مجلة شهرية - العدد (580)  | يناير 2025 م- رجب 1446 هـ

الحب الإستراتيجي

غادر نواف المنزل في الصباح الباكر دون أن يغسل وجهة بالماء البارد، لم يلتفت إلى الإفطار الذي أعدته (عفاف)، ولم يقبل (حنين) ويعانقها مثل كل مرة. حينما استقر على مقعد السيارة اتصل بزميلته (سحر)، أجابته: صباح الخير نواف. قال وهو ينظر في المرآة عائداً إلى الخلف: لا تذهبي إلى المكتب، لنلتقي في مقهى الأحلام بعد قليل. مجرد أن سمع منها كلمة (حاضر) أغلق السماعة.
الآن هو في المقهى ولا يوجد أحد عندما دلفت سحر، رأت نواف في الركن المعتاد يجلس بقلق وهو يتأمل هاتفه. جلست ووضعت حقيبة اليد بجانبها، قالت للنادل: (قهوة تركية). أشار نواف إلى النادل بأصبعيه (اثنان).
سحر: (كادت أمي أن تجن عندما علمت أني لم أعد أرغب في الزواج من صالح. قلت، ليس بيني وبينه أي توافق في التفكير ولا في المشاعر. قالت، اصبري عليه يا ابنتي، هو شاب خلوق ولديه عمل جيد. قلت، إن وظيفته متواضعة ويحتاج إلى مئة عام كي يصبح مديراً. بدت آثار الحزن والشحوب واضحة على أمي، أصبح وجهها باهتاً ليس فيه ملامح للفرح).
نواف: (أما عفاف يبدو أنها تجاوزت الصدمة، كلما تحدثت إلي أواصل التصفح في الهاتف دون أن أجيبها، فتضطر إلى أن تحمل حنين وتبتعدان عني، حين بدا لهما أن الأمر مثيراً، صارت تقول، هيا بنا، أباك لم يعد يحبنا. شعرت أن الأمر غير لائق إلى حد ما، لكنني في الوقت ذاته أدرك العهد الذي تعاهدت أنا وأنت عليه، بأن نتزوج، لذلك لن أسمح لأي عاصفة أن تتغلب على حبنا، اصبري قليلاً).
سحر: (نواف، اسمعني جيداً، أنا لازلت في وظيفة أخصائي تخطيط، أما أنت، مدير إدارة تخطيط، ناجح، ولك مستقبل باهر. غير أنني لا أستطيع أن أنتظر طويلاً، اسمعني، أريد أن أخبرك شيئاً، أنا والسيد سلطان خططنا على أن نتزوج).
نواف: (مدير عام التخطيط الإستراتيجي؟!).
سحر: (نعم، أرجو لك حياة سعيدة).

ذو صلة