بسبب جائحة كورونا، توقفت جميع المناشط الثقافية، ومن ضمنها المسرح، وعندما بدأ بالانحسار وتم الرجوع إلى الحياة الطبيعية مع تطبيق الإجراءات الصحية والتي من ضمنها التباعد، بدأ الناس يرتادون المقاهي، وأقيمت بعض المناسبات الثقافية التي يكون الحضور والمرتادون لها محدوداً، و كان لمسرح الطائف رغبة بالحضور وتقديم عرض مسرحي مع الأخذ بكل الاجراءات الوقائية، وكذلك أقامت جمعية الثقافة والفنون فرع الدمام مهرجاناً مسرحياً للمونودراما والديودراما، ولتسليط الضوء على تلك التجارب قال الأستاذ سامي الزهراني - ممثل ومخرج ورئيس فرقة مسرح الطائف ومنسق لجنة الفنون المسرحية بجمعية الثقافة والفنون بالطائف وأمين عام مكتب الهيئة الدولية للمسرح بالسعودية - إن العودة كان بها العديد من التحديات لأن جائحة كورونا لم تنته بعد، فالمسرح عمل اجتماعي من بداية البروفات إلى أن يقدم العرض على الخشبة ومن متطلبات الوقاية من كورونا هو تطبيق التباعد الاجتماعي فكان هناك صعوبة كبيرة في تأدية البروفات وأصبحت تأخذ جهداً ووقتاً أكثر من المعتاد، الحب غير المحدود لأعضاء فرقة مسرح الطائف للمسرح والتلاحم وروح الفريق الواحد هي من جعلت تحدي المسرح لكورونا ممكناً، استطعنا من خلال التعاون مع لجنة الفنون المسرحية بجمعية الثقافة والفنون وضع خطة إستراتيجية نأخذ فيها بعين الاعتبار كل الاشتراطات الصحية للوقاية من كوفيد - 19 من خلال التعقيم وتطبيق التباعد الاجتماعي مع وضع الكمامات، كما حرصنا على تقديم عروض بها عدد ممثلين أقل ومدة عرضها لا تتجاوز (40) دقيقة وبالفعل تم تقديم أول عرض مسرحي في ظل جائحة كورونا وهو مسرحية المونودراما (ممثل واحد) ملف إنجليزي وهي من إخراج وتمثيل مطر زايد ثم قدمنا مسرحية الديودراما وهي مسرحية نعتمد فيها على شخصيتين مسرحيتين فقط في العرض، عنوان المسرحية (نقطة آخر السطر) وهي من إخراج عبدالإله السحيمي ثم عرضنا عرض الفرقة الرسمي المعنون (كافي) وهو من إخراج سامي الزهراني، بعد أن كسرنا جمود المسرح في المملكة من مدينة الطائف أردنا أن نشارك المسرحيين السعوديين كسر هذا الجمود في مختلف مناطق المملكة فاتجهنا إلى المنطقة الشرقية مدينة الدمام تحديداً للمشاركة في الملتقى المسرحي للمونودراما والديودراما بعرضين وهما (ملف إنجليزي، نقطة آخر السطر) ثم توجهنا إلى مدينة جدة وقدمنا مسرحية ملف إنجليزي ضمن احتفالية (جينا من الطائف) التي قدمتها جمعية الثقافة والفنون بالطائف واستضافتها جمعية الثقافة والفنون بجدة.
وعن المسرحيات التي قدمت بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون بالشرقية ،قال الزهراني أنها جاءت للمشاركة في الملتقى المسرحي الديودراما والمونودراما الذي قدمت فيه العديد من الفرق تجاربها المسرحية وكانت مشاركة فرقة مسرح الطائف مميزة في هذا المهرجان فقد شارك عضو فرقة مسرح الطائف الأستاذ فهد الحارثي في تحكيم مسابقة النص بالملتقى كما شارك الأستاذ أحمد الأحمري في الندوة الفكرية بالملتقى بورقة بعنوان (تشكيل الصورة البصرية في عروض المونودراما) وشاركت بورقة بعنوان (مساحات الاتصال الجمالي عند ممثل المونودراما) وشارك عدد من أعضاء فرقة الطائف أيضاً في الندوات التطبيقية التي كانت تعقب العروض المسرحية لقراءتها وتحليلها، كما حظي مجموعة من أعضاء فرقة مسرح الطائف (فهد الحارثي، وأحمد الأحمري، وأنا) بالتكريم في حفل ختام الملتقى بحضور رئيس هيئة المسرح والفنون الأدائية الأستاذ سلطان البازعي، والأستاذ عبدالعزيز السماعيل رئيس مبادرة المسرح الوطني، والأستاذ يوسف الحربي رئيس جمعية الثقافة والفنون بالدمام.
أما عن مشاركة فرقة مسرح الطائف بالتعاون مع لجنة الفنون المسرحية بجمعية الثقافة والفنون بالطائف فتأتي تعزيزاً لمبدأ الشراكة بين الفرقة والجمعية الذي استمر لأكثر من 30 عاماً فجمعية الثقافة والفنون بالطائف ممثلة في مديرها الحالي الأستاذ فيصل الخديدي كانت أكبر داعم لمسيرة فرقة مسرح الطائف وشريك نجاح في كل نجاحات الفرقة السابقة والقادمة إن شاء الله، إيجاد منصة عرض أخرى في مدينة أخرى هي من أهم ما تتطلع إليه فرقة مسرح الطائف لذلك تجدها تتحرك في مختلف الاتجاهات وبجهود ذاتية لدفع الحراك المسرحي السعودي إلى الأمام لإيمان أعضائها بدورهم التنويري نحو المجتمع وتعزيز مبدأ المثاقفة ما بين العاملين في المجال الثقافي والفني، المسرح أحد هذه المجالات وهو بحاجة ماسة للتعريف به وتقديمه بصورة رائعة وبجودة عالية للجمهور الكريم وهذا ما تحرص عليه الفرقة في مختلف مشاركاتها داخل وخارج المملكة.