يحتل الشريف الإدريسي مكانة كبيرة في تاريخ العلوم العربية والحضارة الإسلامية، باعتباره رائداً من رواد الخرائط والكشوف الجغرافية، فهو أحد كبار الجغرافيين والرحالة العرب في التاريخ الإنساني. وكتابه (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) يعد موسوعة جغرافية للعالم في القرن السادس الهجري، ويضعه على رأس مؤسسي علم الجغرافيا في الحضارة الإنسانية.
اهتم الإدريسي بجغرافية البلدان والحضارة والعمران والتاريخ والأدب وعلم النبات والطب والفلك، ورحل إلى العديد من أقطار العالم، فأخذ العلم بسبتة وقرطبة، وتجول في الأندلس، وزار الحجاز وتهامة ومصر، ووصل سواحل فرنسا وإنجلترا، وسافر إلى القسطنطينية وآسيا الصغرى، ثم عاش فترة في صقلية، ونزل فيها ضيفاً على ملكها روجر الثاني، وعانى سنوات طويلة من الغربة والترحال عن بلده (سبتة)، وفي ذلك يقول ضمن أشعاره:
ليت شعري أين قبري
ضاع في الغربة عمري
لم أدع للعين ما
تشتاق في بر وبحر
المولد والنشأة
والإدريسي هو أبو عبد الله محمد بن محمد الإدريسي الهاشمي القرشي، يرجع لقبه نسبة إلى جده الأعلى إدريس الأول مؤسس دولة الأدارسة بمراكش، ولد في مدينة سبتة بالمغرب الأقصى عام 493هـ (1100 م)، وعاش حتى عام 559هـ (1166م)، وأحاط بقدر كبير من المعرفة بعلوم النقل من فقه وحديث ولغة، إلى جانب إتقانه لعلوم الحساب والهندسة والفلك والعلم بالأعشاب، ومعرفة الطب وأحوال العالم السياسية، وكان من أبرز الدارسين لعلم الرياضيات، فقد اخترع علم الهندسة قديماً قبل أرخميدس، وكتب في الأدب والشعر والنبات، ولقب بالصقلي لأنه اتخذ جزيرة صقلية مكاناً له بعد سقوط الدولة الإسلامية، كما لقب بسطرابون العرب نسبة للجغرافي الإغريقي الكبير سطرابون.
رحلات حول العالم
كان ولعاً منذ الصغر بالأسفار، فقيل إنه قام بسلسلة من أسفاره وهو لم يزل في السادسة عشرة من عمره، ثم تعددت رحلاته حول العالم، وهذه الرحلات أكسبته علماً كبيراً وشهرة عظيمة، مما مكنه من علوم الجغرافيا والبلدان. وقد استخدمت مصوراته وخرائطه في سائر كشوف عصر النهضة الأوربية. حيث لجأ إلى تحديد اتجاهات الأنهار والبحيرات والمرتفعات، وضمنها أيضاً معلومات عن المدن الرئيسة، بالإضافة إلى حدود الدول.
وله مجموعة من الكتب والمؤلفات إلى جانب موسوعته المشهورة (نزهة المشتاق)، منها: كتاب (المفردات) في الصيدلة والأدوية، و(روض الأنس ونزهة النفس) الذي يعرف باسم (المسالك والممالك)، وكتاب (روض الفرج، ونزهة المهج)، وقيل إنه مختصر لكتاب (نزهة المشتاق)، وكتاب (الجامع لصفات أشتات النبات)، وتوجد منه نسخة مصورة في معهد المخطوطات بالجامعة العربية.
نزهة المشتاق
ولقد غدا كتابه (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) من أشهر الآثار الجغرافية العربية، أفاد منه الأوروبيون معلومات جمة عن بلاد المشرق، كما أفاد منه الشرقيون، فأخذ عنه الفريقان ونقلوا خرائطه، وترجموا بعض أقسامه إلى مختلف لغاتهم.
وأقدم طبعة عربية لهذا الكتاب صدرت سنة 1592م بمطبعة المديتشي بمدينة روما تحت عنوان طويل هو (نزهة المشتاق في ذكر الأمصار والأقطار والبلدان والجزر والمدائن والآفاق)، وهي طبعة نادرة الوجود، كما تضم مكتبة باريس نسخة خطية كاملة من هذا الكتاب.
