قبل الخوض في صميم عنوان المواطنة العالمية ودور التعددية اللغوية بشكل خاص والتفاهم المتبادل على وجه الخصوص في تعزيزها لدى الطلبة؛ لا بد من تجاذب أطراف الحديث حول مفهوم المواطنة العالمية، والظروف التي ساعدت على ظهوره، والعوامل والدوافع التي دعت للاهتمام به وترسيخه لدى الأفراد حول العالم. فقد أدرك الإنسان عبر تاريخه الطويل المخاطر العصيبة والويلات الشائكة التي جلبتها الصراعات المتوالية والحروب المحلية المتتالية الإقليمية منها والعالمية، وكذا النتائج السلبية التي نجمت عنها في جميع ميادين الحياة، وأصبح لديه اعتقاد واضح بأن الحل والبديل لكل هذا إيجاد صيغة، وإبداء معادلة للتعاون والتفاهم بين الأمم والشعوب حول العالم. كما لا يخفى علينا أن لظهور مفهوم المواطنة إبان اندلاع الحرب العالمية الثانية ووضع أوزارها، والحاجة إلى تنظيم العلاقات الدولية في المجالات كافة على نحو يسمح بتحقيق التناغم السلمي بين أهداف القوى المتصارعة على الساحة الدولية ومصالحها؛ أهميةً بالغة في قيام منظمة الأمم المتحدة بحيز الوجود التي هدفت إلى معالجة القضايا المتصلة بمشكلات السلم والأمن على مستوى العالم، كما نشأت تدريجياً دون هوادة وكالات متخصصة أخرى، مثل: مكتب التربية الدولي، ومنظمة اليونسكو، والمكتب الدولي للتعليم، وجميعها تعمل من أجل إبراد توترات العلاقات الدولية، ووقف إطلاق النيران بين البلدان على أوسع نطاق، وكل ذلك بغية الوصول إلى صيغة للتفاهم الدولي، حتى يحل الأمن والسلام ويتحقق التعاون بين الأمم.
ودعماً لثقافة السلام العالمي خُصّص عام 2000م للاحتفال بالسنة الدولية لثقافة السلام، ودعت الأمم المتحدة إلى ضرورة احترام حقوق الإنسان، ونشر التسامح والتضامن والأمن على مستوى العالم. وقد تبلورت الجهود العالمية لدعم السلام والتفاهم الدوليين في الحديث عن المواطنة العالمية Global citizenship، وهو مصطلح يجمع بين قيم المواطنة من جهة، وقيم التسامح والسلام العالمي من جهة أخرى، وجدير بالذكر في هذه العجالة بأن المتغيرات العالمية المعاصرة وتقلباتها البعيدة المدى أثّرت على مفهوم المواطنة، وكانت السبب الرئيس وراء ظهور مفهوم جديد لها ألا وهو المواطنة العالمية.
بزوغ فكرة المواطنة العالمية عبر التاريخ
إن فكرة المواطنة العالمية ليست جديدة، حيث ذكرت الروايات بأن سقراط عندما سُئل إلى أي بلد ينتمي، لم يقل إنه أثيني، بل قال: (أنا مواطن من الكون)، ثم جاء ليبسيوس عام 1939م ليعلن بأن (العالم هو كله بلدنا). ولكن لم تكن فكرة المواطنة العالمية ذائعة على نطاق واسع في تلك الفترة، وقد ظهر هذا المصطلح بشكل أكثر وضوحاً في القرن الثامن عشر عندما أعلن كلٌّ من فولتير وفرانكلين وشيلير بأنهم مواطنون من العالم. وبنهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين حدثت تطورات أنعشت فكرة المواطنة العالمية، متمثلة في تزايد الوعي بالمشاكل البيئية العالمية، وتزايد الاهتمام بحقوق الإنسان، والتطور التكنولوجي وسهولة الاتصالات حول العالم، والتوسع الاقتصادي العالمي، ونمو التكتلات الاقتصادية.. وغيرها من التطورات العالمية التي جعلت المواطنة العالمية ضرورة ماسّة لمواكبتها. كما أنّ البعد العالمي للمواطنة بات من الأمور الحتمية، إذ بدأت المسافات تتلاشى بين الدول جغرافياً وثقافياً. ونتيجة لتلك التطورات حول العالم والمشكلات العالمية؛ أصبح من الواجب ممارسة نوع جديد من المواطنة تربط بين المحلية والعالمية. مما سبق نستطيع القول إن المواطنة العالمية ليست وليدة الحقبة التاريخية العالمية في العصر الحديث، وإنما هي نتاج كثير من الجهود المضنية والمحاولات المتراكمة المكدسة التي قامت بها الشعوب والحكومات والمنظمات الدولية والشعبية خلال خضم عهود التاريخ الماضية، وما نادت به الأديان السماوية التي تحمل القيم الإنسانية، وبخاصة الدين الإسلامي الذي جاء إلى جميع البشر، ونادى بمجموعة من القيم الإنسانية والمثل العليا: كالسلام، وحقوق الإنسان، والبيئة، والتعددية الثقافية، والاعتماد المتبادل.
