أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) جزءًا لا يتجزأ من العديد من الصناعات والقطاعات حيث أفرزت الجهود البحثية والتطويرية التي تمت بسرعة خلال السنوات القليلة الماضية خاصة في ظل جائحة كورونا نقلة نوعية وسريعة في الاستخدامات المدعومة بقدرات الذكاء الاصطناعي في مجالات الحياة كافة وخاصة في الرعاية الصحية والصناعة والنقل مرورا بتقنيات المالية والسياحة والتسوق والترفيه، لقد غيّر الذكاء الاصطناعي أسلوب حياتنا وآليات عملنا والمبادئ التي نعيش ونعمل ونتواصل بها.
لقد أدت البحوث التطبيقية الجادة في تطوير خوارزميات معقدة وأنظمة حوسبة قوية استنادا على تحليل كميات هائلة من البيانات إلى نجاحات متتالية في قدرات الذكاء الاصطناعي حيث صار ممكنا لأنظمة الذكاء الاصطناعي القيام بتحليل كميات مهولة من البيانات الضخمة والمعقدة، وبالتالي تساعد مخرجات تلك العمليات تعرف التطبيقات والروبوتات والآلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي عبر إنترنت الأشياء إلى التعرف الدقيق على مختلف الأنماط والتخطيط والتنفيذ للعمليات بناء على تنبؤات دقيقة، كل ذلك حدث ويحدث في الوقت الحالي، والقادم أكثر تطورا.
إلا أن ذلك كله لم يشفع للذكاء الاصطناعي من تخوف الكثيرين مما يحمله في طيات خدماته وقدراته مما قد يسببه من أضرار أو تحديات وآثار جديدة في المستقبل، خاصة ما يتعلق بالمخاوف المتزايدة بشأن الخصوصية والأمان، والحدود الأخلاقية التي تقف عندها قدرات الذكاء الاصطناعي ليس عجزا بل احتراما للمعتقدات والأعراف والتشريعات التي تؤدي عند الحفاظ عليها إلى سلامة النظام البيئي والصحي والاجتماعي للبشرية، خاصة وأن الذكاء الاصطناعي صار شيئا فشيئا أكثر اندماجًا في حياتنا، فمن الضروري النظر في تأثيره المحتمل على المجتمع والموارد البشرية وخصوصية المستخدمين أفرادا ومجتمعات.
في كل الأحوال يؤدي التطور السريع للذكاء الاصطناعي إلى الحاجة إلى تعزيز مساحة آمنة لقدراته المتنامية والتوقف دائما عند حدود أخلاقية لا يسمح بالتنازل عنها، ويتم ذلك بالعمل المستمر على التنبؤ بقدرات ومسارات الذكاء الاصطناعية التطويرية ومعالجة التجاوزات الأخلاقية او الانتهاكات الفكرية إن وجدت. فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي بشكل عام.
إن الفرصة سباق الرقمنة تتضاعف قيمتها وأهميتها مع اقبال الجميع على تعلم واكتساب مهارات العمل في البيئة الرقمية أيا كان مجال عملها في التعليم او الصحة او الخدمات الاجتماعية او السياحة او الاستثمار او في الصناعة او التجارة او في بقية مجالات العمل الأخرى
ولا يخفى على كل متابع ذلك التنافس الذي تزداد شدته بين الكثير من دول العالم التي ترى من خلال الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي مستقبلا بدأت البشرية تقطع أولى خطوات الطريق الذي يعبر من خلاله نحو المزيد من تطوير أساليب الحياة والرفاه للمجتمعات بل وحتى في المجالات العسكرية والحروب والتمكن من التأثير عالميا
ولذا فإن المملكة العربية السعودية ومن خلال مستهدفات روية 2030 قد حازت مراكز متصدرة في فورميلا الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي وتفوقت باقتدار على معظم الدول التي تصنف أنها متقدمة حيث حققت الريادة في الكثير من المجالات ذات الصلة سواء على مستوى التعاملات الإلكتروني، او التطور الصحي الرقمي، أو في تهيئة وإدارة وانشاء المدن الذكية أو في تطوير واختراع واستثمار الكثير من سيناريوهات عمل الذكاء الاصطناعي. ولعل في حلول البيئة النظيفة ومبادرات السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، وأنسنه المدن، وخدمات الإسكان والمياه وإدارة الحشود وتوطين التقنيات والصناعات المختلفة الكثير من الشواهد على تلك المنجزات والخطوات الثابتة والمتسارعة نحو المزيد من التفرد بالمميز والمتطور في توظيف قدرات الذكاء الاصطناعي واستيعاب مستجدات.
وهكذا تستمر تجارب وأبحاث تطوير الذكاء الاصطناعي ورصد الآثار المستقبلية مقارنة بالوضع الحالي، مع الأخذ في الحسبان الاعتبارات الأخلاقية والمجتمعية المتأثرة باستخدام الذكاء الاصطناعي لضمان تطويره بشكل مسؤول، وإن كانت المخاوف تزداد مع اتساع تطبيقات الذكاء الاصطناعي على القوى العاملة فإن تلك المخاوف مردها الى مقاومة التغيير ليس إلا اذا أن المهن التي يحل فيها الذكاء الاصطناعي محل الانسان هي مهن اما خطرة او شاقة او تحتاج الى دقة متناهية او سرعة لذا يحل الذكاء الاصطناعي فيها لخدمة الانسان والتسهيل عليه ويعود ليتموضع في وظائف افضل واكثر امانا وأقل مشقة لكنها قد تحتاج إعادة تأهيل واكتساب لمهارات جديدة، إذ أن المتوقع أن يتسبب دخول الذكاء الاصطناعي في مهن كان يشغلها البشر بإيجاد فرص عمل جديدة وكثيرة، كما أنه عام مؤكد في تحسين الإنتاج، وبالتالي نمو اقتصادي تقني.
إلا أن المخاوف بشأن الخصوصية وعدم الموضوعية أو التحيز لا زالت هواجس حقيقية قائمة ويجب استيعاب الحلول المنظمة لها في التشريعات والأنظمة التي يتم سنها لبيئة عمل الذكاء الاصطناعي بما يكفل الالتزام بمبادئ توجيهية أخلاقية واضحة تؤطر عمل برمجة وتطوير وتشغيل واستثمار أنظمة الذكاء الاصطناعي لضمان استخدامها بأمان.
وفيما يلي مهن أعتقد أنها ضرورية وموجودة أو قادمة في كل مؤسسة بدأت العمل بالذكاء الاصطناعي:
- مبرمج خوارزميات الذكاء الاصطناعي
- مطور برمجيات الذكاء الاصطناعي
- محلل نظم الذكاء الاصطناعي
- مخطط ذكاء اصطناعي إستراتيجي
- أخصائي صيانة آلات الذكاء الاصطناعي
- دعم فني ذكاء اصطناعي
- أمن بيانات ذكاء اصطناعي
- محلل بيانات ذكاء اصطناعي
- منسق أعمال الذكاء الاصطناعي
- منسق عمليات الذكاء الاصطناعي
- مسوق منتجات الذكاء الاصطناعي
- مدير مشروع يدار بالذكاء الاصطناعي
- متابعة دقة إنجاز الذكاء الاصطناعي
- محرر سيناريوهات عمل الذكاء الاصطناعي
- أخصائي قانوني لمراجعة مهام ومخرجات الذكاء الاصطناعي
- محلل فرص أعمال الذكاء الاصطناعي