وللكتاب أكثر من مخطوطة موزعة في العالم، وبينها نقص واختلاف مما يعني بأن الإدريسي ترك مسودات عديدة. وكان للمستشرقين السبق في إظهار هذا الكتاب وطبعه، وبعضهم اختص بطباعة أقسام منه تخص دولة أو مجموعة دول، وقام البعض بترجمته لغير العربية كاللاتينية، بل ترجم إلى الإسبانية، والألمانية، والروسية، والفنلندية، والفرنسية، والإيطالية والنمساوية. وصدرت طبعات حديثة للكتاب منها الطبعة التي اعتمدنا عليها في كتابة هذه المقال، وهي طبعة مكتبة الثقافة الدينية بالقاهرة عام 2002م.
كتاب فريد
وهو كتاب فريد من نوعه، حيث نهج فيه الإدريسي نهجاً جديداً عن غيره من الجغرافيين المسلمين، فقد وصف العالم ككل، ثم قسمه إلى سبعة أقاليم، وكل إقليم إلى عشرة أقسام رئيسة، ثم وصف كل قسم، ورسم له خريطة وتحاشى فيه الخلط بين التاريخ والجغرافيا، وظل كتابه مرجعاً لعلماء أوروبا أكثر من ثلاثة قرون.
وفيه اشتهر الإدريسي بتطوير رسم الخرائط بطريقة أكثر دقة من الخرائط التي كانت معروفة من قبل، ويمكن رؤية ذلك بوضوح في خرائطه التي بلغت أكثر من سبعين خريطة، حيث لجأ إلى تحديد اتجاهات الأنهار والبحيرات والمرتفعات، وضمنها أيضاً معلومات عن المدن الرئيسة، بالإضافة إلى حدود الدول.
واستخدم خطوط العرض أو الخطوط الأفقية على الكرة الأرضية التي صنعها من الفضة، وكانت خطوط الطول قد استخدمت قبل الإسلام، إلا أن الإدريسي أعاد تدقيقها لشرح اختلاف الفصول بين الدول، فخط العرض الذي رُسم عشوائياً على الخريطة، كان يستخدم عادة لتحديد الفصول وحالة الطقس شمال وجنوب خط الاستواء. ومثل هذا التقسيم يوضح فهم الإدريسي للبلدان المختلفة، مما يشهد على تفوقه وعلو همته.
وقد اشتهر الإدريسي بولعه بالبحار وحركتها، إذ كان ميناء سبتة في عهده يعرف حركة تجارية كبيرة، وكانت تجذبه السفن التجارية الراسية في الميناء، ويعتمل في داخله شوق كبير لاستكشاف الدُّول التي كانت تُبحر منها وإليها هذه السفن، وسرعان ما تحوَّلت رغبته إلى حقيقة عندما رحل لمتابعة تحصيله العلمي في قرطبة، فترسخ لديه ميوله إلى العلوم الطبيعية خصوصاً علمي الجغرافيا والنبات.
قصة الكتاب
وتعود قصة تأليف هذا الكتاب الذي استغرق خمسة عشر عاماً، إلى فترة ترحال الإدريسي في أقطار العالم، فقد طاف بلداناً كثيرة في الأندلس، والمغرب، والبرتغال، ومصر، وسواحل أوروبا الغربية من فرنسا وإنكلترا، والقسطنطينية وسواحل آسيا الصغرى، وانتهى إلى صقلية، فاستقر في بلاط صاحبها، الملك روجر الثاني النورماني، وهناك قربه الملك واستعان به باعتباره من العلماء المعدودين في الجغرافيا والبلدان، وطلب منه تأليف هذا الكتاب، إذ قال له الملك يوماً: (أريد تحقيق أخبار البلاد بالمعاينة لها، لا بما ينقل من الكتب)، ويذكر الإدريسي في مقدمة كتابه (أنه لما اتسعت أعمال مملكته... أحب أن يعرف كيفيات بلاده حقيقة، ويعلم حدودها ومسالكها براً وبحراً، وفي أي إقليم هي، وما يخصها من البحار والخلجان الكائنة بها مع معرفة غيرها من البلاد والأقطار في الأقاليم السبعة التي اتفق عليها المتكلمون، وأثبتها في الدفاتر الناقلون والمؤلفون).
