بقدر ما تغمرنا الدهشة والإعجاب أمام ما نراه حولنا من تطور علمي هائل في شتى مجالات الحياة، بقدر ما يصغر في نظرنا مصطلح التطور العلمي إن رأيناه عاجزاً أمام داء عضالٍ يفتك بعزيز لدينا!.
هذا التطور في شتى المجالات الذي يسير بسرعة كبيرة لدرجة بتنا نتوقع منه حلولاً لكل منغصات الحياة، وصعوباتها، مازال في جعبته الكثير مما لم يكشف الغطاء عنه. فمُهمة العلم الأساسية هي تسهيل حياة الإنسان، التي ظلت هدفاً للعلماء والمفكرين والمخترعين منذ الأزل، وقديماً قيل (الحاجة أم الاختراع)، فالحاجة تقود البشر كل يوم نحو اكتشاف جديد، فلم يعد التاكسي الطائر حلماً، ولا السيارات بدون سائق معجزة، وصرنا نسمع كل يوم عن فتح علمي أو طبي جديد.
والتطور العلمي كما هو معلوم لا يأتي من العدم، بل هو نتاج بحوث تراكمية على امتداد مسيرة البشرية، وتكامل تجارب وعقول وخبرات أسهمت في وصول العالم إلى ما هو عليه من تطور يدفعنا للخوف منه رغم سعادتنا به، فكما يبتكر الإنسان مافيه نفع للبشرية، نجده يبرع في ابتكار واختراع ما يستقوي به على أخيه الإنسان، ويضره به، في جوانب لا يمكن إغفال جزء منها مقابل الآخر، ورغم كل ما يحف عوالم التطور العلمي من مخاوف، يظل الإنسان في حالة بحث مستمر في ملكوت الله من حوله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.