ها نحن مجدداً نتعثر كما كنا مسبقاً في كل شيء من كائن واحد عن كل شيء. كيف للحب أن يكون منهجي وخزة ثم نزوة إلى بيت أخير كالعذب المديد. لم نعي بعد كيف للحب أن يكون مثل طوفان ومرة كأنه (نشوة شفاء)، هذا المصطلح الذي اخترت الركون فيه لمدة طويلة من رواية: (ترجمان الأوجاع) للكاتبة الهندية: جومبا لاهيري. عرفت الحب في صندوق صالح وخال من الأكذوبة الصغيرة التي تتزايد فيها مناقضة، إذ ما كان الحب مثل الموجة أو مثل نشوة شفاء دائمة المستطاب. (يقولون إنه الأمل الوحيد في الشفاء، أن تحصل على حالة من النشوة).
كانت نشوة الحب تختلف عن نشوة الوطن، والحنين، وصندوق الذكريات، وقصاصات الطفولة. كان الحب بالجذور، والنمو، ثمَ المسكن. مسكن الروح، وذاكرة الغد التي أحمل فيها انعكاسات الأيام، كما كنت أتذكر كيف أخطأت في رقم هاتفي وتذكرت الحب من خلال عينيك، أو نعست أواخر الليل فترددت ابتسامة طويلة من خلال نكتة قصيرة كنت قد قلتها لي أثناء ما وقفنا في مقاهي المدينة، أفتقد القدرة على دافع لمواجهة دفقات الحياة فتظهر صورة عيد ميلادك الأخيرة بين جنبات شجرة الغاردينيا فيعيدني لمحطة الحياة.
ربما كان الحب مثل الومضة العالقة للأبد أو الأعياد شيء يجعلك تزهر طوال الوقت، وتغدو به أحلى. لطالما كان الإنسان كائناً لا أكثر بينما الحب غاية وجذرت الإنسان في الشيء الذي يخلق السعادة، النشوة، والحب الأخير.
هذا الكائن الذي جذر نفسه وعرفها من خلال الحقيقة الحلوة دون الحاجة لأن تكون مُرة، فأعرف كيف يمكن أن يختزل الفؤاد كحلول فصول السنة الموسمية. بدر بن عبدالمحسن الشاعر القدير والبديع يقول في ظاهرة النشوة بأنك ربما تقف مكانك دون التجاوز، مكان يجعلك فقط تفقد توازنك وتستطرد الحرية في خلق كل الأشياء التي تجعل من الحب حقيقة واحدة مثل النشوة، خلق الأشياء التي تعديك لمراتها الأولى.
كما يأتي الحب في الكلمة، في مسكن من الكلمات، حينها تقول الكاتبة شهد الراوي: (هذه العبارات دلالة على اللطف الإنساني الخالص، أن يفتش أحدهم كل يوم عن عبارة أو صورة من أجل أن يرسلها إليك مثل تحية، يعني أنه حقاً يعني التواصل معك، وأنه يحتاج لأن تتذكره بعد غيابه، إنها رغبة الخلود الأخيرة، والنزعة السرية نحو لفت انتباهك بأنك ضمن أولوياته. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يعرفها هؤلاء لإظهار المحبة والاهتمام، هؤلاء الناس لا يعرفون التورية، وليس لديهم الكثير من الوقت ليضيعوه في لعبة التواصل الحديث، لعبة الغواية في الشد والجذب).
في نهاية كل شيء من بداية كل شيء كما يقول بوسكاليا الذي تدفقت حياته في البحث الوافر عن معنى الحب: (الحب هو الحياة والحياة هي الحب، وإذا فاتنا الحب، فاتتنا الحياة، بينما إذا أحببنا تفيض المحبة في قلوبنا وتضاف إلى حيواتنا حيوات).
الحب هو كل شيء.