مجلة شهرية - العدد (581)  | فبراير 2025 م- شعبان 1446 هـ

قناع يتمزق

يزيحون متاعبهم جانباً، ثم يجيئون بأوجهٍ جديدةٍ، يخلعون عنها أثر الموت، وقصصَ الرحيل والمنافي،
يعلقونها على مشاجب أرواحهم
يجيئون، وفي ملامحهم المطلية بالفرح،
يحتشد شموخهم المرهق جلياً، رغم المساحيق التي لا يمكن أن تلون حزن العيون،
يشاركون العالم في هموم أيامهم، في المتاعب العابرة،
فيما نظنهُ فرحاً، يسرقون ضحكة صغيرة هاربة من شقوق حياتهم الضيقة،
كي يغفل عنهم الموت.. يخبئون حزنهم الذي نعرفهُ جيداً، يخبئونه بعيداً، ويرتدون ما يمكن أن يخدع الأمل.. ما يمكن أن يجيء به ولو بالخطأ..
قال أحدهم -وقد تمزق قناعهُ الجديد- :
لماذا يستدل علينا الموت حتى وهو ينهزم..
أيُ قناصٍ ماهر تدرب على اكتشاف أوجهنا المتعبة
من أول طلقة..
يجيئون بالكثير من ذاكرة الخسارات
يدفعون بها كي تضلل الموت
كي يحصلون على القليل من حياة على الحافة..
القليل قبل أن يمضون في طريق العودة
لاستعادة أوجههم المتعبة..
قناع الحقيقة
يرتديه على ألم..
ألم يئن في كل حاسة
يرتديه..
ولا يظهر سوى وجهه الحقيقي
قناع ينزع نفسه
حين ينزعه آخر الليل
ينظر إلى وجهه
في المرآة
إلى وجع كان ينتظر عودته بشغف
قناع القناع
يكتشف عدد المفقودات
من ملامحه
كلما ارتدى قناعاً جديداً
-------------------
*نصوص مستوحاة من أعمال الفنانة آلاء الشوا

ذو صلة