جاء تعقيب الأخت لينا عبدالكريم عيسى على قضية الكتابة النسوية في العدد (422) من (المجلة العربية) إضافة جديدة وموجزة عن الأدب النسائي الذي يتميز بالرقة والعذوبة والحس المرهف.
ولعل ما تطالعنا به المكتبات والصحف والمجلات العربية من نتاج أدبي نسوي يصب في هذا الجانب سواء كان شعراً موزوناً مقفى أم حراً أو كانت خاطرة عابرة، أو قصة سائرة، أو رواية ساحرة.. وهذا البوح من النصف الآخر لاشك بأنه تعبير جلي وواضح عن مكنونات بنات حواء حيث المشاعر الندية والأحاسيس الممزوجة بروعة الوصف وعمق الرؤية وجلاء المناظرة.
وإذا كانت الكتابة النسوية تعني وضع بصمة واضحة لكل ما يهم المرأة ويتعلق بها من آداب ومعترك حياة فإن القلم النسائي يعني الحضور الجريء والتحضير المناسب للجة الحرف وتراتيل الرواية دونما النظر إلى ماهية هذه الأحرف وما ترمي إليه من انعتاق في الكينونة أو تمسك في اللبنة وسواء كانت هذه الخطوط تمس المرأة بشكل مباشر أو هي للجنس الخشن.
ثمة نبرات تهز أصداء اللآلئ لإيقاد لون الحبر النسائي وتقديمه كوجبة خفيفة ظريفة لا تقاس على الإطلاق بوجبات الرجال الدسمة الثقيلة، أو ثمة مقولات تصدح في الفضاء ترسم سياسات متباينة لإخراج الأدب النسائي
من إطاره الحقيقي المباشر إلى إطار صوري مهترئ لا من حيث الفكرة ولا من حيث المضمون إنما من حيث المبدأ والتنفيذ، فالبروتوكول الذي تحظى به بعض النسوة الكاتبات لا يقاس على إطلاقه بمدى قدرتهن على مقارعة الخصوم وكسر الأقلام والزج بالمداد كنوع من إثبات الوجود وإيصال الفكرة ولو على أسنة الرماح، إذ إن بعض من هن غائبات، أو على الأصح مغيبات، لا يشعرن بهذا التقدير وإن كن صاحبات قلم وقرطاس لأنهن غير قادرات على رسم ألوان النفاق المستباح على قارعة الطريق أو لأنهن لا يستطعن تقديم أحرفهن الهجائية دون مراكب الدهشة والحضور فيظن القوم أن العلة في تراكيب الحرف لا تحريف التراكيب.
أؤكد جزماًُ أن لدى بنات حواء قدراً كافياً من القوة للإبحار في فواصل عديدة من الألف والباء ولكن ربما أن الوضع الأسري أو الوضع المجتمعي لا يخدم هذه النوتة ولذا كان من الأسلم إحداث ألبومات خاصة والنظر إليها وقت الغروب لمساءات حالمة.
أرمق بناظريك شتات حرف وأستبق كنهه في الطريق
ولولا بصمتك لقلت إنني الآن في هم وحزن وضيق