مجلة شهرية - العدد (581)  | فبراير 2025 م- شعبان 1446 هـ

الراحلون

رحلـــوا عنك خلَّفُوك وحيدا        ساهمَ الطَّرف واهناً مكدودا
ما تبقَّى لديك منهم سوى أطـــ        ـيافهم تملأ الفضاء المديدا
ما تبقّى منهم سوى ذكرياتٍ        تشعل القلب لهفة وكُمودا
هاهنا مجلسٌ تعوَّدتَ أن تلـ        ـقاهمُ فيه هانئاً وسـعيدا
تقْطعون الساعاتِ في كل فنٍّ        حكمةً أو فكاهة أو قصيدا
أو أداءً مُجَوَّداً مــــــن مُغَنٍّ        يعزفُ (الأورج) تارة والعُودا
غادروه ومــــا لبثتَ مقيمـــــــاً        تتحـــــــرَّى ارتحالك الموعـــــودا
تتسلَّى بمنظر الشمس تخطو        نحـــــــو غاياتها وئيداً وئيدا
رحلتْ دون أن تقول وداعاً        تقتفي خطَّ سيرها المعهودا
هل ترى في مغيبها ما يُمَنِّيـ        ـكَ بِعوْد الرفاقِ عَوْداً حميدا؟
إن تَغِبْ ليلَها فصُبحاً ستأتي        ستراها اكتستْ دثـاراً فريدا
لكنِ الصحبُ غادروكَ لتبقى        يائساً بائساً شريداً طريدا
تحتسي قهوة المساء وحيداً        لا ترى في الوجـود شيئاً مفيدا
ما ظننتم أن اللقاء سيتلو        هُ فراقٌ وإنْ تراءى بعيدا
سُنَّةُ الكون تلكَ نغفُلُ عنها        فنظنُّ الوصالَ حبلاً مديدا
كلُّ وصلٍ يليهِ حتماً فراقٌ        فالمآل الزوالُ ليس الخُلودا
فترقَّبْ من بعد يومِ سرورٍ        أنْ تَرى محنةً وكرْباً شديدا
وإذا ما الجراحُ جفَّتْ توقَّعْ         أنْ تزيدَ الجراحُ جُرحاً جديدا
وإذا ما افتقدتَ يوماً حبيباً         فارتقبْ يوم أن تكونَ الفقيدا

ذو صلة