ما كنتُ أحسبُ أنّ قلبكِ يمتلي عشقاً وصدركِ بالملامةِ يغتلي
وتُحمّليني ما جَنتْ أقدارُنا بفراقِنا جَوراً وما لَمْ أفعلِ
كُفّي ملامَكِ يا حَبيبةُ واسْمعي وتَحقّقي قبلَ النَّدامةِ واسألي
وتذكّري أيامَ وُدٍ عِشتِها وشدوتِ فيها بالغرامِ كبُلبُلِ
فيها وهبتُكِ خافقي ومودّتي ومشاعري وقصائدي وتأمّلي
أوقدتُ كفّي في ظلامكِ شَمْعةً كي تَستضيئي في الدُّروبِ وتُشْعلي
لكنّني ما ذقتُ من بِرِّ الهوى ومِن السَّعادةِ ذرَّةً من خَردلِ
فلقد حَجبْتِ ضِياءَ وجْهِكِ بَغْتةً وتَركتِني في غَمْرةٍ لا تَنْجلي
ولَكَم سَعيتُ إلى وِصالكِ راغباً أرجو الرِّضا وأودُّ أنْ لا تَبْخلي
وأقمْت ُدَهراً أرتَجي أن ترجِعي ويثوبَ رُشدُكِ للصَّوابِ وتَعقِلي
لكنّني لم أجنِ مِن صبري سوى حَرِّ الوقوفِ على سرابِ القَسْطَلِ
إني بِحُبِّكِ لم أزلْ رغم النَّوى ذاك المتيَّمُ بالغرامِ المُبتلي
رغمَ السنين وقد أطالَ مُرورَها عَبَثُ المشيبِ ورغمَ طولِ تَبَتُّلي
أرنو إلى يومِ الّلقاءِ وأرتَجي أملاً يُذكِّرُ بالزَّمانِ الأوَّلِ
عُودي إليّ فَفي فُؤادي مُضغَةٌ تَهفو إليكِ وتَستقيلُكِ فانْزلي
ودَعي الّذي قَد مَرّ ذِكرى مُرةً لِنُبَدّلَ العَسَلَ الّلذيذَ بِحَنْظَلِ
وننالَ مِن أيّامنا ما حَرَّمَتْ يوماً علينا مِن رَحيقٍ سَلسَلِ
ما زال في كأسِ الحَياةِ بَقيَّةٌ فَلْنَحْيَها في ظِلِّ عَيْشٍ أخْضَلِ
مُستَمسكينَ بِجَذْوةٍ لا تَنْطَفي ووُرودِ عَشْقٍ في الهوى لَم تَذْبُلِ
إنّا بَدأنا قِصَّةً لا تَنْتَهي هيّا نُواصِلْ سَيْرَنا.. وَلْنُكْمِلِ