وشعري عليه المجدُ بعض ملامحي وصادق إحساسي وإلا فحاطب
وقد كنت أدعو أن أكون مداوياً وللقلب جرّاحاً فهذي المطالب
فصرت طبيب القلب بالشعر جارحاً وداويت بالأشعار من هو لاهب
بعثت بها روح الجنون وظالماً يبيد أحاسيساً وليس يعاتب
مخافةَ بطش من رماح عواطفي ومن رحِم الأشعار تأتي النوائب
فطبّبت بالأحزان أحزان أمة وفي الكي والجَرْح الشفاء لواجب
ولكن أشعاري وليدة شقوتي وسجني بدار العشق حيث أغالب
يضيق علي السجن حين قصيدة تغنى ولا وجه الحبيب يداعب
فمن للطبيب اليوم يجرح داءه ليُشْفى ولو كيا بما قد يواكب
لأن عذاب البعد فيّ مفازة بها يهلِك العطشى وتُنْهى السحائب
فهذا حسابي ما حييت وإن أمت فشعري وحيد في أساه يناغب
ومن قدرة الأحزان وحّدت أمة بِلَهْفَى لودي يا صديقي سوائب
فبالحزن وحّدت الدموع لأمة فصارت محيطاً والأماني طحالب
فما دمعة إلا وتمسك هُدْبها فتدفعها أخت لها وهْي ناحب
وإن قلت شعري في المحيط سفينة وحرفيْ شراع للنجاة يحارب
فقد قلت حقاً يا صديقي وواقعاً فقطّانها حسّي وعقلي المصاحب
بها كل زوج من فريد وأخته لبر الأمان القصد والله واهب
أنا كل إنسان ولون وفكرة كتبت بهم شعراً وحبري المواهب
ونوحٌ بنفسي يتبع الخطو نفسه على خطو رُسْل الله منه المذاهب
ولي في جميع الخلق بعض صفاته ولي أصبحت سِيْدٌ وجن عصائب
قطفت المعاني قطفة ثم قطفة ومنها رياحيناً عليها نقائب
وشعري ابتداع حيث بدعة خاطري بروض قصيدي رَوْحُ زهر وواجب
فيا نفس سلطان المعاني مجامعاً إليك شددت الرحل والفكر واثب
فماذا عسى شعري يضيف لما أرى سوى ما يقيم الحق حين تُنَاصب