مجلة شهرية - العدد (580)  | يناير 2025 م- رجب 1446 هـ

حماية الطفل

كتبت الدكتورة سناء الشعلان مقالاً بعنوان : (أدب الأطفال: الوظيفة التعليمية والذوقية) نشرته المجلة العربية في عددها (423) ربيع الثاني 1433هـ, مارس 2012م. تحدثت فيه عن أهداف أدب الأطفال وعن وظيفته التعليمية والذوقية. وأود أن أعقب على مقالها, فأتحدث عن مشكلة يعاني منها هذا الأدب، وتقف حائلاً دون تحقيق الأهداف التي تحدثت عنها كاتبة المقال. 
إنّ واقع حال من يكتبون في أدب الأطفال مختلف، يكتب فيه الخبير بعالم الطفولة والغرير به، الموهوب وغير الموهوب ، المغرض والمخلص، وتفاوتت مستويات الكتابة في أدب الأطفال، فصار منه الغث والسمين. وصارت المؤلفات في أدب الأطفال لا تتعدى ثلاثة أنواع: نوع جيد، يكتب فيه أدباء مجيدون متمرسون في فن الكتابة للأطفال، يرسمون لهذا الأدب أهدافه، ويسعون لتحقيقها.
ونوع ثانٍ يكتب فيه أدباء كبار خبروا حياة الأطفال، وجذبوهم إليهم؛ غير أنهم بثوا في أدبهم أفكاراً تزعزع وحدة البلد واستقراره، وتتعارض مع أهداف الأمة. ونوع ثالث تجاري هابط، مكتوب بلغة ركيكة متجرد من الأهداف والقيم، فيه عنف وسطو وسفك دماء ومشاهد جنسية مخلة، تثير غرائز الأطفال, تسلق إليه أشباه 
الكتاب، وتسلل هذا النوع من الأدب -إن جاز  لنا أن نسميه أدباً- إلى الأسواق في غفلة من الرقيب، فكيف يقرأ الطفل المفيد منه؟ وكيف يتجنب الضار؟ أندع طفلنا يتخبط في بحثه عن الكتاب فيقع ضحية الكتاب المغرض أو الهابط أم نهديه إلى الكتاب المفيد؟ هنا لابد من الفرز، ولابد من التحديد والتوجيه، بل لابد من عملية الغربلة والاصطفاء. وهذه مشكلة في أدب الأطفال، لابد من إيجاد حل لها أو حلول. إنّ حماية شخصية الأطفال من أخطار التطرف الديني والمذهبي والدعوات العرقية الانفصالية التي تتخذ من أدبهم وسيلة للاستيلاء على عقولهم وقلوبهم هي حماية لأمن البلد واستقراره، كما إنها حماية لأمن الأمة ومستقبلها، وعلينا أن نتلمس الحلول للتغلب على هذه المشكلة، وأرى أنّ من بين هذه الحلول تفعيل رقابة الدولة على مطبوعات أدب الأطفال وإصدار قائمة في كل عام بأسماء الكتب الجيدة والكتب الرديئة في أدب الأطفال، وهذا يحتاج إلى جهد عربي مشترك، تبذله المؤسسات التربوية والثقافية والمنظمات المعنية بالأطفال في كل بلد عربي. فهل يستطيع المعنيون تقديم أدب للأطفال راق بلا ابتذال ونقي بلا كدر، ونافع من غير أذى, ليسهم هذا الأدب في بناء شخصية الطفل العربي؟

ذو صلة

   منال باسماعيل
   manal.basmail@yahoo.com
   يمن -حضرموت
   الجمعة 01/06/2012
أختي العزيزة أشكرك لتناولك هذا الجانب من تربية وثقافة طفلنا العربي الذي يحتاج إلى حماية فكره وهويته وثقافته , لذا أتمنى من جهة مسئولة و مسموعة أن تتبنى دراسة أدب الطفل العربي كجامعة الدول العربية وتضع معايير معينه تقيم الكتب والأعمال الأدبية المرئية والمسموعة وتمنح لها تراخيص للمزاولة والنشر.