تعريف المواطنة العالمية ومفهومها العالمي
تعددت تعريفات المواطنة العالمية، فقد عرّفها عناني بأنها: مجموعة من القيم مثل الانتماء، والمشاركة الفعّالة، والديمقراطية، والتسامح، والعدالة، وهي التي تؤثر على شخصية الفرد فتجعله أكثر إيجابية في إدراك ما له من حقوق، وما عليه من واجبات نحو كل من الوطن الذي يعيش فيه، وأمته، والعالم بأسره.
من التعريف السابق نستطيع القول إن المواطنة العالمية تنظر إلى كوكب الأرض باعتباره وطناً للجميع، يجب المحافظة عليه وصون موارده، وتنظر إلى الناس أجمعين باعتبارهم أسرة واحدة تحترم بعضها البعض وتتعايش بسلام في إطار من التسامح والتفاهم، وبوتقة احترام الخصوصيات الثقافية لكل شعب، إلى جانب امتلاك السلوكيات السليمة والواعية والمسؤولية للتغلب على كافة التحديات التي تواجه أجيال الحاضر والمستقبل. ونجد أن للتربية والتعليم وتلاوين اللغات دوراً قيادياً في بث ثقافة السلام والتسامح وحقوق الإنسان، ويُؤكد على ذلك أن ميثاق منظمة اليونسكو يبدأ بالعبارة الآتية البراقة: (لما كانت الحروب تبدأ في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تُبنى حصون السلام).
وفوق ذلك كله تُعد اللغات العالمية الوسيلة الأهم لتنمية المواطنة العالمية لدى الطلبة، ويمكن إتقان اللغات من أجل المواطنة العالمية في جميع المناهج الدراسية، عن طريق تناول مواضيع عالمية وتغطية عراقيل يعاني منها عالمنا المعاصر. واللغة تعتبر همزة وصل بين الأفراد والشعوب والملل، وهي جسر لا يمكن الاستغناء عنه في ربط الشعوب ببعضها البعض، كما أنها من أهم وسائل الاتصال وبخاصة في العصر الراهن الذي يعتبر عصر العولمة، حيث أصبح العالم كله مثل قرية صغيرة بفضل العلوم والتكنولوجيا المستحدثة. فمع تعلم اللغات المتعددة والقدرة على نطقها يستطيع أي فرد أو مجتمع أو بلد أن يوطدوا عرى الوشائج الداخلية والخارجية، وأن يتعاملوا فيما بينهم. ومما لا ينتطح فيه العنزان أن كل ثقافة تعود إلى جذورها الخاصة إلا أنها لا تزدهر إلا باتصالها مع ثقافات أخرى وتعاملها معها بفضل التعرف على تعدد اللغات. فالثقافات والحضارات التي لا تتعامل مع ثقافات أو حضارات الجاليات الأخرى، تعيش منعزلة وحيدة، ولا تبقى رزحاً من الزمن وإنما تنقرض وتذهب أدراج الرياح وتجر أذيال الخيبة. أما الثقافات والحضارات التي تعتقد في الحوار فيما بينها في إطار العولمة المغدقة فهي تتطور وتبتكر في جميع المجالات والمعتركات، ولا سيما في مجال العلم والأدب والثقافة والانسجام الجماهيري، ومن ثم تصبح اللغات العديدة وتعلمها أداة ضرورية لضمان حفظ السلام والأمن والرخاء والتماسك في العالم أجمع.
