الشيخ رَشيد بن محمد بن سليمان القيسي (1298هـ - 1426هـ)، من أعلام علم المواريث في العالم الإسلامي، وعلماً من أعلام القضاء في المملكة العربية السعودية. عاش عمراً مديداً ما يقارب (128) سنة في طلب العلم والتدريس والقضاء، كان الكثير من طلبة العلم يحضرون إليه من جميع مناطق المملكة ليستفيدوا منه في علم الفرائض، فقد كان مرجعاً لهم في هذا العلم.
ولد الشيخ رَشيد القيسي في العهد العثماني في بلدة ضباء عام 1298هـ، وتلقى تعليمه على يد والده الشيخ محمد بن سليمان القيسي (1274هـ - 1370هـ) مؤسس ومدير أول مدرسة كُتّاب في ضباء في العهد العثماني.
فقد حفظ القرآن الكريم على يد والده في سن مبكرة، وقرأ عليه العديد من الكتب، منها: رياض الصالحين، والترغيب والترهيب، ونزهة النظر، وزاد المعاد، وأعلام الموقعين، وكتب أخرى.
وكذلك تتلمذ وقرأ على العديد من العلماء، منهم: الشيخ الفرَضي علي بن أحمد البنا (توفي عام 1350هـ) من علماء ضباء. والشيخ محمد بن عبدالوهاب بن عقيل قاضي ضباء آنذاك، فقد قرأ عليه تفسير ابن كثير، وتفسير البغوي، وتفسير الجلالين، وكتاب المغني. والشيخ ناصر بن محمد الوهيبي، قرأ عليه كتاب الروض المربع، وكتاب المقنع، وكتاب بلوغ المرام.
بدأ حياته العملية معلماً في مدرسة ضباء عام 1349هـ عند والده الشيخ محمد بن سليمان. وبقي في سلك التعليم ما يقارب أحد عشر عاماً، ثم انتقل إلى محكمة تبوك بناء على طلب الشيخ ناصر بن محمد الوهيبي، وعمل كاتب عدل في المحكمة، ثم انتقل إلى محكمة ضباء، ثم محكمة أملج، وفي عام 1362هـ عُين قاضياً بالوكالة، وفي شهر رمضان من عام 1364هـ عُين قاضياً أصيلاً، وفي عام 1375هـ انتقل قاضياً إلى محكمة مهد الذهب، ولم يطل به المقام حيث نُقل عام 1376هـ إلى محكمة حقل، وبقي في هذه المحكمة لمدة اثنتين وثلاثين سنة، إلى أن أحيل إلى التقاعد عام 1408هـ.
من مؤلفاته المطبوعة:
- الهدية في شرح الرحبية. (شرحه في شهرين)
- مسائل فرضية عنقودية.
ومن مؤلفاته المخطوطة: البلغة في الفقه.
توفي الشيخ رَشيد القيسي عام 1426هـ، وله من العمر (128) سنة، وقد قال عنه الشيخ حمد الجاسر في كتابه (في شمال غرب الجزيرة): عرفت القاضي رشيد حينما كان مدرساً في مدرسة ضباء، وكنت قاضياً هناك، وعرفت أباه الشيخ محمد مديراً للمدرسة، كما عرفت فيه رجلاً فاضلاً.