مجلة شهرية - العدد (583)  | أبريل 2025 م- شوال 1446 هـ

كتاب العام: جائزة نادي الرياض الأدبي

تعد الجوائز الأدبية والعلمية التي تمنحها بعض الدول والمؤسسات الأكاديمية للأعمال الأدبية والعلمية المتميزة؛ امتداداً للجوائز التي كان يحظى بها الشعراء والأدباء والعلماء في عصور الأدب الزاهية.
وفي العصر الحديث أصبحت أهمية الجوائز الأدبية والعلمية تكمن في قيمتها المعنوية أكثر من قيمتها المادية؛ لأنها تنطوي على الإشادة بالعمل الإبداعي الذي فاز بالجائزة، والنظر بعين التقدير والإعجاب لصاحب العمل الفائز.
وامتداداً لعناية نادي الرياض الأدبي بالحركة الثقافية في المملكة، وتشجيعاً للإصدارات الثقافية المتميزة، ورغبة في حفز همم المؤلفين على الإبداع، والإضافة النوعية لحركة النشر والتأليف؛ أعلن مجلس إدارته عن جائزة تحمل اسم (كتاب العام). تمنح للكتاب الذي يفوز من خلال آراء المرشحين ولجان التحكيم, بحيث يكون قد صدر في الفترة المحددة. وتسهم الجائزة في دعم التأليف والإبداع، وتشجيع صنوف التأليف في شتى ألوان العلم والمعرفة. وتم إسناد مهمة أمانة الجائزة إلى رئيس النادي د.عبدالله الوشمي. وقد جاءت هذه الجائزة بآلية جديدة لمفهوم الجائزة، إذ أنها تذهب للكتاب، وذلك من خلال الاستبانات المتعددة التي توزع على جمهور واسع من الأكاديميين والمثقفين والإعلاميين والمؤسسات والهيئات العلمية والثقافية لترشيح أبرز الكتب الصادرة مؤخراً، ومن ثم يستحق الكتاب الفائز هذه الجائزة.
 وكان وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة رعى مساء يوم الإثنين 5 ديسمبر 2011م في مركز الملك فهد الثقافي، جائزة نادي الرياض الأدبي (كتاب العام) التي فاز بها مناصفة الدكتور عبدالعزيز العقيل، والدكتور سعود الحسين، عن تحقيقهما كتاب (ما يعول عليه في المضاف والمضاف إليه) لمحمد الأمير بن فضل الله المحبي في مجلداته السبعة. والمقدمة من بنك الرياض، كما كرم معاليه أعضاء مجلس إدارة النادي السابق.
وقال خوجة في الكلمة التي ألقاها في الحفل: تشهد الثقافة في بلادنا مرحلة مزدهرة, جاءت عبر مرحلة انتخابات الأندية الأدبية, التي تعد مرحلة ربيع, بها دروس مفيدة تؤسس لثقافة الحوار والتنوع والتجديد.. للإسهام في تطوير المشهد الثقافي، مما سيسفر عن مزيد من الإبداع.. مشيداً بأهمية الاحتفاء بالكتاب وأهله، بوصفه من أهم المعاني التي علينا أن نلتف حولها للاحتفال به.
وأضاف أن لجائزة كتاب العام بعدين مهمين: أولهما: أن للجائزة مذاقها الخاص، لكون المؤلف قريب عهد بنا مقارنة بآخرين ممن عاشوا في عصور أدبية سابقة. أما الثاني فلكونه كتاباً موسوعياً في اللغة والأدب, مما جعلني أجد متعة فيما حواه من دقائق اللغة والأدب والأسطورة. مؤكداً أن الكتاب يكشف لنا أهمية الاحتفاء بتراثنا العربي، الذي يعلمنا الكثير من القيم العربية التي يأتي في مقدمتها حب العلم، والتحاور فيما يحفل به تراثنا العربي من كتب تحبب إلينا البحث والقراءة، وبخاصة فيما يحفل به تراثنا من مؤلفات موسوعية. وشدد على أهمية التحقيق لمؤلفات التراث بوصفه جسراً يعرفنا بكنوز تراثنا المعرفية والعلمية.
وبيّن وزير الإعلام أن من بين ما يعول على المؤسسات الثقافية الاحتفال بالكتاب عبر صيغة وآلية من خلال مجلس إدارة النادي التي حرصت على أن تكون مساهمة. مشيداً بدعم بنك الرياض لجائزة كتاب العام.
 كما تحدث نائب الرئيس التنفيذي لبنك الرياض الأستاذ محمد الربيعة في كلمة استعرض ضمنها ما تمثله المسؤولية الاجتماعية عبر الشراكة بين مؤسسات المجتمع المدني. مؤكداً في كلمته أن المسؤولية الاجتماعية بحاجة إلى مرتكزات ثلاثة أولها النمو الاقتصادي، وثانيها التقدم الاجتماعي، وثالثها حماية البيئة.
وشهد الحفل كلمة للدكتور العقيل تحدث فيها عن الكتاب الذي تميز بالموسوعية وربطه للمادة اللغوية بالنص، وغزارة الشواهد التي أوردها المحبي, إذ بلغت 4300 شاهد مما شكل عبئاً على تحقيق الكتاب, حيث قارب المحققان 900 مرجع لتتبع ما حفل به الكتاب من شواهد من القرآن الكريم والسنة النبوية وكلام العرب شعراً ونثراً. من جانبه أشار د.الحسين إلى أن فوز الكتاب يعد من دواعي السرور؛ لأنه يعد احتفاء بالعلم. مستعرضاً ما يمثله الكتاب عبر تراثنا المعجمي العربي من جانب, والاستخدام اللغوي له من جانب آخر.
واختتم الحفل بتكريم الفائزين بالجائزة.
يذكر أنه حاز على الجائزة في السنوات الماضية مؤلفو الكتب (باب السلام في المسجد الحرام ودور مكتباته في النهضة العلمية والأدبية الحديثة) د.عبدالوهاب أبو سليمان، وكتاب (حكاية الصبي الذي رأى النوم) لعدي الحربش، وكتاب (كتب الرحلات في المغرب الأقصى من مصادر تاريخ الحجاز) د.عواطف نواب الدين، وكتاب (معجم الأصول الفصيحة للكلمات العامية) للشيخ محمد العبودي.

ذو صلة