مجلة شهرية - العدد (580)  | يناير 2025 م- رجب 1446 هـ

الأدب في منطقة تبوك

إذا استثنينا الأدب القديم في منطقة تبوك المتمثل في شعر القبائل العربية في الجاهلية والإسلام؛ فإن الأدب الحديث في المنطقة حديث النشأة، إذ تعود بداياته إلى التسعينات من القرن الرابع عشر الهجري، بعد توافر الدواعي الموجبة لنشأته، والمتمثلة في انتشار التعليم، والصحافة، والتقدم الحضري، والتطور المجتمعي، ونشأة النادي الأدبي في المنطقة.
ومن أوائل الشعراء في المنطقة الشاعر سليمان المطلق (رحمه الله)، والشاعر الأستاذ مسلم بن فريج العطوي، والأستاذ غرامة خلوفة العمري، وهيام حماد العطوي، ونايف الجهني، وعبدالرحمن الشعبان (رحمه الله)، هؤلاء الشعراء باستثناء الشاعر مسلم العطوي كانوا أول الشعراء طباعة لدواوينهم، فقد طبع سليمان المطلق ديوانه الأول (قبضة من أثر جميل) عام 1401هـ، وغرامة العمري لديوانه (زمن من حجر) عام 1414هـ، وهيام حماد طبعت ديوانها (لحن من أعماق البحر) عام 1401هـ، وديوانها (قارب بلا شراع) عام 1407هـ، ونايف الجهني طبع ديوانه (سريعاً كمن لا يمر) عام 1417هـ، وعبدالرحمن الشعبان طبع ديوانه (بلا ألوان) عام 1414هـ، وديوانه الثاني (ألوان) عام 1415هـ (تقريباً).
وتقدمت الحركة الشعرية في المنطقة تقدماً ملحوظاً منذ عام 1415هـ، وهي السنة التي افتتح فيها النادي الأدبي في تبوك، فكثرت إقامة الأمسيات الشعرية في تبوك المدينة، وفي المحافظات التابعة لها، وشارك في إحيائها شعراء المنطقة، وبرزت أسماء جديدة، ومن هؤلاء المشاركين: (نايف الجهني، محمد فرج العطوي، علي آدم هوساوي، عبدالرحمن الشعبان، عبدالرحمن الشقي العمري، زاهر البارقي (رحمه الله)، صالح العمري، عبدالرحمن الحربي).
ثم طبع عدد من دواوين شعراء المنطقة مثل ديوان (بوح الروح) وديوان (وطني غنيت لك) للشاعر محمد فرج العطوي. وديوان (تفاصيل ما حدث)، وديوان (ثلاثون جرحاً) للشاعر غرامه العمري، وديوان (نغم الأرض) للشاعر صالح العمري، وديوان (وطني عشقتك) للشاعر مسلم فريج العطوي، وديوان (احتفال) للشاعرة فاطمة القرني. وديوان (أحاسيس شاعر) للشاعر زاهر البارقي.
وقد تنوعت القوالب الشعرية التي نظم فيها الشعراء شعرهم، فنظم بعضهم شعره على أوزان الخليل بن أحمد الفراهيدي، ومن هؤلاء: مسلم فريج العطوي، وعبدالرحمن الشعبان، وزاهر البارقي. وبعضهم زاوج بين شعر التفعيلة والوزن الخليلي، أمثال: نايف الجهني، ومحمد فرج العطوي، وعلي هوساوي.. وغيرهم.
وإذا كان هؤلاء الشعراء نظموا شعرهم على البحور الشعرية الموزونة؛ فإن منهم من شعراء المنطقة من حاول نظم قصيدة النثر، ومن هؤلاء: علي عمر باراجي ومنصور الجهني، وهذان الشاعران نتاجهما مطبوع ومتداول.
وقد نظم شعراء المنطقة شعرهم في موضوعات الشعر المعروفة في الوجدانيات والمشاكل الاجتماعية والقضايا القومية والإسلامية. وتباينت قصائدهم في الجوانب الفنية فجاءت بعض قصائدهم تقريرية واضحة، ولكن كثيراً من قصائدهم طافح بالشعرية الرائعة والتصوير البديع.
أما فيما يتعلق بالسرد فإن بعض أدباء المنطقة كتب القصة القصيرة جداً، وبعضهم كتب القصة القصيرة، وبعضهم كتب الرواية، ولكن أول من كتب القصة القصيرة القاص علي عبدالفتاح سعيد (رحمه الله)، إذ طبعت أول مجموعة قصصية له بعنوان (الولوج من ثقب إبرة) عام 1410هـ، وقد شجع النادي الأدبي كثيراً من كتاب القصة القصيرة، ونشر ما كتبوه من قصص في مجلة أفنان التي يصدرها سنوياً، كما أنه طبع بعض نتاج قصاص المنطقة، ومن هؤلاء علي آدم هوساوي وغيره، وكذلك طبع رواية الحدود لنايف الجهني، إلا أن معظم الروايات التي كتبها قصاص المنطقة طبعت على نفقتهم الخاصة، ومن هذه الروايات رواية (أم الغيث) للأستاذ عبدالرحمن العكيمي، وراوية (لا أحد في تبوك) ورواية (عزيزة) لمطلق البلوي، ورواية (الدود) لعلوان السهيمي، وأيضاً مجموعة قصصية بعنوان (قبلة وأشياء أخرى)، ورواية (تباوا) لنايف الجهني.
ومن النتاج القصصي المطبوع مجموعتان قصصيتان لعبدالرحمن العمراني، الأولى بعنوان (حفلة عزاء راقصة) والثانية بعنوان (مساء ينتحب)، ومجموعة قصصية بعنوان (في ركن عينيه قررت أن أحب) لعائشة الحكمي، ورواية (عشاق العدالة) لعالية الشامان، ومجموعة (في هدأة ليل الأنفاس) لعلي عبدالفتاح سعيد، ومجموعة (النوارس) لأحمد عسيري، ورواية (آنشتاين لست وحدك) لعبدالله الحويطي.
وهذا الإبداع الأدبي الذي تحفل به المنطقة شعراً ورواية؛ لم يعرض له أحد من الباحثين لدراسته دراسة فنية، ولعل قابل الأيام تفاجئ بدراسات لهذا الأدب الحديث في منطقة تبوك.

ذو صلة