علم التخصص هو مسعى محمود في جل ما نقوم به، ودوماً فإن التخصص يفرز ملامح شخصية مستقلة جديدة تمتلك ما لا يمتلكه غيرها، بحكم التخصص الذي ركّزت جل جهدها عليه.
والتخصص في معرض الكتاب فكرة محمودة لأنه يقدم شخصيته للزائر، ومع السنوات يكوّن المعرض عائلة ثقافية وجسماً ثقافياً خاصاً به.
في مقالته الافتتاحية للعدد (423) من (المجلة العربية) تحدث الدكتور عثمان محمود الصيني عن سمات التخصص التي باتت بعض معارض الكتب العربية تنتهجها وتحقق تميزاً بها. وقد تركت المقالة لدي بعض الانطباعات أحب أن أوردها على النحو التالي:
1 - إن التخصص يحمي المعرض من التكرار السنوي الذي قد يبعث على الملل.
2 - يمتلك التخصص عنصر المفاجأة بحيث يتم تقديم كل جديد لم يكن متوقعاً.
3 - يستقطب التخصص أناساً من مختلف التخصصات كي يلتقوا في هذا المعرض ويروجوا لنتاجهم.
4 - يقدم التخصص ربحاً مادياً لشرائح واسعة من الفعاليات الثقافية والفنية والاقتصادية.
5 - يحقق التخصص انتشاراً للكتاب، كما يفعّل حركة
الكاتب بحيث تتم دعوته لحفلات التوقيع على مؤلفاته،
والتفاعل المباشر مع جماهيره من خلال لقاءات مع الجمهور في أمسيات ومحاضرات يجيب من خلالها على أسئلة جمهوره.
6 - يأخذ التخصص طابع الجدية والمسؤولية في العمل ليحقق المعرض كل سنة درجات متقدمة على السنة السابقة.
هذه الملامح تقي روتينية المعرض بحيث يمكن للمعرض السنوي الكلاسيكي أن يكرر نفسه، ويفتح أبوابه في أيام محددة من السنة، بل أحياناً لا أحد يعلم بموعد إقامة المعرض وموعد الختام، وهو كل سنة يخسر من أعداد زوّاره.
إن المعرض هو عيد بامتياز للكتاب، وعيد للقراءة، فيه تنتشر فكرة الوعي القرائي لدى الزوّار، وتكون مناسبة ليستقطب المعرض كل سنة زوّاراً يلجونه لأول مرة ليكتشفوا حميمية التواصل مع الكتاب، ويتذوقوا نكهة عيد الكتاب في معرضه، وهو في حقيقة الأمر عيده، لأن أي معرض يقام للكتاب هو عيد له.
إن هذه المقالة تركت انطباعاً حسناً لدي وجعلتني أنظر إلى أهمية معارض الكتب ودورها الفعّال في عملية نشر فكرة الوعي القرائي لدى كافة فئات المجتمع لأن لا أحد يمكن له أن يدّعي بأنه مستغن عن القراءة، وبالتالي لا أحد يمكن له أن يرى بأنه مستغن عن التفاعل مع معارض الكتب على الأقل التي تقام بين ظهرانيه.