أبان الكاتب صهيب محمد يوسف في مقاله بعنوان (وظيفة أدب الأطفال) في العدد 425 من (المجلة العربية)؛ الدور الكبير لمؤلفي أدب الأطفال.. هذا الأدب المتعمق في الرؤية.. المتنامي في الحس.. والمفعم بالشعور.
وفي هذا السياق يطيب لي أن أتناول زاوية تتعلق بأدب المشاركة لدى الأطفال, وزرع الثقة في نفوسهم.
فالواقع المعاصر الذي نعايشه ونعيش فيه يستلزم منا أن نمعن النظر فيه وفي قواعده وأصوله وتقنيته التي جابت الآفاق وصارت تشاركنا في التأثير والأثر حتى عدنا لا نعلم كيف نقنن هذا الكم الهائل من صنوف الأجهزة وأدواتها المتحكمة في عقولنا قبل عقول أبنائنا, حتى ولو أننا حاولنا أظهار قدراتنا في التقليل من هذا الهجوم الصاعق فإننا لن نستطيع ذلك دون إبقاء الدور الجماعي قائماً من جميع من له علاقة بشؤون الطفل وتربيته من مؤسسات اجتماعية تربوية ومن مدارس فكرية أو أفراد يقيمون وزناً للمعايير التي يجب أن تتبناها المدارس النظامية في خلق روح وثابة لطفل المستقبل المنشود.
لاشك في أن لدى الأطفال طاقة حيوية يجب أن تستغل في صنع ماهيته وموقعه أياً كان. يجب أن نحافظ على الطفل من جميع المؤثرات الخارجية التي تسلبه أرادته وأحقيته كإنسان له وزنه في الحياة.
لنوقن تماماً أن في مقدور أطفالنا مجاراتنا في تفكيرنا وقدراتنا وهناك نماذج إسلامية كان لها قصب السبق في هذا الجانب ففي قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع عبدالله بن عباس حينما شرب عليه السلام من إناء كان في يده وكان عبدالله عن يمينه فنظر إليه النبي عليه السلام يستأذنه في أن يعطي الإناء لمن هو أكبر منه لكن عبدالله تمسك بحقه رجاء بركة الشرب بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام فأقره على رأيه هذا.
وكذا قصة الصحابي الجليل عبدالله ابن الزبير رضي الله عنه حينما مر به الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان عبدالله صغيراً يلعب مع الصبيان ففروا وقتها وبقي هو فقال له عمر: لم لم تفر مع أصحابك قال: يا أمير المؤمنين لم أجرم فأخاف ولم يكن الطريق ضيقة فأوسع عليك.
إذاً فالإسلام يربي الأطفال على أن يكون لهم رأي مستقل وهو ما أكدته شواهد التاريخ التي سقنا بعضاً منها آنفاً.