جاءت قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر لتشكل محطة جديدة وجدية لطرح إستراتيجية لمعالجة القضايا والمشكلات البيئية والمحافظة على سلامة البيئة وحمايتها وهي مبادرة إقليمية للتعاون في مجال العمل البيئي والمناخي.
عُقدت في 25 أكتوبر 2021 القمة الأولى لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر في مدينة الرياض بمشاركة عدد من قادة الشرق الأوسط وأفريقيا والمسؤولين الدوليين في قطاع البيئة والتغيّر المناخي.
اتفق المشاركون على أهمية العمل المشترك لوضع برنامج عمل إقليمي لمواجهة التحديات وتحقيق أهداف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر من أجل التنمية المستدامة للمنطقة والحفاظ على التنوع الإحيائي فيها واستعادته بما يعود بالفائدة على الجميع.
ومن أهداف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر دعم الجهود والتعاون في المنطقة لخفض الانبعاثات الكربونية وإزالتها من خلال الحلول الطبيعية والتكيف بأكثر من 1 % من إجمالي الإسهامات العالمية الحالية، وزراعة 50 مليار شجرة في المنطقة، بما يحقق نسبة 5 % من المستهدف العالمي للتشجير.
وبالرغم من أن الأشجار تستهلك المياه، إلا أنها تسهم في إدارة مساقط المياه وتنظم تدفقه فضلاً عن أهميتها في صد الرياح وفي كونها أحزمة خضراء تحمي التربة والمزروعات من الرياح والتعرية وأثبتت الأشجار جدواها في مقاومة التلوث الهوائي الناتج عن العواصف الترابية والرملية.
تعد زراعة الأشجار طريقة فعالة من حيث التكلفة لمكافحة تلوث الهواء، فوفق آخر الدارسات فإن معدل تخفيض جسيمات التلوث بالقرب من شجرة يتراوح بين 7و 24 في المئة لذلك فإن زراعة 50 مليار شجرة سيساعد على امتصاص الهواء الملوث وإمداد الجو بغاز الأكسجين النقي.
إن قرار إنشاء منصة تعاون دولية لتطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون وتأسيس مركز إقليمي للتغيّر المناخي وإنشاء مجمع إقليمي لاستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه وتأسيس مركز إقليمي للإنذار المبكر بالعواصف للإسهام في تقليل المخاطر الصحية الناتجة عن موجات الغبار هي إجراءات عملية لمتابعة تنفيذ قرارات القمة وأهداف المبادرة وتوفير المرافقة المادية والفنية لإنجاز البرامج المتفق عليها.
كانت المبادرة ضرورية في ظل ما وصل له الوضع البيئي في المنطقة من تدهور ووجب الآن مواصلة المتابعة والحرص على تنفيذ برامج عملية وإحداث مراكز متقدمة في البلدان الملتزمة بهذه المبادرة.