قد تعتقد أن كل شيء على ما يرام، فالسوق الاقتصادية تنهض، وفرص العمل تتوفر، وأسوأ الأيام قد انتهت. ولكنك، حسب قول الكاتب بيتر شيف، مخطئ في كل ذلك.
يقول بيتر شيف في كتابه (التدهور الحقيقي) بأن أمريكا تعيش وتستمتع داخل وهم أنشأته الحكومة، سرعان ما سوف يضمحل بعواقب مدمرة على الاقتصاد وعلى كل فرد من المجتمع. ويوضح شيف كيف أن صب المليارات من الدولارات قد حفر حفرة أعمق من السابق، فحكومة الولايات المتحدة تصرف أكثر مما ينبغي بكثير ولا تجمع ما يكفي من المال لتفي ديونها، وبالنهاية فإن الأمريكيين من جميع الفئات المختلفة سوف يواجهون عاقبة ساحقة.
فالأمريكيون لا يمكنهم شراء البيوت التي يملكونها، وكل ما تقوم عليه عملة البلد هو كاذب. النظام الأمريكي محطم ولا يوجد سوى طريقين إلى الأمام. الأول هو الذي تمشي فيه أمريكا الآن والذي سوف يؤدي إلى أزمة مالية وقيادية عظيمة ستعمل على تدمير الاقتصاد الأمريكي وإفقار النسبة الأكبر من المواطنين.
غير أنه إذا تغير هذا المسار، سوف يكون الطريق صعباً في البداية، ولكن الوجهة النهائية سوف تكون مرضية بشكل كبير. فإذا كنا نريد، يقول الكاتب، أن نتجنب الدمار الشامل يجب علينا أن نقلل كثيراً من كمية الأموال التي تصرفها الحكومة، وذلك بإبادة وكالات بأكملها، إيقاف المهمات العسكرية خارج البلاد والتركيز على الدفاع الوطني فقط، إيقاف الديون الطلابية وفوائد الرهن العقاري المخفضة، وغير ذلك كثير. كما يجب أن نتجرأ ونعلن إفلاسنا، ونعيد إصلاح نظامنا من نقطة الصفر.
بأسلوب مقنع ومحرض يشرح لنا الكتاب كيف وصلنا إلى هذه الفوضى، كيف يمكن أن نخرج منها، وما سوف يحصل إذا لم نتمكن من ذلك. وبحكمة يوضح الكاتب كيف يمكنك أن تحمي نفسك، عائلتك، أموالك، وبلدك مما يتوقع حدوثه.
الناشر: سانت مارتنز بريس 2012