أهمية اللغات المختلفة في تطوير التفاهم المتبادل
أما بصفتي أنا باحثاً في مركز كلية مدينة العلوم العربية للبحوث التابعة لجامعة كاليكوت الهندية؛ فلا أستطيع أن أنكر أهمية اللغات والثقافات، في حين اللغات هي رمز للثقافات، وبدون إلمام باللغات لا يمكن الحصول على الثقافات المتنوعة. اللغات هي أقوى من المذاهب والديانات، لأن الديانات لا تنحصر في منطقة ولا تشمل على هوية خاصة ونمط واحد وسلوك عادي بل تتعدى إلى مناهج مختلفة. يمكن لنا أن نأخذ مثالاً من باكستان التي بناها مؤسسوها على فكرة الإسلام، ولكن ماذا حدث فيما بعد، لا يخفى على أحد منا أن برزت على خريطة العالم بلدة جديدة باسم بنجلاديش بناء على اللغة. أما جامعتي فهي كلية تشمل معظم اللغات الأجنبية مثل اللغة الفرنسية، اللغة الإسبانية، اللغة الفارسية، اللغة الألمانية، اللغة الإنجليزية، اللغة الصينية، اللغة العربية.. وغيرها من اللغات. وكثير من الطلبة من مختلف أنحاء الهند وخارجها يتجهون إلى هذه الجامعة لتعلم هذه اللغات الأجنبية، ولكن بعد المجيء إلى هذه الجامعة هم يعيشون مع الآخرين بطريقة وكأنهم ينتمون إلى أسرة واحدة. هذا التلاقح والانسجام والتعايش السلمي لا يمكن إلا بعد فهم الثقافات واللغات الأخرى. أما لغتي الأم فهي لغة مزيج من اللغة العربية واللغة الأردية والتاميلية والسنسكريتية التي تسمى اللغة المليبارية. أنا أتحدث مع الطلاب المنتمين إلى مديريتي باللغة المليبارية وأناقش في الصف باللغة العربية وأتكلم مع الطلاب الذين ينتمون إلى مراكز أخرى باللغة الإنجليزية، كما أمازح العمال البستانيين باللغة الهندية. أنا لا أخفيكم سراً بأن التعددية اللغوية هذه قد أفادتني كثيراً في مسير حياتي. أنا الآن أكثر ثقافة بعد ما درست وتعلمت هذه اللغات الجميلة المتنوعة. حين أتحدث العربية أنا أشعر أنني عربي أعيش في صحراء العرب، وحين أثرثر باللغة الإنجليزية أحس أنني طالب من أي جامعة أمريكية، بينما أقرأ اللغة الهندية فأعتبر نفسي الهندي الخالص الذي يعيش ويموت فقط لبلاده، أنا أشعر بهذه الأحاسيس المختلفة بفضل تعدد اللغات فقط. من اللافت هنا بأن فكرة التعددية اللغوية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمواطنة العالمية، حيث يضع شخص هنا هويته مع المجتمع الدولي فوق هويته كمواطن من أي دولة خاصة أو مكان معين مثل اللغة التي لا يحدها حد ولا يقيدها أي قيد. بل اختلاف الألسن واللغات هو آية من آيات الله. والآيات هي عالمية مثل المواطنة العالمية. ولعله من المناسب أن أشير هنا إلى أن عدداً كبيراً من الأدباء والأديبات في الهند بغض الطرف عن نظرائهم في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا؛ يرون في التعدد اللغوي إثراء وازدهاراً للثقافات والروابط الثنائية.
الهند في مجرى تحقيق المواطنة العالمية
الهند هي بلاد الثقافات والحضارات واللغات المتنوعة، بعد مجيء العولمة وما أتت به من تحولات سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية؛ ازداد خطر هيمنة اللغة الإنجليزية على اللغات الأخرى الكائنة في الهند أيضاً، ما يمكن أن يؤدي إلى إخفاء اللغات الأخرى. ولكن الجانب الإيجابي لهذه العولمة أنها جاءت بمصطلح (المواطنة العالمية Global Citizenship) المصطلح الذي نال رواجاً كبيراً في أنحاء العالم قاطبة. الهند بالنسبة للدول الأخرى نالت الحظ الأوفر من هذه الظاهرة بفضل التعددية اللغوية، لأن تعدد اللغات وسيلة أساسية من وسائل التواصل ووعاء معرفي يحوي التجارب والأفكار. ولذلك يليق بنا أن نفتخر بأن الهند هي الدولة الوحيدة في العالم التي يسكن في فضائها عدد كبير من الثقافات واللغات والديانات والحضارات بسلامة بفضل السياسة الحكيمة لقادة بلادنا، فالهند هي بلاد نهرو وغاندي وبوذا، وهم من أعطوا فكرة الانسجام الطائفي والعرقي والديني، وأعطوا لكل منطقة وولاية حق لغتها وثقافتها. الهند هي أول دولة قدمت فكرة (المواطنة العالمية) إلى العالم عن طريق التفاهم الثقافي بين الولايات المختلفة من كشمير أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب كانياكوماري. ولولا هذا النهوض المبارك ولولا هذا الإيمان بالسلام والتسامح الإنساني واحترام كل ثقافات الآخرين وتقديرها والتعايش مع كل الناس؛ لما استطاع وطننا أن يصل إلى كل هذا الفضاء المضاء، بمشاريع واسعة الأفق رفيعة التحديق والتألق، أضف إلى ذلك أن الهند تعتبر ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، إذ يتجاوز عددهم أكثر من بليون نسمة، وهي أول دولة في العالم من حيث اللغات. ونظراً لهذه الكمية الهائلة من السكان وحركة الاغتراب والنزوح من منطقة لأخرى؛ شكل تنوع اللغات ظاهرة واسعة الشيوع والذيوع في جميع المناطق الجغرافية لا في الهند فحسب بل في نواحي العالم أجمع. وطبقاً لمستوى اللغات، لا تقل الهند تنوعاً، ففيها أكثر من مئة لغة ولهجة، تندرج اثنتان وعشرون لغة منها في قائمة دستور البلاد، وأفادت الإحصاءات مؤخراً التي أجراها المسؤولون الرسميون أن خمساً وستين من المجموعات السكانية في الهند تتحدث بلغتين أو حتى ثلاث لغات، وهذا مؤشر واضح وضوح الشمس في رابعة النهار على أن التعدد اللغوي في الهند ليس ظاهرة مهجورة ومطمورة، وإنما هو أمر طبيعي. ليتنا نحسن استخدام اللغات، لنمد قناطر التواصل بين الأمم، ونسعى نحو مزيد من الاطلاع النابع من إجادة لغة أو أكثر لتضيء دروب المعرفة والمعطيات اللازمة على أمل أن يعم الاستقرار العالم، حين يتوافر مزيد من الفهم لحقيقة الآخر المجهول، فما أروع سطوة اللغات حين يتم توظيفها لدعم التواصل بين الشعوب.
