زبيدة بشير

سرني الاطلاع على الكتاب المرفق مع عدد (المجلة العربية) 422، والذي حمل عنوان وفيات المثقفين 2011 لشهر ربيع الأول 1433هـ فبراير 2012م وأحببت أن أستدرك أحد أعلام تونس وهي الشاعرة زبيدة بشير التي ولدت في (ساقية سيدي يوسف) الواقعة على تخوم الجزائر ودمرها القصف الاستعماري عام 1958 لأنها كانت تؤوي الثوار الجزائريين.

لقد اختارت الشاعرة اسم والدها لقباً أدبياً لها، وبذلك اختلف لقبها وألقاب إخوتها وأخواتها في وثائقهم الرسمية، وقد فارق والدهم والدتهم وتزوج امرأة أخرى جزائرية الأصل اسمها: زهرة عربية فأنجبت ولداً وبنتين هم: أحمد ثم التوأمين: زينب وحليمة، وقد توفي والدهم عام 1965، وقد كان (عطارا) أي بياع مواد غذائية في سيدي عبدالسلام، كما يسمى في تونس.

أما الشاعرة فقد كانت عصامية كونت نفسها بنفسها ورغم عدم حصولها على شهادات فقد اشتغلت في الإذاعة التونسية إثر الاستقلال، وكتبت شعراً كثيراً نشرت أكثره في ديوانها الأول (حنين) فيما يناهز المئة صفحة سنة 1968 ويحمل 27 قصيدة بين عمودية وتفعيلية حرة، وقد اعتز الشاعر الكبير مصطفى خريف باختيارها له لكتابة مقدمته، الذي افتتحها بقوله: «إني سعيد بأن أرى شاعرتنا النابغة تختارني من بين المعجبين، لأن أكتب كلمة عن باكورة نشاطها الأدبي الخصيب. هذه المجموعة الشعرية التي تتقد بين سطورها أحاسيس شبابها الباكر الطموح.

أجد في ذلك فخاراً ذاتياً، وأجد فيه اطمئناناً على مستقبل العبقرية المغربية في انبعاثها الراهن، وقد يرشحني لنوال هذا الشرف، واستشعار هذه المتعة، كوني من أقدم الناس معرفة بنشأة ملكات زبيدة الذهنية ومن أكثرهم تتبعاً لتطورات طبعها منذ تفتقت براعمه الأولى تستقبل قطرات الندى وقبلات الشمس...» إلخ.

وبعدما يناهز ربع القرن من نشر ديوانها الأول نشر لها مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة: (الكريديف) ديوانها الثاني (آلاء) سنة 2002م، فيما يناهز 130 صفحة به 25 قصيدة عمودية منها قصيدتان حرتان من بقايا عهد ديوانها الأول.

وبعدما يناهز عقداً من الزمان قبيل وفاتها التي كانت يوم 21 رمضان 1433هـ 21 /08/2011م إثر عملية جراحية على القولون أو المصران الغليظ، أعدت ديوانها الثالث (طائر الفينيق) للنشر، فقد قررت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية نشر أعمالها الكاملة التي تضم جميع أشعارها المنشورة في دواوينها السابقة.