وقد وقع اختيارهما على أناس فطناء أذكياء، وجهزهم الملك إلى أقاليم الشرق والغرب، جنوباً وشمالاً، وسفّر معهم قوماً مصورين (رسامين)، ليصوروا ما يشاهدونه عياناً، وأمرهم بالتقصي والاستيعاب لما لا بد من معرفته، فكان إذا حضر أحد منهم بشكل أثبته الإدريسي حتى تكامل له ما أراد، وأمضى في جمعه وترتيب مادته قرابة الخمسة عشر عاماً، وانتهى منه سنة 548هـ، وجعله مصنفاً وسماه (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق)، وعرف أيضاً (كتاب روجر).
وقد ضم هذا الكتاب كل ما عرفه الأقدمون من معلومات سليمة، وأضاف إليها ما اكتسبه هو وما رآه ورصده في رحلاته واختباراته، كما ضمنه خلاصة الكتب الجغرافية قبله، مثل: العجائب للمسعودي، وكتاب أبي نصر سعيد الجهياني، وكتاب ابن خرداذبه، وكتاب ابن حوقل البغدادي وكتاب اليعقوبي وغيرها.
خريطة شاملة للعالم
وفيه رسم الإدريسي خريطة كروية شاملة للعالم، قسمها إلى سبعة أحزمة عريضة فوق خط الاستواء، واشتملت مقدمته على ذكر هيئة الأرض، وقسمتها بأقاليمها، وذكر البحار بمبادئها وانتهاءاتها وأحوازها، وما يلي سواحلها من البلاد والأمم. وخصص كل باب من أبواب الكتاب للتعريف بإقليم من الأقاليم السبعة المتعارف عليها في الجغرافية القديمة لدى بطليموس ومن تابعه، وجاء الكتاب في مجلدين اثنين روعي فيهما القسمة العلمية بحيث ينتهي كل مجلد منهما بنهاية آخر الأبواب أو الأقاليم المبحوثة فيه.
وهو يعتبر جزءاً متمماً للأطلس الذي وضعه الإدريسي، وشارحاً له. إلا أن الكتاب خالف ما كان معهوداً من اقتصار كتب رواد التراث الإسلامي على الممالك الإسلامية فقط، حيث تعداها إلى غيرها من الممالك غير الإسلامية.
وإلى جانب الكتاب، طلب منه الملك روجر صنع كرة من الفضة منقوش عليها صورة الأقاليم السبعة، فصنعها ونقش فيها صور الأقاليم السبعة للعالم، ويقال إن الدائرة الفضية تحطمت في ثورة كانت بصقلية بعد الفراغ منها بمدة قصيرة.
وهكذا توافر للإدريسي في مقامه بصقلية كافة التسهيلات المادية والعلمية، مما شجعه على الاستقرار فيها، حيث وفر له الملك الدعم المادي لاستكمال الأبحاث والبيانات متمثلة في جلب الكتب وتمويل البعثات الكشفية إلى المناطق المختلفة لجمع المادة العلمية والرسومات تحت إشرافه.
وفي السنة التي وضع فيها الإدريسي كتابه، توفي الملك روجر، فخلفه غليوم الأول، وظل الإدريسي على مركزه في البلاط الملكي، وألف للملك الجديد كتاباً آخر في الجغرافيا سمّاه (روض الأنس ونزهة النفس)، أو (كتاب الممالك والمسالك)، ولم يعرف منه إلا مختصر مخطوط موجود في مكتبة حكيم أوغلو علي باشا بإسطنبول. كما عرف للإدريسي كذلك كتاب في المفردات سماه (الجامع لصفات أشتات النبات)، وله كتاب آخر بعنوان (أنس المهج وروض الفرج).
أعظم وثيقة جغرافية
ويمتاز (نزهة المشتاق) عن غيره من المؤلفات الجغرافية بأنه يجمل تصوراً عاماً يشمل الكرة الأرضية كلها على أنها كل واحد. ولأن الإدريسي جمع فيه طريقتي العرب والأوروبيين، فقد لاقى اهتماماً كبيراً من قبل المستشرقين، حيث تعددت طبعات أجزاء منه بعد ترجمته، التي ربت على عشرين ترجمة لأبوابه المختصة بالبلدان المتعددة. وجاء في دائرة المعارف الفرنسية: أن مصنف الإدريسي هو أوفى كتاب جغرافي تركه لنا العرب، وأن ما يحتويه من تحديد للمسافات والوصف الدقيق يجعله أعظم وثيقة علمية جغرافية. وأطلقت مدرسة الجغرافية بجامعة كلارك بشمال أمريكا اسم الإدريسي على أحد برامجها المتداولة عالمياً في مجال نظم المعلومات الجغرافية، وأشارت في أدلة البرامج أن هذا اعتراف منها بجميل وفضل هذا الجغرافي العربي المسلم.
