مجلة شهرية - العدد (581)  | فبراير 2025 م- شعبان 1446 هـ

الافتتاحية

الإيمان بالفعل الثقافي، ودعم منابره ومنصاته؛ قيمة رفيعة لا يتبناها سوى أصحاب الرؤى والمشاريع الحضارية، التي تستحضر المعنى الكبير لمهمة رعاية الثقافة والفنون والآداب، بعيداً عن حسابات الربح والكسب المادية، خصوصاً فيما يتصل بالثقافة الجادة، المعنية بالفكر والفلسفة والتراث والأدب والكتاب، وهذا ما عبَّرت عنه القيادة السعودية في غير مكان وشاهد، أحدها ما نحتفي به اليوم معاً، من خلال «المجلة العربية» التي صدر قرار تأسيسها في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز، يرحمه الله، ثم مضت محفوفة بدعم وعناية القيادة إلى هذا العهد الذي تعيش فيه الثقافة - في السعودية، ومن السعودية إلى الآخر- أزهى عصورها وأوفرها دعماً ورعاية، حيث يولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمين، رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظهما الله؛ قطاع الثقافة عناية لم يسبق لها مثيل، تمكيناً وتمويلاً وتشجيعاً، لفروع الثقافة وأطيافها كافة، فالشكر الجزيل لمقامهما الكريم، والتقدير لعطائهما النبيل. والشكر موصولٌ في هذا المقام لوزير الثقافة، الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، الذي تأتي «المجلة العربية» في أولوية متابعته وحرصه، استلهاماً لغايات رؤية المملكة 2030م.
اليوم، ونحن نتشارك الاحتفاء بهذا الصرح الثقافي العربي، الذي أسهم على مدى خمسين عاماً، في رفد الحقول الثقافية العربية، كُتّاباً وأدباء ومفكرين ومبدعين، وأسماءً كانت إطلالتها الأولى عبر صفحاتها، وها هي اليوم ملء السمع والبصر، فضلاً عن دار نشر المجلة العربية، التي يصدر عنها مسار كتب الإهداء المرفقة بالعدد، ومسار الكتب المستقلة التي بلغت اليوم أكثر من 320 مؤلفاً في مختلف الحقول، مع التركيز على فئة الكتب المترجمة، فضلاً عن عناية المجلة بالموقع الإلكتروني الذي يضمُّ المحتوى كاملاً، ثم حضورها عبر حسابات شبكات التواصل الاجتماعي، عبر مضامين تفاعلية تستهدف المزاج الجديد وتبرهن على عصريتها وحيوية حضورها، بما يؤكد أن الثقافة للجميع، وأن «المجلة العربية» مجلة الثقافة العربية كافة.
أختم بتحية وتقدير للأجيال التي رافقت المجلة نشراً وعملاً تحريرياً، كما أحيي الأسماء التي شاركتنا الاحتفاء باليوبيل الذهبي للمجلة العربية، والشكر لزملائي في المجلة، من فريق التحرير وطاقم الإنتاج، مستلهمين معاً أن هذه المناسبة ما هي إلا محطة نحو انطلاقة أكثر عطاءً وتألقاً، محافظين على منجزات 50 عاماً مضت، ومتوثبين نحو مستقبل ثقافي، متجدد دوماً، وخلّاق.
***
يتزامن هذا العدد الاحتفائي، بمناسبة مرور 50 عاماً على صدور «المجلة العربية»؛ مع فوز المملكة العربية السعودية باستضافة كأس العالم 2034م، وهي مناسبة جديرة بالاحتفاء العربي حيال تجربة كبيرة تستأثر باهتمام شعوب العالم، عبر هذه الرياضة التي تجاوزت إطارها الرياضي لتصل إلى التعبير عن مستويات الثقافة والاقتصاد والبنى التحتية واللوجستية وغيرها لدى البلد المستضيف وإطاره الثقافي والجغرافي. نُحيي شعوب العالم ونبارك هذه الوثبة العالية، وإلى المزيد من النجاحات في مختلف المجالات.

ذو صلة