل يشاهده بعد ذلك.
ما أود تسجيله بفرح عميق هو الابتهاج الكبير بتلك التحايا العالية التي كانت ترتفع عقب نهاية كل فيلم.. وهذا ما يعكس مدى إعجاب الحاضرين بما شاهدوه، والأهم مدى إيمانهم بقيمة الفن وتقبلهم له والاحتفاء بتفاصيله.. الأمر الذي يؤشر نحو ثقافة سينمائية كامنة بدأت تتشكل وتظهر على السطح لتكوّن، مع عناصر أخرى، ما يعرف بصناعة السينما أعمالاً وفناً وثقافة وإنتاجاً جمالياً واقتصادياً ومعرفياً. عبدالملك الشايع: الرياض
ليلة سينمائية ممتعة عاشتها مدينة الرياض، وسط حضور كبير لعشاق السينما من كلا الجنسين، في الدورة الثانية من فعالية ليالي الأفلام القصيرة.. 2600 شخص حضروا واستمتعوا بمشاهدة أفلام سعودية الإنتاج والإخراج والإبداع، بتنظيم متميز من مركز الملك فهد الثقافي الذي أحدث حراكاً مميزاً عني بحقول الثقافة والأدب والفنون والموهوبين.
المشرف على مركز الملك فهد الثقافي الأستاذ محمد السيف أكد في كلمته على الاحتفاء بمبدعي صناعة الأفلام السعودية وبالجمال الذي صنعوه للجميع.. وأن السينما من أهم الفنون المعاصرة وتأتي ضمن جدول البرامج المتنوعة التي يهتم بها المركز.. مشيراً إلى أن برنامج (ليالي الأفلام القصيرة) يستمر على مدى خمسة أشهر يتخلله لقاء واحد كل شهر، يُعرض فيه فيلمان من أحدث الأفلام السعودية..
وأشاد السيف بالدعم الكبير من معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد لخدمة شباب الوطن في كافة مجالات الإبداع والحرص على المواهب الوطنية وتوفير السبل لتطويرها.. كما ذكر أن مركز الملك فهد سيُنتج فيلماً قصيراً يشارك في المناسبات المحلية والدولية وسيتم اختيار فريقه الفني من المميزين الذين سيشاركون في مسابقة الأفلام القصيرة.
خلال الفعالية تم عرض فيلم تعريفي لمسابقة الأفلام القصيرة وطريقة المشاركة فيها، ثم بدأ عرض فيلم (فضيلة أن تكون لا أحد) للمخرج المبدع بدر الحمود من بطولة إبراهيم الحساوي ومشعل المطيري، حيث تناول محتوى الفيلم مفهوم الغربة ورغبة الشخص المبتعد عن وسائل التواصل الاجتماعي بالالتقاء مع أشخاص للحديث معهم، والاستماع إلى مآسيهم للخوض في الحديث عن الحياة وما يخافه كل شخص وعن الفقد المحزن ونحوها..
السؤال الذي تردد ثلاث مرات في هذا العمل وحظي بتركيز واضح تمثل في: (وش أكثر شيء تخاف منه؟) وكان لكل شخص جواب، الأول (كنت أظن أن فقد زوجتي هو أكثر شيء أخاف منه لكن أكثر ما يخيفني هو فقدان أبي)، والثاني (أخاف أن يفوتني الباص الذي قطعت تذكرته).. خوف من الفقد المستقبلي والحزن الذي سيلازمه طيلة عمره.. وخوف وقتي قصير بالعيش بلا مبالاة بما سيحدث مستقبلاً وعدم الاهتمام إلا باللحظة التي يحياها الآن..
مخرج الفيلم الفنان بدر الحمود استعرض قصة فيلم (فضيلة أن تكون لا أحد) كاشفاً أنها تشكلت عبر موقف شخصي حصل له سابقاً.. ليحاول بعدها بلورة هذا الموقف عبر عمل سينمائي يفلسف رؤيته لهذه الحالة الإنسانية العامة..
أما الفيلم الآخر الذي عرض ليلتها ليلطف أجواء الرياض اللاهبة بجمال الفن فحمل عنوان: (وسطي) للمخرج الفنان علي الكلثمي وبطولة مؤيد النفيعي ومحمد الحمدان، واستعرض حادثة حصلت في جامعة اليمامة قبل سنوات أثناء عرض لمسرحية وما صاحبها من معارضات وتجاذبات ثقافية فكرية واسعة، إلا أن المفارقة الإبداعية التي اعتمدها العمل هي انتقاله من هذا المدخل عبر حادثة المسرحية ليربطها بحدث إنساني عاطفي آخر.. وهنا يكمن الإبداع في الانتقال من قصة إلى حبكة فنية أخرى.. عن شخص ذكر له الأطباء أنه بعد فترة سيصيبه العمى ولن يرى بعد ذلك، هنا بدأ الوقت ليستغل كل دقيقة قبل الإصابة بالعمى بالسفر لعدة أماكن، وللاستماع إلى أن العمى ليس نهاية الطريق، ولقراءة القرآن والكتب والمواضيع الأساسية والمفيدة.. كما تطرّق العمل لمكانة الصديق الحقيقي الذي تجده في جميع الأوقات بجانبك..
نهاية الفيلم كانت بطريقة إبداعية كوميدية لاقت تصفيقاً كبيراً من الحضور.
الليلة السينمائية شهدت قراءات نقدية عقب كل عمل.. قدمها الدكتور فهد اليحيا، الذي كان غالبية حديثه إشادة بالعملين من ناحية الإخراج والإنتاج والألوان التي جعلت المشاهد معجباً بما يعرض دون أن يشعر بالملل.. والقراءة النقدية دائماً ما تثري المخرج وتجعله أكثر حرصاً على ما يقدمه.. كما أنها تمنح المستمع جرعة تثقيفية تحليلية وتفتح له آفاقاً واسعة وتجعله أكثر دقة بكل عمل يشاهده بعد ذلك.
ما أود تسجيله بفرح عميق هو الابتهاج الكبير بتلك التحايا العالية التي كانت ترتفع عقب نهاية كل فيلم.. وهذا ما يعكس مدى إعجاب الحاضرين بما شاهدوه، والأهم مدى إيمانهم بقيمة الفن وتقبلهم له والاحتفاء بتفاصيله.. الأمر الذي يؤشر نحو ثقافة سينمائية كامنة بدأت تتشكل وتظهر على السطح لتكوّن، مع عناصر أخرى، ما يعرف بصناعة السينما أعمالاً وفناً وثقافة وإنتاجاً جمالياً واقتصادياً ومعرفياً.