ويذكر كراتشكوفسكي في كتابه (تاريخ الأدب الجغرافي العربي)، عن كتاب (نزهة المشتاق)، أنه أفضل رسالة في الجغرافيا وصلتنا عن العصور الوسطى سواء من الشرق أو الغرب، وعلى هذا الحكم يقف الآن إجماع آراء المستعربين ومؤرخي الجغرافيا على السواء.
ويقول المستشرق الإسباني (بالنثيا) (إن الكتاب حافل بالمعلومات الصحيحة في الغالب، ومادته وافرة عن البلاد الأوروبية التي تسكنها شعوب نصرانية)، ويقول عنه الباحث الهندي نفيس أحمد: (والكتاب بالتأكيد هو أكبر نموذج بارز لانصهار المعلومات الجغرافية القديمة مع المعلومات المتجددة).
منهجه في الكتاب والخرائط
وعندما ننظر إلى المنهج الذي اتبعه الإدريسي في كتابه وخرائطه، نجد -وكما يؤكد الدكتور أحمد بن محمد الشبعان في دراسة له حول الكتاب- أنه قد مر في إنجاز خرائطه وكتابه بمراحل علمية مجدولة استغرقت خمس عشرة سنة، أهمها جمع المادة العلمية التي بنى عليها إنتاجه العلمي وميّزه عن غيره.
ويتضح في مقدمة الكتاب أنه اتبع أساليب عدة في جمع المادة العلمية لخرائطه وكتابه، يمكن تصنيفها إلى أربع مراحل:
1 - القراءة في كتابات السابقين: فقد اهتم الإدريسي بكتابات الجغرافيين الأوائل على اعتبار أن المعرفة تراكمية، فاستفاد من اليونانيين والرومان والعرب، ومن بعض المسلمين ممن سبقه في هذا المجال.
2 - المشاهدة الشخصية: فقد زار الأندلس وشمال أفريقيا ومصر وبلاد الشام وكذلك آسيا الصغرى والشرق، وأجزاء من أوروبا الغربية وبخاصة سواحل إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وصقلية. ومن تتبع كتابه يلاحظ أنه عند الحديث عن مناطق زارها فإنه يسهب في الحديث عنها ويعطي تفاصيل توحي للمتتبع أنه زار هذه المناطق فعلاً، خصوصاً أنه أحياناً يستخدم عبارات: وقد شاهدت أو وقد رأيناه عياناً. ويبرز هذا على وجه الخصوص عند إعطاء تفاصيل عن الأندلس وصقلية لطول المدة التي قضاها هناك، فقد كان في الأولى تعليمه وفي الثانية مقامه في بلاط الملك.
3 - المقابلة: تعتبر المقابلة مصدراً مهماً من مصادر البحث، لذا كان الإدريسي حريصاً على مقابلة بعض الرحالة والتجار من البحارة الذين يرسون على سواحل صقلية حيث مقامه هناك، وسماعه منهم مباشرة زيادة في التأكيد على صحة المعلومات.
4 - البعثات الاستكشافية: فقد اعتمد، إلى جانب رحلاته في أقطار الأرض، على أناس مصورين ليصوروا ما يشاهدونه عياناً، وأمرهم بالتقصي والاستيعاب لما لا بد من معرفته. وكان إذا حضر أحد منهم بشكل أثبته الإدريسي حتى تكامل له ما أراد، وجعله مصنفاً.
أطلس الإدريسي
وبعد مراحل جمع المادة العلمية أصبح الإدريسي قادراً على البدء في رسم خرائطه وشرحها في كتابه، والخرائط لدى الإدريسي تمثل الأصل والكتاب مجرد شرح لها، وأسبقية خرائط الإدريسي على كتابه يؤكدها كثير من الباحثين ومنهم كراتشكوفسكي على اعتبار أن الكتاب شرحاً للخرائط.
