مجلة شهرية - العدد (580)  | يناير 2025 م- رجب 1446 هـ

المحميات السعودية.. خريطة طريق لخدمة البشرية

تشهد المملكة العربية السعودية تحولاً بيئياً مواكباً للتطورات التي تعيشها منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، وإعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رؤية المملكة 2030 التي غطت بجوانبها مجالات الحياة في المملكة كافة.
ويأتي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بإنشاء مجلس للمحميات الملكية في الديوان الملكي برئاسة سمو ولي العهد في إطار اهتمامه - أيده الله - بالحفاظ على الثروة البيئية في المملكة التي تعد امتداداً لاهتمامات الدولة بالبيئة التي بدأت مع الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- عندما جمع عدداً من الحيوانات الصحراوية وأهداها إلى حديقة (سان دييغو) في الولايات المتحدة الأمريكية للعناية بها وحمايتها من الانقراض، وسار على نهجه أبناؤه الملوك -رحمهم الله- فأسس الملك خالد -رحمه الله- مزرعة الثمامة التي تحولت إلى مركز الملك خالد لأبحاث الحياة الفطرية. وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد -رحمه الله- تم تأسيس الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في الثاني عشر من رمضان العام 1406هـ.
وعزّز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد، اهتمامه بالحفاظ على البيئة بإصدار عدد من الأنظمة والتشريعات الداعمة لذلك، ومن ذلك أمره الملكي بإنشاء (وزارة البيئة والمياه والزراعة) عام 2016م بعد تعديل اسم وزارة الزراعة، ونقل المهام والمسؤوليات المتعلقة بنشاطي البيئة والمياه إليها، تلاه في العام ذاته تنفيذ مبادرة برنامج الملك سلمان للتوعية البيئية والتنمية المستدامة، وتنفيذ برنامج وطني لبناء قدرات الجهات الحكومية في رصد وقياس مؤشرات توطين التنمية المستدامة بالمملكة.
كما صدرت الموافقة على إنشاء معهد الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء، لدعم البحوث العلمية والتطبيقية الإبداعية في مجالات البيئة والمياه والصحراء، وتحقيق التميز في تنمية الموارد المائية وإدارتها من خلال توطين التقنيات الحديثة وتطويرها، إلى جانب تقديم الخدمات الاستشارية والتدريبية. وهذه الخطوات تواكب أهداف رؤية المملكة 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي دعمت تحمل المسؤولية تجاه الأجيال القادمة، وتحقيق المجتمع الحيوي من خلال إيجاد المقومات الأساسية لجودة الحياة، والحد من التلوث برفع كفاءة إدارة المخلّفات، والحد من التلوث بمختلف أنواعه، ومقاومة ظاهرة التصحر. ونظراً لأهمية تطوير المحميات الطبيعية - باعتبارها ثروة وطنية حبى الله بلادنا بها - بما يحقق الحفاظ على مكوناتها البيئية والطبيعية وإعادة توطين الحياة الفطرية فيها وتعزيز سبل إنمائها، وتنشيط السياحة البيئية، جاء القرار الملكي الكريم بإنشاء (مجلس للمحميات الملكية) في الديوان الملكي برئاسة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وعضوية كل من:
1 - الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود.
2 - الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل سعود.
3 - الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود.
4 - الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود.
 5 - الأمير بدر بن عبدالله بن محمد بن فرحان آل سعود.
6 - وزير البيئة والمياه والزراعة، واثنين من ذوي الاختصاص.
وقد راعى القرار الملكي الكريم تنظيم الحركة داخل المحميات بما لا يضر بالقرى والهجر وأملاك المواطنين داخل نطاق هذه المحميات، وأن يستمتع المواطنون والمقيمون بهذه البلاد بالمحميات الطبيعية دون أسوار أو حواجز لكونها ملكاً عاماً للوطن، وذلك وفق الأنظمة والتعليمات المنظمة لذلك، أما المحميات الملكية فهي:
 1 - (محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد) تضم محمية (روضة خريم) والمناطق المجاورة لها محمية ملكية، ويكون مجلس إدارتها برئاسة الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز، وعضوية ستة أشخاص من ذوي الخبرة والاختصاص يرشحهم مجلس المحميات الملكية.
2 - (محمية الإمام سعود بن عبدالعزيز) تضم (محمية محازة الصيد) ويكون مجلس إدارتها برئاسة الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز، وعضوية ستة أشخاص من ذوي الخبرة والاختصاص يرشحهم مجلس المحميات الملكية.
3 - (محمية الإمام تركي بن عبدالله) تضم محمية (التيسية) والمناطق المجاورة لها، ويكون مجلس إدارتها برئاسة الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز، وعضوية ستة أشخاص من ذوي الخبرة والاختصاص يرشحهم مجلس المحميات الملكية.
4 - (محمية الملك عبدالعزيز) تضم محميتي (التنهات، والخفس) والمناطق المجاورة لهما، ويكون مجلس إدارتها برئاسة الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وعضوية ستة أشخاص من ذوي الخبرة والاختصاص يرشحهم مجلس المحميات الملكية.
5 - (محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز) تضم محميات (الخنفة، والطبيق، وحرة الحرة) والمناطق الواقعة بينها والمجاورة لها، ويكون مجلس إدارتها برئاسة الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وعضوية ستة أشخاص من ذوي الخبرة والاختصاص يرشحهم مجلس المحميات الملكية.
6 - (محمية الأمير محمد بن سلمان) تضم المنطقة الواقعة بين مشروع نيوم ومشروع البحر الأحمر والعلا، ويكون مجلس إدارتها برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وعضوية ستة أشخاص من ذوي الخبرة والاختصاص يرشحهم مجلس المحميات الملكية.
ويتوج هذا الاهتمام إعلان الأمير محمد بن سلمان عن مبادرتي (السعودية الخضراء) و(الشرق الأوسط الأخضر)، وهما المبادرتان اللتان سترسمان توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة ووضع خريطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة تسهم بشكل قوي في تحقيق المستهدفات العالمية من خلال رفع نسبة الغطاء النباتي وتقليل انبعاثات الكربون ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي والحفاظ على الحياة البحرية.

ذو صلة