الاتصال أو التواصل يسد فجوة توجد بين الشعوب والمِلل والطبقات والثقافات، وبالتالي هذا الاتصال لا يمكن إلا بتعلم اللغات المتعددة حسب ما تقتضيه الظروف، للدخول في مرحلة جديدة وهي مرحلة (المواطنة العالمية). يا حبذا لو تنسى كل المِلل والأقوام أولوياتها لتركز على بناء اللغة والثقافة والمنطقة لنهتف بشعار الأمم المتحدة بصوت جهوري ونصرخ: (اللغات المتعددة وعالم واحد). في الحقيقة إذا دققنا النظر في لغات العالم نجد أنها عنقود من الأزهار يتعلق بشجر واحد، وهذا الشجر يمكن أن يسمى شجر العالم أو شجر العولمة أو شجر الإنسانية، حينما نعيش تحت ظلال هذا الشجر نكون أسرة واحدة ونكون مواطنين عالميين نتحدث بلغات مختلفة وننتمي إلى ثقافات متنوعة، ولكننا نبقى نعيش معاً باحترام وتقدير للآخرين. أنا شخصياً أتحدث أربع لغات: العربية والإنجليزية والأردية والمليبارية، وأفتخر في التحدث بهذه اللغات المتنوعة، لأن كل لغة تمهد سبيلي إلى ثقافة أخرى. ومن خلال التعرف على الثقافات المتبددة أنا أعيش حياة تحمل في طياتها تجارب شعوب تلك اللغات، وتعبر عن إحساس رائع فريد.
كلمة أخيرة
في الختام يحلو لي أن أقول إن اللغات لها دور ريادي في بناء المجتمع والتفاهم مع الآخرين من مختلف الثقافات والديانات. وبدون فهم الثقافات المتنوعة وتعلم اللغات العديدة لا يمكن لنا أن نحقق أحلام المواطنة العالمية بكل معنى الكلمة، بجانب ذلك هذا عصر برز فيه عدد لا يستهان به من اللغات المحلية والإقليمية والعالمية التي لا مندوحة منها. والحق أن التطور والازدهار والوئام الجماعي يكمن في احترام التعدد اللغوي والثقافي والحفاظ على اللهجات واللغات الأجنبية. ولا شك أن تبديل المواقف تجاه اللغات عملية وعي حضاري وتراثي، ولنا أن نأخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار والجدية، فالأمة في مسيس الحاجة إلى تعلم شتى اللغات كمصدر للأمن والأمان والتعاون الدائم قلباً وقالباً عبر شبكة من العلاقات الطيبة المثمرة، وهو بالفعل حبلنا المتين وهتافنا الوحيد نحو التفاهم والتفاعل والتقدم السباق والازدهار الوثاب في هذا العالم المعولم المفعم بطفرة التقنية. كما لا يفوتني هنا أن أقدر جهود منظمة اليونسكو في سبيل التفاهم الثقافي والمواطنة العالمية من خلال استخدام تعدد اللغات المتوافرة في جميع أنحاء العالم.
وقد حددت مواصفات المواطنة العالمية على النحو التالي:
• الاعتراف بوجود ثقافات مختلفة.
• احترام حق الغير وحريته.
• الاعتراف بوجود ديانات مختلفة.
• فهم وتفعيل أيديولوجيات سياسية مختلفة.
• فهم اقتصاديات العالم.
• الاهتمام بالشؤون الدولية.
• المشاركة في تشجيع السلام الدولي.
• المشاركة في إدارة الصراعات بطريقة اللاعنف.