وأطلس الإدريسي يضم سبعين خارطة، يفتقد منها عادة في المخطوطات واحدة أو اثنتان. كما يوجد بالإضافة إلى ذلك في مطلع الكتاب خارطة مستديرة للعالم هي الوحيدة التي يمكن ربطها بمنهج (أطلس الإسلام)، وجميع خرائط الإدريسي بما في ذلك هذه الخارطة المستديرة تنفرد بدقة الرسم، والتخلص من منهج الخطوط المستقيمة والدوائر الهندسية الذي تميزت بها الفترة الثانية للكارتوغرافيا العربية، أي أطلس الإسلام.
وبمقارنة هذه الخرائط الإقليمية بخرائط بطليموس يمكن إدراك إضافات الإدريسي سواء في تصحيح الأخطاء أو إضافة ظاهرات طبيعية وبشرية غير معروفة من قبل. وكانت هذه الخرائط الأساس في إعادة بناء الخريطة العالمية التي وضعها الإدريسي.
وقد كان للعالم ميللر (1844 - 1933) فضل السبق في جمع أجزائها المتفرقة المحفوظة في نسخ الكتاب والتأليف بينها وإخراج خريطة عالمية في طبعة ملونة عام 1931م. وصدرت باللاتينية باسم الخريطة العربية، ثم وجه المجمع العلمي العراقي عنايته إلى هذه الخريطة وقام بتحقيقها وترجمتها للعربية ونشرت عام 1951م باسم (صورة الأرض للشريف الإدريسي)، ثم قامت نقابة المهندسين العراقية باختصارها وطبعها عام 1970م.
أقاليم العالم
أما طريقة تقسيم الإدريسي للعالم في خريطته، فقد قسم الخريطة إلى أقاليم، وحدد كل منطقة في العالم المعمور، ثم ذكر أهم المظاهر في كل إقليم، وفيما يلي نبذة عن كل قسم بالخريطة:
الإقليم الأول: يمتد هذا القسم من الغرب إلى الشرق، ابتداء من المحيط الأطلسي أو البحر الغربي إلى السودان والنوبة والحبشة واليمن والهند، وينتهي في الشرق إلى بلاد الصين.
الإقليم الثاني: يمتد أيضاً من الغرب إلى الشرق، ابتداء من المحيط الأطلسي، ماراً بجزر الخالدات وكل أجزاء مصر وساحل بحر القلزم وشبه جزيرة العرب والخليج العربي، ويمتد شرقاً إلى أجزاء من بلاد الهند إلى أن ينتهي عند الشرق جنوب الإقليم الأول.
الإقليم الثالث: ويبدأ من المحيط الأطلسي، ويشمل جزر سارة وخسران وبلهان، ثم يمتد إلى تونس وليبيا والبحر المتوسط والإسكندرية وجزء من بحر القلزم (خليج السويس) وفلسطين والشام والجزء الشمالي من شبه الجزيرة العربية والبحرين وإيران وتركستان وهضبة التبت إلى الشرق من الصين، ويقع هذا الإقليم جنوب الجزء الثاني، وينقسم كغيره من الأقاليم إلى عشرة أجزاء.
الإقليم الرابع: ويمتد من المغرب الأقصى عند بداية البحر الأبيض شمالاً إلى أسبانيا وجزر سردينيا وصقلية وكورسيكا ورودس، ويمتد شرقاً إلى سوريا وأرمينيا وتركيا والعراق وأذربيجان إلى أن ينتهي عند جنوب الإقليم الثالث.
الإقليم الخامس: ويبدأ من شمال إسبانيا، ويمتد من الغرب إلى الشرق ماراً بالبحر الأدرياتي، ثم يمتد إلى بلاد الجرمان والقسطنطينية إلى تركيا، ثم هضبة أرمينيا وبعض أجزاء من أذربيجان، ثم هضبة التبت، ثم إلى شمال الصين إلى أن ينتهي جنوب الإقليم الرابع.
الإقليم السادس: ويبدأ من الغرب من الجزر البريطانية، ويمتد شرقاً متخللاً بلاد فرنسا ثم ألمانيا وبلغاريا، ثم روسيا ماراً ببحر الخزر (بحر قزوين) وأرض تركيا إلى أن يصل إلى الصين عند سد سور الصين العظيم في الشرق جنوب الإقليم الخامس.
الإقليم السابع: ويبدأ من المحيط الأطلسي غرباً، ويمتد شرقاً عبر الجزر المتناثرة في البحر وعبر نهر (ألبه)، ويتصل ببلاد روسيا وهضبة التبت إلى أن يصل شمال الصين، حيث افترض أن لا حياة هناك.